السلطة تلجأ الى التهدئة خنوعا لضغوط العرب والاسرائيليين وهذا ليس مستغربا منها.. لماذا يرد الرئيس الفلسطيني بنفسه على مكالمة وزير الخارجية السعودي؟ ولماذا لا ينفذ تعهداته ويوقف التنسيق الامني انتصارا لدماء الشهداء؟
يمني برس- متابعات
مشاكل الشعب الفلسطيني عديدة ومتشعبة، لكن الاكبر منها تتمثل في السلطة الفلسطينية المعزولة تماما عن هذا الشعب، ومشاعره الانسانية، والوطنية، وقضاياه المصيرية.
استبشرنا خيرا عندما ذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الامم المتحدة شاهرا سيف المواجهة، ومتعهدا بتفجير قنبلة في خطابه الذي كان من المقرر القائه امام الجمعية العامة، وجاء الخطاب حاملا بالحقائق حول توحش الاستيطان، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الاقصى، وهدد بعدم التزام السلطة بالاتفاقات الموقعة مع الاسرائيليين لانهم لم يلتزموا بها
استبشارنا لم يدم طويلا، وسرعان ما تنازل الرئيس عباس عن وحيده ومضمون خطابه، واصيب بحالة من الرعب من جراء اندلاع انتفاضة السكاكين في الاراضي المحتلة، وبات يتنصل منها، بحجة عدم رغبته في الانجرار الى مربع العنف، الذي يريد بنيامين نتنياهو جره اليه.
عمليات الطعن استمرت في الاراضي العربية المحتلة في القدس واراضي محتلة عام 48، علاوة على مدن في الضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى وصلت الى 16 عملية حتى الآن، بينما يبلغ عدد الشهداء اكثر من 25 شهيدا منذ مطلع الشهر الحالي.
الحكومات العربية حرصت على ممارسة ضغوط على الرئيس الفلسطيني من اجل التهدئة، وكان اول المتصلين السيد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، الذي لم ينتظر سطوع الشمس لمهاتفة الرئيس الفلسطيني في هذا الخصوص.
لم يكن من اللائق ان يرد الرئيس عباس على مكالمته بنفسه، فالمسألة مسألة مقامات وكرامات، فلو كانت المكالمة من العاهل السعودي لفهمنا، وتفهمنا، ولكن ان تكون من وزير خارجيته، فان الاعراف تقتضي ان يتولى امرها وزير الخارجية الفلسطيني، او من ينوب عنه، وقد يجادل البعض بأن السيد الجبير قد يحمل رسالة من العاهل السعودي يريد ايصالها الى الرئيس الفلسطيني، ولا مانع في ذلك شريطة ان تكون عبر نظيره الفلسطيني، نسِأل بكل براءة، هل بمقدور السيد رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني ان يهاتف العاهل السعودي، وان يرد العاهل السعودي على هذه المكالمة بنفسه؟
نعرف جيدا الجواب، ولكن ماذا نقول في سلطة لا تقدر مكانتها وقيمتها، ومكانة وقيمة قضيتها في الوقت نفسه
اليوم حملت الينا الانباء اقدام هذه السلطة على التهدئة تطوعا، ودون اي مقابل، عندما اوقفت البث المباشر لتغطية فعاليات الانتفاضة، والمواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنيين، منعت الاغاني الوطنية، وقلصت نشرات الاخبار، استجابة مع اتهامات نتنياهو لها بالتحريض.
هل اوقف نتنياهو اعتداءات المستوطنيين، وهل اطلقت شرطته النار عليهم، مثلما تفعل مع قاذفي الحجارة، وحملة السكاكين، وهل قدمت الحكومة الاسرائيلية نير بركات محافظ القدس المحتلة الى المحاكمة لانه امر المستوطنين بحمل السلاح والتصدي للفلسطينيين؟
ممارسات السلطة هذه، وخنوعها للضغوط العربية والغربية، هي التي تؤدي الى انفضاض العرب والاجانب عن القضية الفلسطينية، وعدم اقدام الحكومات العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية تطبيعية الى قطع هذه العلاقات، او طرد السفراء كحد ادنى.
عندما يطلق الاسرائيليون النار على الشبان الذين طفح كيلهم، ولجأوا الى السكاكين والحجارة، ولا ترد السلطة، والرئيس عباس، بتنفيذ وعوده بعدم الالتزام، وعدم الاستمرار في التنسيق الامني كحد ادنى، فان هذه السلطة، وهذا الرئيس، لا يستحقان ان يمثلان هذا الشعب البطل الشريف، المدافع عن مقدساته، وعقيدته وكرامة العرب، والمسلمين جميعا.
“راي اليوم”