اليمنيون قائداً وشعباً في حضرة الربيع المُحمدي
اليمنيون قائداً وشعباً في حضرة الربيع المُحمدي
لهذا الشعب العظيم.. تخشعُ كُـلَّ مفرداتِ اللُّغة وتعجَزُ كُـلُّ معاجم الكلمات والحروف عن أن تصفَهم، وما كان لها أن تفيَ بحقِّهم وقَدْرِهم، إذ ما تزالُ اليمنُ أرضاً وإنساناً مذهلةً في صدارةِ الإيمَـان والحكمة، وأصالة الانتماء والهُــوِيَّة، وهيبة المشهد والحضور، اليمن -وفي ذكرى مولدِ أحبِّ الخلقِ إلى الله تعالى، والشغوفةِ بشخصِه العظيم- وقفت على صعيدٍ واحدٍ في حُضُورٍ مهيبٍ وحشودٍ مليونيةٍ غصَّت بها الساحات؛ احتفالاً وابتهاجاً بمولد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وصفوة الخلائق أجمعين.
كما كُـلّ عامٍ وفي حضرة الربيع المُحمدي، يستلهمُ الشعبُ اليمني من هذه المناسبة ثباتَهم وصمودَهم، ويستمدون منها وَحدتَهم وقوتَهم، فعلاقةُ وحُبُّ اليمنيين وارتباطُهم بالرسول الأعظم (ص)، هي محرِّكُهم، وغذاءُ قلوبهم وبصائرُ أفئدتهم، وبُوصلة توجّـهاتهم، ومعيارُ تفوّقهم على من سواهم، وكما كانت وما زالت هي وقودَ التحَرّك والإرادَة والقوة لمواجهة العدوان الغاشم على مدى السنوات السبع الماضية، فكان أكبرَ تجمُّع احتفالي كرنفالي في هذا العالم، خطوا من خلاله رسالةً جديدةً ضد محاولات الإساءة للنبي الأكرم تحت أي مبرّر أَو ستار.
في الربيع المُحمدي اكتست العاصمةُ صنعاء و14 محافظة حرةً بكل مديرياتها ومدنها وقراها، بالألوانِ الربيعية الخضراء والرايات والشعارات الخَاصَّة والأضواء والزينية، وفي تعبيرٍ عن الوَحدة والتمسك بالنهج الإسلامي المُحمدي الأصيل، أطلق الفنانون والمنشدون والمبدعون خلالها أعمالاً فنيةً وإنشاديةً إبداعية ورائعةً ومتنوعة، أَيْـضاً تميَّزت الفعالياتُ هذا العام ليس في 17 ساحة فحسب، بل وفي تنوعها، فقدمت الهدايا وتبادلت الزيارات، والأبنية اكتست الألوان الربيعية وبالشعارات المُحمدية، والبحر زينته القواربُ الخضراء السريعة، حتى أعماقُ البحر لم تحجِبِ الغوّاصين عن المشاركة، في مشهدٍ عرائسي يعبّر عن صمود الشعب اليمني وقدرته على الإبداع وصناعة الأفراح، رغم العدوان والحصار ونزف الجراح.
لم تخلُ هذه الاحتفالية المباركة من كلمةٍ لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والذي شدّد خلالها على الموقف المبدئي القرآني تجاه قضايا الأُمَّــة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك، واصفاً التطبيعَ بنفاق وخيانة لله ورسوله والمسلمين، وداعياً فيها قادةَ الغرب والمجتمع في الدول الغربية للكف عن الإساءة لخاتم الأنبياء مُحمد عليه وعلى آله أزكى الصلاة وأتم التسليم.
الاحتفالاتُ الضخمةُ بالمولد النبوي الشريف وغير المسبوقة، في يمن الـ21 من سبتمبر، تكشفُ عن عُمق الإيمَـان اليماني وعظمته، وتبرهِنُ على الحكمة اليمانية واتساع أُفُقِها، إذ إن اليمنَ وشعبَه لم يحافظوا فقط على الهُــوِيَّة العربية، وإنما على العقيدةِ الإسلامية السمحاء، لذلك أطل السيدُ القائد محذراً من أن قوى الاستكبار العالمية تسعى لتغييبِ العدل من الحياة ومنه إقامة القسط وتمكين الظالمين وارتكاب الجرائم بحق المستضعفين.
وعندما أكّـد السيد القائد أن الأمريكيين والصهاينة، ومَن معهم، يسعون لاستعباد الناس واعتمادِ الوحشية والجبروت لإذلالهم والسيطرة عليهم، يدرك أنهم يسعون في مخطّطاتهم إلى إفساد الفِطرة الإلهية القائمة على العدل والإنصاف والرحمة والسلام، ويدرك أَيْـضاً أن هذه الحشودَ الأكبر في تاريخ اليمن، والتي تمثلُ إرادَةَ كُـلّ الشعب اليمني، كما تمثّل إرادَةَ الشعوب الإسلامية، هي من سيُفشِلُ كُـلَّ تلك المخطّطات، فقد كُتِبَ على اليمنيين أنْ يكونوا هم الأنصارَ في كُـلّ زمان، أنصار الله العلي الأعلى، أنصار النبي الأكرم، أنصار الآل الأطهار، أنصار فلسطين، أنصار كُـلّ المستضعفين في الأرض، فسلامُ الله على اليمن، وأهل اليمن، وقائد اليمن ومقاتلي اليمن.