يوم من الجريمة والعدوان
حميد رزق
200 يوم من الجريمة والعدوان الامريكي السعودي الاسرائيلي على الشعب اليمني الذي ثار على الظالمين واسقط الفاسدين ورفض ان يظل بلدا تحكمه مافيا العمالة وتنهب ثرواته وتعطل مصالحه سياسات الدول الاستمعارية
.. الشعب اليمني في 21 سبتمبر من العام الماضي 2014م احرز انتصارات كبيرة وتاريخية لم تكن بالشيء الهين والعادي..
هزيمة مراكز النفوذ واسقاط مافيا الحكم والفساد المرتبطة بالسعودية وامريكا في اليمن من امثال علي محسن الاحمر واولاد الاحمر وحزب الاصلاح بمؤسساته الدينية والسياسية والقبلية والعسكرية المتجذرة والتي تمتلك اعظم شبكة اخطبوطية تسيطر من خلالها على الفضاء العام في البلاد لم يكن بالحدث العادي والبسيط لمن يعرف ما تمثله تلك الاطراف في اليمن على مدى عقود من الزمن ..
فترة بسيطة هي المسافة بين توقيع المبادرة الخليجية التي تم بموجبها تسليم البلاد للاخوان المسلمين برعاية امريكية هذه المساحة الزمنية البسيطة تحرك فيها الشعب اليمني بثورته التصحيحية ولم تطل المدة فبعد حوالي سنتين ونصف فقط من توقيع المبادرة الخليجية تحرك الشعب وعصفت ثورته بالظالمين وبكل مخططات الامريكان والسعاودة والصهاينة وفيما كانت جهود تلك الاطراف دؤوبة لتحريك التكفيريين وفتح الجبهات ضد انصار الله في دماج وكتاف وعمران وصنعاء وارحب والبيضاء وذمار وغيرها من المحافظات كانت الثورة الشعبية التصحيحية اشبه بطوفان سرعان ما ابتلع ما يأفكه الامريكان واولياءهم من السعودييين والاخوان المسلمين ..
بعد سقوط الاخوان المسلمين بأفرعهم واذرعهم الاخطبوطية راهن الامريكان والسعوديين على نقل عبد ربه منصور هادي الى عدن لتدشين مرحلة جديدة من الحرب الاهلية في ظل تجنيد وتحريك لعناصر القاعدة في مختلف محافظات الجنوب ولم تمض ايام قليلة من فرار هادي الى عدن حتى تحرك الجيش مسنودا باللجان الشعبية لإفشال المؤامرة الجديدة لينتهي السيناريو الجديد بفرار الدمية هادي الى السعودية ..
مثلت سرعة انتشار الجيش واللجان الشعبية وانتصاراتها في ربوع اليمن مرحلة القوة والعنفوان الثوري فقرر الخارج التدخل لوأد ثورة الشعب اليمني والقضاء على تطلعاته بالقوة والبطش والتدمير والقصف والقتل والتدمير ..
وفي 26 من شهر مارس من العام 2015 شن العدوان الامريكي السعودي الاسرائيلي عدوانه الغاشم الذي ما يزال مستمرا حتى اليوم ..
العدوان على اليمن لم يكن وليد اللحظة التي بدأ فيها لقد كان نتيجة مشاورات استمرت لعدة شهور كما قال وزير الخارجية السعودي بالتنسيق مع الامريكيين والاسرائيليين وغيرهم وبعد استعدادات وحشد كبيرين على مختلف المستويات العسكرية والمالية والسياسية والاعلامية بدأ الغزاة في شن العدوان وحساباتهم أن الحسم السريع والقضاء على الثورة ومجتمعها في اليمن لن يستغرق سوى ايام وربما اسابيع في اكثر الاحتمالات .
اليوم ونحن على عتبات بداية المائة الثالثة من أيام العدوان ما يزال الشعب اليمني صامدا ظافرا شامخا برغم كل التضحيات وبرغم الحصار والدمار ، بالمقابل تداعيات العدوان على اصحابه انعكس مزيدا من الفشل وبدلا من ظهور السعودية دولة اقليمية مؤثرة وقوية هاهي تغرق في مستنقع الحرب على اليمن الذي لم ولن يكون نزهة كما خيل لبعض مراهقي اسرة ال سعود .
على الصعيد الاقتصادي بلغت حالة الازمة والتقشف في السعودية ذروتها نتيجة الحرب وتكاليفها الباهضة على مختلف الصعد العكسرة والسياسية وبسبب اسلوب ال سعود في شراء الذمم والمواقف على مستوى دول ومنظمات ووسائل اعلام واحزاب وشخصيات وقبائل وغيرها، لتكون الذروة ما اعلنته وسائل الاعلام السعودية مؤخرا حول توجيهات الملك سلمان بفرض سياسة التقشف في السعودية
على الصعيد الامني الداخلي للعدو لا شك ان تداعيات العدوان على اليمن انعكس مزيدا من التناقضات الداخلية في البيت السعودي وان لم تظهر تلك التناقضات بشكل علني لكنها ستطفو الى السطح قريبا ولن تكون الجرائم الوحشية وما يرتكبه آل سعود من مذابح بحق الشعب اليمني بعيدة عن متناول المحاكم والمنظمات الدولية في العالم ليس بالضرورة تعاطفا مع المواطن اليمني وانما لأجل الابتزاز واستنزاف “البقرة الحلوب” الخزينة السعودية ..
الخلاصة انه وبعد العدوان على اليمن لن تكون السعودية كما عرفها الجميع كما لن تكون المنطقة باسرها كما قبل العدوان على اليمن ..
قال تعالى : فانظر كيف كان عاقبة امرهم انا دمرناهم وقومهم اجمعين ..
صدق الله العظيم