بسبب “نيوم”.. النظام السعودي يصدر حكماً بالسجن 50 عاماً لشخصين من قبيلة الحويطات لرفضهما الترحيل

أفادت تقارير حقوقية بأنّ “محكمة سعودية قضت، الشهر الفائت، بالسجن لمدة 50 عاماً على شخصين من قبيلة الحويطات”، ذاكرةً أنّ السبب كان “معارضتهم الترحيل القسري من منازلهم لتنفيذ مشروع نيوم”.

وقالت مؤسسة القسط الحقوقية إنّ “الحكم صدر عن محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، بحق عبد الإله الحويطي وعبدالله دخيل الحويطي، اللذيْن تضامنا مع أقارب لهما رفضوا مغادرة منازلهم في مناطق تريد السلطات استخدامها ضمن المشروع”.

وشمل الحكم “حظر سفر الإثنين لمدة 50 عاماً”، وذلك بسبب “رفضهم إجبار قبيلتهم على إخلاء منازلهم، في محافظة تبوك شمال غرب السعودية”.

وتغطي المدينة، التي أعلن عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مساحة تزيد عن 26500 كيلومتر مربع، ويمتد من شمال غرب المملكة بالاشتراك مع أراض مصرية وأردنية.

من هم الحويطات وما علاقتهم بمشروع “نيوم”؟

والحويطات قبيلة عربية تنتشر عبر مساحة واسعة في شمال غربي السعودية. و لها فروع كثيرة تتوزع في الأردن وفلسطين وسيناء.

وكانت تقارير صحافية ذكرت أنّ “الحكومة السعودية تسعى إلى نقل أكثر من 20 ألف شخص من المنطقة لبناء المدينة الجديدة”، معظمهم من قبيلة الحويطات.

وأفادت بأنّ “سكان المنطقة يخشون الترحيل القسري”، ويقولون إنّ “ذلك يعني تقطيع أوصال مجتمع بأكمله “.

وتنتشر منذ الإعلان عن المشروع دعوات لمواجهة قرار ترحيل سكان المنطقة، من قبل ناشطين من أهل المنطقة ومتضامنين معهم، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها تشهد حظراً من قبل السلطات الأمنية.

وكانت الناشطة الحقوقية علياء الحويطي، التي تعيش في لندن، وهي إحدى أعضاء قبيلة الحويطات، كشفت عام 2020 عن تعرّض بعض أبناء القبيلة للاعتقال والتهديد بالقتل بسبب استنكارهم قتل القوات الأمنية للشهيد عبد الرحيم الحويطي، الذي أبى طرده من منزله لصالح مشروع “نيوم”.

وجاء ذلك يعد تقرير نشر في لوموند الفرنسية تحدّث عن من سماهم “ضحايا نيوم” وعن معاناة قبيلة الحويطات مع طلب السلطات إخلاءها أراضيها التاريخية لأجل مصادرتها لصالح المشروع.

وكان ابن سلمان أعلن أنّ أول بلدة في منطقة نيوم الاقتصادية ستكون جاهزة في عام 2019 أو 2020، على أن تكتمل المنطقة كلها بحلول 2025، ولم يتمّ حتى الآن الإعلان عن الانتهاء من أي مرحلة من مراحل المشروع.