9 أشهر من اللا حرب واللا سلم.. ماذا بعد؟
9 أشهر من اللا حرب واللا سلم.. ماذا بعد؟
لطالما تتوالى زيارات الوفد العُماني إلى العاصمة صنعاء بغية إيجاد حَـلّ للازمة الإنسانية التي تعصف بالشعب اليمني منذُ أن بدأ العدوان عليه والتي صنفت حسب تقارير الأمم المتحدة كأسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم، إذ ما يقارب 20 مليون يمني يفتقرون لأبسط مقومات الحياة جراء العدوان والحصار المفروض على اليمنيين، ثمانية أعوام يعاني فيها اليمنيون بؤساً وحرماناً وخوفاً وَانقطاعاً للمرتبات وَتزايداً للبطالة في أوساط الشباب، ثمانية أعوام والبناء التحتية لليمن مدمّـرة جراء غارات العدوان التي لم تدع شيئاً إلا ودمّـرته بغاراتها الهستيرية فلا الجسور سلمت ولا المدارس ولا المستشفيات ولا الجامعات، حصارٌ جائر وحرب ضروس فرضت على اليمنيين من كُـلّ الجوانب، وتدمير ممنهج وشامل لحق ببناهم التحتية فكافحوا وبذلوا أقصى الجهود لمقاومة ذلك، ما إن بدأت رياح السلام تهب إلا وجنحوا لها، إذ تم الموافقة على الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل من العام الماضي، لعل وعسى أن يكتب السلام لهم ويستعيدوا حقوقهم المسلوبة وثرواتهم المنهوبة، ولكن تلك الهدنة التي زعموا على أنها قد تكون بداية للسلام الدائم، إذ لم يتحقّق من مطالب الشعب اليمني شيء ولم تتحسن الأوضاع المعيشية في اليمن ولم تصرف مرتبات الموظفين ولم ينتهِ ذلك الحصار المفروض على الموانئ والمطارات.
زيارة تلو زيارة للوفد العُماني إلى اليمن وتصاريح وتقارير ترفع على وسائل الإعلام بأنه تم التقدم في الملف الإنساني وبات السلم قاب قوسين أَو أدنى ولكن على أرض الواقع لم تحقّق الهدنة شيء ولم يلمس اليمنيين منها أي شيء، فالوضع في اليمن يزداد سوءاً وتتفاقم معاناة اليمنيين، إذ مضى 9 أشهر منذ أن تم إبرام الهدنة المزعومة والتي لم تجلب أَو تحقّق شيء يعود بالنفع على المواطن اليمني.
حالة اللا حرب واللا سلام لم تعد تجدي طالما استمر التلاعب بالحقوق المشروعة والمحقة للشعب اليمني فكل المؤشرات تدعو إلى القيام بما يعيد لليمنيين حقوقهم فما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة وهذا أصبح الخيار الوحيد الذي وصلت إليه القوى الحرة في صنعاء بعد التماطل والتلاعب المتعمد بحقوق الشعب اليمني من قبل الأمم المتحدة وقوى العدوان.
المصدر/ المسيرة نيوز/