“واقصد في مشيك” هذا ما كنت أتمناه..!
“واقصد في مشيك” هذا ما كنت أتمناه..!
وأنا على عتبة تجاوز العقد السابع من عمري الذي أفنيته في خدمة وطني وأبناء بلدي وفضلت الاستثمار فيها رغم الظروف والمعاناة في مجال مدن الألعاب وبعد كل هذا العطاء تتحقق أحلامي وطموحاتي كرجل استثمار..!
وحتى لا تذهبوا بعيدا في تفسير الطموحات والأحلام التي يتطلع إليها هذا الرجل الثمانيني.. فيا ترى ماهي..!
لربما تفاجئون إذا كشفت لكم سراً بأن طموحي الذي كانت ولا زلت انتظر تحقيقه هو أن أرى بلدي في خير وعافية ورخاء, وأشاهد الوعي يتنامى في أوساط شعبنا العزيز والغالي في شتى النواحي حتى نكون قدوات وقادات لغيرنا في مصاف الدول العظمى ويضرب بنا المثل في الالتزام والاتباع.
اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى بدأت أشاهد نواة تلك الأحلام تتحقق وزهرتها تثمر من خلال اطلاعي على حملة التوعية المرورية التي انبثقت عنوانها العظيم من الآية القرآنية “واقصد في مشيك” بعد أن كنت أصبت باليأس والإحباط واشتعل الرأس شيبا.
وكانت هذه الأفكار النيرة ضمن خطواتي التي قمت بها بمجهود فردي من خلال إعلان مسابقة الوسيلة التعليمية التي حاولت من خلالها غرس هذه القيم والمبادئ والقيم في أوساط طلابنا وطالبتنا بجميع مدارس مديرية السبعين وكان من ضمنها أيضا (احترام رجل المرور والالتزام بقواعد السير) حرصا وحبا منا على ذلك.
ولا أبالغ إن قلت لكم أن التنظيم والإعداد الرائع للقيام بهذه الحملة هي التي جعل لها رواج كثير في أوساط مجتمعنا اليمني ولاقت ارتياحا شعبيا كبيرا وتفاعل منقطع النظير على مستوى صنعاء والمحافظات, ويتجلى ذلك بوضوح في مواقع التواصل الاجتماعي, ونأمل أن يكون الاهتمام على مدار العام وليس لمرحلة آنية.
وبكل صراحة فأن هذه الخطوات هي اللبنات الأولى في مسار بناء الدولة التي نتطلع إليها جميعا, ونتمنى أن تقوم المؤسسات الخدمية بالذات بحملات مشابهة, وتدخل ضمن المناهج الدراسية ينشأ عليها جيلنا القادم.!
ولعمري كنت أتساءل حينما كنت أسافر في العديد من دول العالم.. لماذا لا يكون شعبنا راقيا -وهو من وصفه الرسول بأنه منبع الإيمان والحكمة – كما نلمس رقيه والتزامه في دول الخارج..! لماذا..لماذا..! ولماذا
لماذا لا أشاهد أبناء وطني صاحب الحضارة الضاربة جذورها في عمق التاريخ وموطن البشرية الأول يلتزمون باللوائح والإرشادات والأنظمة في كل التعاملات والتقيد بها حرفيا كما يعملون خارج اليمن,. والله المستعان..! حيث نشاهدهم يلتزمون بكل شيء, وفي حين عودتهم إلى الوطن نرى المظاهر والسلوك العام بما يدمى القلب.
ولا تتفاجئون أيضا إذا قلت لكم أنه على مدى 4 عقود ونيف تبنيت دعم حملات أسبوع المرور من ألفها إلى يائها على مدى خمسة أعوام طمعا في أن أرى الجميع يبدي أبسط جوانب الاحترام والتقدير لرجل المرور كأقل القليل نظير ما يقدمه من خدمة للمجتمع وكما تريد يراد منك..!
هذه الحملة أعادت لي الأمل وهو ما يدعوني لأن أتوجه بدعوة مخلصة للجميع إلى اكتساب المزيد من الوعي تجاه رجل المرور والالتزام بقواعد السير بعيدين عن العبث والاستهتار بحياة المواطنين , وقد أحسنت الإدارة العامة للمرور في هذه الإعلانات القيّمة بالصورة والشرح والتصميم المتنوع الذي يحاكي عيون اليوم ويعبر عن جدية الحملة ويخبر عن جهود تبذل, كما أيضا نلفت عناية الإدارة العامة للمرور إلى الانتباه لمظاهر رجل المرور وهندامه وتلاشي كافة المظاهر المخلة التي تعود عليها البعض نتيجة الثقافات التي غرست في الماضي , والتفاعل مع ما يكتبه المواطنين من مقترحات في تعليقاتهم على مواقع صفحات الإعلام المروري وأخذها بعين الاعتبار.
وللحديث بقية…