شبكة Pressenza: السعودية فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن
شبكة Pressenza: السعودية فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن
نشر موقع شبكة (Pressenza) مقالاً تطرقت فيه إلى الإخفاقات السعودية وحلفها في الحرب على اليمن، وعدم تمكنها من تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية على مدى ثمانية أعوام من الحرب والحصار.
وجاء في المقال الذي نشره الموقع، إن التدخل العسكري المتعمق والمعقد بشكل خطير للرياض في حرب اليمن في الآونة الأخيرة يدعو إلى تدقيق شديد، معتبراً أنه: “لا غنى للرياض عن إنهاء سريع للحرب الشاقة لتحقيق الاستقرار في موقفها الضعيف، سواء من حيث التكاليف الاقتصادية وتكاليف السمعة، وإعادة ضبط مصالحها طويلة الأجل في المنطقة”.
وأضاف: “ليس هذا فحسب، فإن الهجمات المضادة للحوثيين التي تسببت في دمار هائل في عمق المملكة العربية السعودية تعكس القوة المتنامية للحوثيين”.
وذكر الموقع أنه رغم التفوق العسكري الساحق للسعوديين والمعدات الغربية المتطورة، إلا أن ما أسمتهم “بالحوثيين” استطاعوا السيطرة على معظم المناطق المكتظة بالسكان في شمال وغرب اليمن.
وقال الموقع: إن على الرغم من تلقي السعودية لمساعدة عسكرية قوية من حليفها الأمريكي والتي تمثلت في الضربات الجوية، فإن العملية السعودية المسماة في البداية عملية عاصفة الحزم لم تكن حاسمة على الإطلاق.
وأكد أن الدعم العسكري الكبير ومبيعات الأسلحة للسعودية من قبل القوى الغربية لم تساعدها على الانتصار عسكريًا في هذا الصراع غير المتكافئ للغاية، موضحاً أن السعودية وبصفتها أكبر مستورد عالمي للأسلحة، اشترت ما نسبته 23٪ من جميع الأسلحة الأمريكية المباعة بين عامي 2017 و 2021.
وتحدثت الموقع عن فشل سعودي وصراع مصالح وخلافات مع الإمارات ومصر حول المصالح الاستراتيجية، تسبب في تضاؤل مصداقيتها بشكل أكبر.
ورأى الموقع أن استراتيجية السعودية للخروج من الوضع القائم، قد تطورت إلى نوع من التكتيكات “الفابينية”، عن طريق تجنب المعارك الضارية والاعتداءات الأمامية لصالح إضعاف الخصم من خلال حرب الاستنزاف والمراوغة.
ولفت إلى أن الرياض توقعت استنزاف “الحوثيين”، على أمل إضعاف قواتهم مع اتباع سياسة الأرض المحروقة على طول الطريق، لكن هذه الاستراتيجية فشلت في هزيمة “الحوثيين” عسكريًا حتى الآن.
وأوضح الموقع أنه: “على الرغم من الانشغال الحالي للعالم بالحرب في أوكرانيا، فإنه يجب ألا يتجاهل المجتمع الدولي حرب اليمن إلى جانب الخسائر الجماعية وجرائم الحرب وانعدام الأمن الغذائي والاقتصاد المعطل”.
واعتبر أن “على السعودية من الآن فصاعداً، أن تنظر في اتجاه عمان باعتبارها الوسيط الوحيد الموثوق به، لإيجاد حل دائم للمستنقع”.
وانتهى المقال في الموقع إلى أن “الدرس الأكثر أهمية الذي يمكن تعلمه من حرب اليمن غير المتكافئة للغاية التي خاضتها السعودية وحلفاؤها، هو أن الإفراط في التسلح عالي التقنية لا يؤدي فقط إلى ارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق ضد المدنيين ولكنه غير كاف لهزيمة عدو أكثر قدرة على الحركة وخفة الحركة يدعمه فريق كبير من السكان ويقاوم التدخل الأجنبي”.