المنبر الاعلامي الحر

علماء اليمن يوجهون دعوتهم لأبناء الشعب اليمني للاحتشاد في ساحات الاحتفالات بذكرى مولد الرسول الأعظم

علماء اليمن يوجهون دعوتهم لأبناء الشعب اليمني للاحتشاد في ساحات الاحتفالات بذكرى مولد الرسول الأعظم

يمني برس- متابعات/

مع كل ذكرى لمولد رسولنا الكريم يتميز أبناء الشعب اليمني في الاهتمام الكبير بهذه المناسبة مما يؤكد أن الصلة برسول الله عليه الصلاة والسلام والعلاقة به هي صلة وعلاقة إيمانية منطلقها وأساسها الإيمان به وبرسالته وبعظيم منزلته عند الله تعالى وبمهمته المقدّسة، ودوره العظيم، وأنه صلة للأمة بالله تعالى وهديه ونوره ففي كل عام يستعد اليمنيون لاستقبال هذا اليوم الأغر بشكل نموذجي أكبر من العام الذي قبله حيث تختلف مظاهر الابتهاج بقدوم مولد خير البشر، صنعاء تكتسي الحلة الخضراء، وتقام العادات والتقاليد التي تعكس سيرة المصطفى كالتراحم وإطعام الطعام وحلقات الذكر وغيرها من العادات التي أبرزها الاحتشاد الكبير في الميادين في يوم مولد الرسول الكريم والذي يعطي زخماً روحانياً وشعبياً كبيراً يعكس محبة اليمنيين للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم…

وفي هذا السياق وجه عدد من علماء اليمن رسائلهم إلى أبناء الشعب اليمني بضرورة الاحتشاد والتفاعل في ذكرى هذا العام انطلاقا من طاعة ومحبة الله ورسوله..

 

بدأنا الحديث حول رسائل العلماء لأبناء الشعب اليمني في هذه المناسبة مع العلامة/ فؤاد ناجي- نائب وزير الأوقاف عضو رابطة علماء اليمن حيث قال:

«احتشاد اليمنيين لهذه المناسبة بشكل أكبر من العام الماضي يوصل رسالة للعالم مفادها تعظيم الشعب اليمني لرسولهم وارتباطهم به ويدل على ما يحتله المصطفى من مكانة في قلوب الشعب اليمني الذي يبادله الوفاء بالوفاء والحب بالحب وأن هذا الشعب كان ولا يزال وسيظل عند حسن ظن الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام بهذا الشعب، وخروج أبناء الشعب اليمني في هذا اليوم بشكل يفوق كل الدول الإسلامية يظهر الارتباط الوثيق للشعب اليمني برسولهم الكريم فضلاً عن تمسك هذا الشعب بهويته الإيمانية وأصالته وعروبته وانتمائه للإسلام في الوقت الذي حدث فيه تنكر لمبادئ وقيم الإسلام العظيمة وحدث تغريب في بلاد المسلمين وترويج للتطبيع والعمالة للكيان الصهيوني، فرسالتي لليمنيين أن يملأوا الساحات لنوصل رسالة بأن الشعب اليمني خرج بقضه وقضيضه كباره وصغاره ليؤكد أنه شعب محمدي الهوى والهوية وأن انتماءكم إسلامي نبوي وعدوكم أجدر بهذه التهم كونه سارع للتطبيع ونشر الرذيلة والانحلال ومحاربة الإسلام والمسلمين والتآمر على القضايا المركزية للامة».

 

الهدنة المزعومة

وطالب العلامة فؤاد ناجي المواطنين الخروج في هذه المناسبة كنوع من أنواع الرد على إنهاء الهدنة والتأكيد على الجهوزية القتالية حيث أضاف:

«الخروج المليوني في هذه المناسبة الدينية العظيمة يعزز موقف الشعب اليمني القوي ضد العدوان الذي راهن على تمديد الهدنة دون الشروط التي وضعتها القيادة السياسية في صنعاء فخروجكم بالشكل الحاشد الذي يليق برسول الله يعطى صورة أنكم أقوى عوداً ووقوداً وإرادة وعزماً على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان، فمن النبي الكريم نستمد الصمود والثبات ومواصلة التحدي حتى تحقيق النصر بإذن الله فنحن ننتمي إليه صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال «والله وضعوا الشمس على يميني والقمر على يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه»، والخروج في هذه المناسبة يعني أن هذا الشعب مقدر له النصر مادام انه يجدد الولاء للرسول الكريم وللمؤمنين كما قال الله تعالى « وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» فخروجكم في هذه الذكرى يعد اعترافاً من دول العدوان بالهزيمة والانسحاب صاغرة تجر ذيول الخزي والعار غير مأسوف عليها فهذا الشعب يسير على نهج النبي ولا يقبل الخنوع والمساومة على حريته وكرامته وقد سمعوها من قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وهو يقول: «لو صرنا ذرات في الهواء لهو أحب إلينا من أن نستسلم لأولئك اللئام»، وليس غريباً على الشعب اليمني الاحتشاد الكبير والاستعداد المبكر لهذه المناسبة بالفرح والاستبشار وهو في مقدمة الشعوب التي استقبلت الرسول بعد أن أخرجه المشركون من مكة إلى المدينة حيث استقبله الأوس والخزرج الذين أحفادهم اليوم يجددون الولاء والمحبة بالخروج الجماهيري الكبير في الساحات».

 

الاحتشاد في الميادين

بدوره العلامة- صالح الخولاني –وكيل وزارة الأوقاف لتحفيظ القرآن الكريم وعضو رابطة علماء اليمن تحدث قائلاً:

« في هذه الأيام المباركة ندعو أبناء الشعب اليمني العزيز المجاهد للتشرف في التهيئة الواسعة بمناسبة إحياء ذكرى مولد النبي الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله حيث يتشرف كل يمني بالتواجد في الساحات احتفالا وتعظيماً لرسول الله وحباً وتقديساً واستجابة للسيد القائد الذي استمع الشعب لكلمته الماضية بمناسبة تدشين الفعاليات بهذه المناسبة والتي وضع النقاط على الحروف وذكرت هذا الشعب بعظمته وتاريخه وولائه لله ولرسوله ولأوليائه، السيد ذكر في هذه الكلمة ضرورة إحياء هذه المناسبة بكل معاني الإحياء ومن ضمن ذلك الإحسان لهذا الشعب العظيم وللشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين وعائلاتهم فهم أولى من يستحق الإحسان ثم لبقية الشعب من الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى ومن يستحق العون والمساعدة في هذه الظروف، كيف لا وقد قال النبي الأكرم « من فرج كربة أخيه المسلم في الدنيا فرج الله كربته في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله له في الدنيا والآخرة» أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، ومن هذا المنطلق ندعو الشعب اليمني أن نخرج سوياً باحتشاد كبير لنحتفل بمبادئه وأخلاقه بقيمه وإحسانه وجهاده وصلاته وصدقه وأمانته وتزكيته وتربيته لكي ندرك قول المولى جل وعلى « لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا «، ونحاول بكل ما نستطيع أن نتأسى به ونقتدي به لكي نرتقي في هذه الدنيا وننهض بأنفسنا وامتنا ونبني جيل الغد ونبني لليمن مجده وتاريخه وعزه وشموخه وهذا ما نراه ببركة المجاهدين الذين استجابوا لله ولرسوله وتحقق فيهم قول الله تعالى يقول: «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا «، كيف لا الله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ « وكأن هذه الآية نزلت في أبناء اليمن، ولذلك علينا أن نتهيأ ونستعد للاحتفاء في هذه الذكرى المباركة العطرة اليمنية الإيمانية وكيف لا وأجدادنا من الأوس والخزرج والأنصار قد احتفلوا بقدومه عند وصوله إلى المدينة وهم ينشدون بتلك الأبيات : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع».

فخروجنا يوم المناسبة هي تأسٍ بأولئك القوم لأن كل أصل يعود إلى أصله فالأصول اليمانية احتفلت بالرسول الكريم والفروع اليوم في آخر الزمان تحتفي بالمصطفى فرحاً وابتهاجاً تتويجاً لقول الله تعالى « قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» وقول الله «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» وقوله تعالى « وَأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ « ونحن عندما نخرج نحدث العالم بهذه النعمة الإلهية التي أنعم الله بها علينا وهي نعمة الهداية التي جاء بها محمد صلوات الله عليه وعلى آله ونزيد إلى المولى حمداً وشكراً وتعظيما لان الله يقول: «ولئن شكرتم لأزيدنكم وان كفرتم فان عذابي لشديد».

 

شكر وحمد

وأكد العلامة الخولاني أن احتشاد اليمنيين في ذكرى مولد الرسول يعد نوعاً من الشكر لله الذي جعل اليمنيين في مقدمة الشعوب التي تحتفل بمولده الشريف وتجدد الولاء والمحبة كل عام حيث قال:

«الاحتشاد المشرّف في الثاني عشر من ربيع الأول بشكل استثنائي وبصورة كبيرة هو مظهر من مظاهر الشكر والحمد والثناء لله على هذه النعمة الإلهية والرحمة الربانية وكذلك دلالة من دلالات الإيمان والتاريخ اليمني الأصيل الذي لن ينفك عن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ونحن في اشد الحاجة في هذه الظروف الاستثنائية أن نتولى الله ورسوله والذين آمنوا أكثر من أي وقت مضى كيف لا ونحن نواجه أعتى وأحقر البشر في هذا الكون وهم اليهود والنصارى ومن معهم من هذا الحلف الإجرامي، والاحتفال بالنبي من أسس الانتصار على هذا العدو الحاقد الماكر المجرم الفاجر، فيا شعب الإيمان والعزة والكرامة هبوا إلى ميادين العزة ولنجعل يوم الثاني عشر من ربيع الأول هو اليوم النبوي والإيماني بامتياز فلا يوجد شعب يظهر بهذا المظهر وهذا الاحتفاء بحضور قيادات الدولة ومؤسساتها والدعوة عامة لكل الأحرار والشرفاء أن يكون خروجنا مشرّفاً يبيض الوجه عند الله ورسوله وعند الشهداء وعند السيد القائد الذي يراهن علينا ولكي نغيظ أعداء الله استشعاراً لقوله تعالى « ولا يطئون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عملا صالح» فعندما يشاهد الكفار الخروج العظيم ويتساءلون لماذا خرج هذا الشعب وبمن يحتفل يكون الجواب خرج من أجل الله ورسوله وهنا سيُنهزم وتضطرب نفسيته وتسقط كل المؤامرات وهنا سينتصر الحق ويزهق الباطل، ولذلك أخرج أيها الشعب اليمني العظيم استشعاراً لقول الرسول الكريم « إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن» فانت النفس والخير والنصر والولاء والمحبة والسلام والجهاد يا شعب الإيمان والحكمة ونلتقي في الثاني عشر من ربيع الأول وشكراً لمن يشارك في الإعداد لهذه المناسبة وشكراً لقيادة الدولة وشكراً لكل يمني مؤمن صالح وألف تحية للمجاهدين من جيشنا ولجاننا وأمننا الذين يترجمون المولد لواقع الحياة وشكراً لقيادتنا السياسية والثورية».

 

التهيئة للاستقبال

أما العلامة عدنان الجنيد-عضو رابطة علماء اليمن فخاطب الشعب اليمني عن ضرورة الاستعداد والتهيئة لمناسبة الاحتفال بمولد خير البشر بهذه الكلمات:

إن الإنسان بطبيعته يتهيأ لمجيء كل مناسبة تخصه سيما التي ترتبط بمستقبله أو بنجاحه في عمله أو تعود عليه بفائدة مادية أو معنوية، فنجد أنه يعد لها عدتها قبل مجيئها بأسابيع أو بشهر أو بأشهر إذا ما كانت المناسبة لها مكانتها الخاصة لديه..

وكذلك نجد الحكومات والدول والمجتمعات تتهيأ لمناسباتها الوطنية بل تبذل الكثير من الجهد والأموال من أجل إنجاحها.. هذا ناهيك عن مناسبات أخرى ليس لها أهمية فنجد أنه تبذل من أجلها الأموال الطائلة ويهتم بها الناس أشد الاهتمام مع أنها لا تفيدهم ولا تعود عليهم بشيء …

وإذا كان الأمر كذلك أفلا يحق لنا – نحن المسلمين – أن نتهيأ ونعد عدتنا للاحتفاء بأعظم مناسبة على وجه الأرض وهي مناسبة المولد الشريف لما لصاحبها – صلوات الله عليه وعلى آله – من فضل علينا في الدنيا وفي الآخرة.

وما من نعمة أنعم بها الله تعالى علينا إلا وهو صلى الله عليه وآله وسلم كان السبب في وصولها إلينا، فهو الذي أخرجنا من الجهل والضلال ودلنا إلى طريق الهداية والرشاد، لهذا ندعو الشعوب العربية والإسلامية عامة والشعب اليمني خاصة إلى أن تهيأوا لهذه المناسبة العظيمة روحياً ونفسياً فضلاً عن التهيؤ المادي بالبذل والعطاء لإنجاحها وإدخال السرور على المحتاجين والمعوزين من الفقراء والمساكين.

عليهم أن يتهيأوا ويستعدوا لها وذلك بالإقلاع عن جميع الذنوب ويتوبوا إلى الله ويستغفروه عما ارتكبوا من سيئات واقترفوا من ذنوب، وأن يكثروا من عمل الحسنات والطاعات، والإنفاق على الفقراء والمساكين، وعلى الشعب اليمني خاصة القيام بإعانة النازحين، وزيارة الجرحى، ومساعدة أُسر الشهداء والأسرى، ورفد الجبهات بالقوافل الغذائية وبالمقاتلين … حتى تأتي المناسبة وقد تهيأوا لها وأعدوا لها عدتها الكاملة واستعدوا لها الاستعداد التام، مستشعرين حضور روحانيته – عليه وآله الصلاة والسلام – فيجددون ارتباطهم وولاءهم واتباعهم وحبهم له – صلى الله عليه وآله وسلم – وأنهم سيسيرون على طريقه ومنهجه القويم، وسيكونون كما أراد لهم أن يكونوا أعزاء لا يقبلون الضيم ولا يركعون للظالمين ولا يذلون للمستكبرين ..وأنهم مستمدون منه صمودهم وثباتهم، وبه سوف ينتصرون وأعداءهم سينكسرون .. (ومن كهفه طه الرسول فإنه.. لمنتصرٌ لو نازل العالم الكُلّا )».

المصدر / الثورة / احمد السعيدي/ الثورة نت/

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com