دور الشباب في التنمية… ترجمة لأهداف ثورة 21 سبتمبر
دور الشباب في التنمية… ترجمة لأهداف ثورة 21 سبتمبر
الشباب في كل أمة هم عماد حياتها، وقوّة نهضتها، وصنّاع حضَارتها، وأملُ الحَاضِر، وعدّة المستقبل، والسواعد القوية التي تنهض بها الأمم، وهم الثروة الحقيقية التي تبني بواسطتها الشعوب حضارتها وتضع بصماتها الواضحة على صفحات التاريخ.
ونجد المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، قد أولى عناية فائقة بشريحة الشباب، وشخص الواقع المرير الذي يعيشه الشباب اليمني، والأخطار التي تحيط به من خلال سعي أعداء الأمة إلى إفساده عبر كثير من وسائل وأدوات الحرب الناعمة، ووضع الحلول الناجعة لبناء شباب متسلح بالوعي القرآني والهوية الإيمانية.
نماذج راقية
كما قدم المشروع القرآني عدد من النماذج الراقية، «نموذج إبراهيم عليه السلام، ويوسف عليه السلام، وذو القرنين، وأصحاب الكهف»، وغيرها من النماذج للاقتداء بها واستلهام الدروس والعبر والمواقف التي تحث الشباب على العزم والإرادة والحكمة واستشعار المسؤولية في البناء والتمكين والنهوض بالأمة، والانطلاق وفق أهداف وخطط قرآنية في أي جانب من الجوانب التي ينطلق منها، فمن يتحرك في حياته ومشاريعه على أساس هدى الله لن يجد أي عوائق أمامه وسيصنع المتغيرات.
بطالة واختلال
خلال العقود الماضية، عمل النظام السابق على تغييب دور الشباب وكبح مشاريعهم، والطاقات الكامنة فيهم وفق سياسة صهيو أمريكية ممنهجة، وسعى إلى وأد العقول والابداعات والابتكارات في مخاضاتها الأولى، وكان الاختلال واضحا بين مخرجات التعليم وسوق العمل، ووصلت نسبة البطالة لدى الشباب إلى 73.3% عام 2007/ 2008م، وتزايدت النسبة بشكل مهول خلال الأعوام المتتالية، الأمر الذي وصل فيه الشباب يائسا محبط الهوى والهوية.
اهتمام القائد
ومع حلول العام 2014م، وتحديدا مع قيام ثورة ال21 من سبتمبر شهد اليمن تحولا مفصليا في الكثير من الجوانب السياسية والاقتصادية والتخلص من براثن الوصاية والهيمنة والارتهان للخارج، والتي كان الشباب اليمني محورها الرئيس والفاعل بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والذي أولى الشباب اهتماما كبيرا، ودعا الجهات المعنية إلى الاهتمام بهذه الشريحة المهمة، وتأهيلها وتدريبها في شتى المجالات التنموية للنهوض باليمن وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ترجمة المضامين
ومن هذا المنطلق وترجمة لأهداف ثورة 21 سبتمبر، اطلق الشهيد الرئيس صالح الصماد (رحمة الله تغشاه) خلال احتفائية العام الثالث للصمود في وجه العدوان مشروع البناء والتحديث والحماية «يد تبني … ويد تحمي»، وتضمنت الرؤية الوطنية في محاورها الاهتمام بشريحة الشباب باعتبارها أساس التنمية، وسعت الكثير من المؤسسات الحكومية والمجتمعية إلى ترجمة المضامين، فكان لوزارة الصناعة دورها في تشجيع الابتكارات والاختراعات وتبني هذه المشاريع، كما تم إنشاء الهيئة الوطنية العليا لدعم الابتكارات، كما نفذت الهيئة العامة للزكاة عدد من مشاريع التمكين الاقتصادي في هذا الجانب.
بنيان..دور فاعل
وعن دور المؤسسات المجتمعية كان لمؤسسة بنيان التنموية قصب السبق في تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية العلمية والعملية من خلال ورش التدريب والتأهيل، ودعم وتطوير الطاقات الإبداعية والمواهب والملكات الكامنة لدى الشباب في مختلف وشتى الميادين العملية والعلمية والفنية وغيرها، ووفرت للشباب فرصة أكبر للمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع وكذلك المشاركة في صنع القرار.
مسك الختام
يجب على المؤسسات الحكومية والمعنية أن تعمل على تشجيع ودفع الشباب نحو المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم، وتكثيف جهودها وبرامجها وأنشطتها في الاهتمام بهذه الشريحة، فكلما كانت هذه المؤسسات متحمسة للقضايا التنموية ومدركة لأبعاد العمل التنموي ومهتمة بالعنصر الشبابي، فإن حماس الشباب وانتماءهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الطوعي والرقي بمستواه ومضمونه، فضلاً عن أن العمل التطوعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب وسيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية، كما يجب على الشباب أيضا أن يتمتع بمستوى عال من الثقافة والوعي والانتماء، «وعلى الله فليتوكل المؤمنون».