بوتين يدعو إلى تغيير هيكلية الأمم المتحدة.. ويؤكد: الهيمنة الغربية تتلاشى
بوتين يدعو إلى تغيير هيكلية الأمم المتحدة.. ويؤكد: الهيمنة الغربية تتلاشى
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالب بتغيير تركيبة الأمم المتحدة، “بحيث تعكس تنوع العالم على نحو أكبر”، ويؤكد أنّ “مرحلة الهيمنة الغربية تتلاشى، وأنّ العالم أمام عقد من العقود الهامة حيث لا يستطيع الغرب الاستفراد بقراره”.
صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بأنّه لا يوجد استقرار في العلاقات مع الغرب على الإطلاق الآن، “لأنهم يوقعون الاتفاقات ثمّ يرفضونها بسهولة”.
ودعا بوتين، خلال كلمة في منتدى فالداي، إلى تغيير تركيبة الأمم المتحدة “بحيث تعكس تنوع العالم على نحو أكبر”، ورأى أنّ “مرحلة الهيمنة الغربية تتلاشى، وأمامنا عقد من العقود الهامة حيث لا يستطيع الغرب الاستفراد بقراره”.
وأكد أن موسكو “اقترحت مراراً على الغربيين بناء نظام الأمن المشترك، لكنهم رفضوا ذلك، وبالتالي من يزرع ريحاً يجنِ عاصفة”، مضيفاً: “أحداث اليوم أزاحت إلى الخلف مشاكل تغير المناخ، لكن هذه التحديات لم تختف”.
كما اعتبر الرئيس الروسي أن “الغرب يُعاني من عمى الفوقية، ويتصور أنّ جميع المناطق يجب أن تتطور حتى تصل إلى مستواه”، لافتاً إلى أنّ “الليبرالية في الغرب تزعم أنّ للمجتمع الليبرالي أعداء، وحرية هؤلاء الأعداء يجب تقييدها”.
وشدد بوتين على أنّ “التاريخ لن يلغي العباقرة الروس، بل سيلغي أولئك الذين يمارسون ثقافة الإلغاء، مضيفاً أنّ “الغرب يعتبر سعي مليارات الناس نحو الحرية تقويضاً للنظام الليبرالي فيطبق الحصارات ويقوم بانقلابات”.
وتابع: “قتلوا الجنرال سليماني رغم أنّه ممثل للحكومة الإيرانية في بغداد واعترفوا بذلك، ويفاخرون بفعلهم، متسائلاً: “ما هذا؟ أين نعيش؟”. ثم عقَّب: “الغرب يرى في أي وجهة نظر بديلة، دعاية تخريبية وتهديداً للديمقراطية”.
وأشار إلى وجوب “احترام القيم التقليدية الخاصة بكل شعب، لأنّ في ذلك مصلحة للجميع بما في ذلك الغرب”.
أوروبا باتت محرومة من سيادتها وروسيا لا تعتبر نفسها عدواً للغرب
وعن أوروبا، اعتبر الرئيس الروسي أنّها “باتت محرومة من سيادتها”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن لا تزال تحاول فرض إرادتها وهيمنتها ، لكن شعوب العالم لن توافق على هذه السياسة”.
وأوضح بوتين أنّ حوار بلاده مع الغرب التقليدي سيكون “مساهمة في عالم متعدد الأقطاب، وهذه هي فرصتهم الوحيدة لاستعادة التعددية”، مؤكداً سعيه لتعزيز السلام، “لكن الغرب لم يؤيد هذه الجهود، بل تلقينا ضغطاً متزايداً علينا”.
وكشف بوتين، عن رفض الغرب مبادرات روسيا للأمن الجماعي، في أيلول/ديسمبر من العام الماضي.
وأشار إلى أنّ موسكو “لا تعتبر نفسها عدواً للغرب”، مؤكداً أنّها “لا تسعى للهيمنة ولا تريد أن يعتمد العالم على قطبين أو 3 أقطاب”، مؤكداً أنّ بلاده “لا تتحدى النخبة الغربية لكنها تدافع عن حقها في الوجود”.
منتدى “فالداي”: العالم بعد الهيمنة: العدالة والأمان للجميع
يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، في الجلسة العامة لمنتدى “فالداي”، حيث سيتطرق للقضايا السياسية والاقتصادية الملحة التي يواجهها العالم.
وينعقد منتدى “فالداي” في نسخته الـ19 في ضواحي العاصمة موسكو، في الفترة من 24 إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وكانت جلسة اليوم تحت عنوان “العالم بعد الهيمنة: العدالة والأمان للجميع”.
ويشارك في الحدث خبراء من البرازيل وألمانيا ومصر والصين والهند وإندونيسيا وإيران وأفغانستان وكازاخستان والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وأوزبكستان وجنوب إفريقيا.
وستتاح الفرصة للضيوف الأجانب للاستماع لشرح بوتين عن تطور الأوضاع في العالم وعن أسباب إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، إلى جانب القضايا الدولية الملحة.
وتأسس منتدى “فالداي” في العام 2004 وسمي باسم بحيرة فالداي، الواقعة في منتصف الطريق تقريباً بين موسكو وسان بطرسبورغ، حيث عقد أول اجتماع للمنتدى.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار بين مختلف النخب الفكرية وتقديم تحليل علمي موضوعي مستقل للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في روسيا والعالم.
ومن الجهات المؤسسة لمنتدى “فالداي” عدد من المؤسسات غير الحكومية والتعليمية الروسية، منها معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية.