المنبر الاعلامي الحر

‏رمضان شهر التقوى والتوبة والإحسان 

‏يمني برس_ بقلم/ زيد الشُريف

شهر رمضان المبارك هو موسم من مواسم الرحمة الإلهية على الناس بما يشتمل عليه من أعمال صالحة مضاعفة الأجر والثواب أولها فريضة الصيام التي قال الله تعالى عنها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) والصيام ليس لمجرد الامتناع عن الأكل والشراب بل له غاية مهمة وعظيمة هي التقوى فالله سبحانه يريد من عباده المؤمنين أن يكونوا على مستوى رفيع من الإيمان فيصلون من خلال الصيام إلى حالة التقوى التي يترتب عليها قبول الأعمال قال الله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِيْنَ) والتقوى هي من ارقى وأبرز مواصفات المؤمنين الذين يعيشون حالة القرب من الله والخشية منه والاستجابة له فينطلقون للقيام بالأعمال الصالحة بمختلف أنواعها حباً لله وتقرباً إليه وخشية منه وسعياً للحصول على رضوانه، ولهذا يعد شهر رمضان وفريضة الصيام وسيلة منحها الله للمؤمنين للحصول على التقوى وهذه من ابرز مظاهر الرحمة الإلهية بعباده المؤمنين.

 

شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة يجب استغلالها بكل صدق وإخلاص مع الله تعالى من خلال المبادرة والمسارعة إلى العودة إلى الله والقرب منه والاستجابة له والعمل وفق ما يحبه ويرضاه من الأعمال التي أمر بها ووجه إليها في كتابه الكريم وهي كثيرة وعظيمة وعلى أساس تجسيدها وتطبيقها في الواقع قولاً وعملاً يترتب الكثير من الأجر والثواب والكثير من الرحمة والرعاية الإلهية في الدنيا في مختلف المجالات وكذلك في الآخرة، وبما أن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن فمن المهم جداً أن يكون كذلك تجسيداً حرفياً في النفوس وفي واقع الحياة وليس مجرد اسماً أو صفة أو سيرة أو تاريخاً من منطلق انه شهر نزول القرآن على أساس قول الله تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان } فلا يكون بالنسبة لنا مجرد ذكرى نزول القرآن فحسب بل يجب أن يكون محطة لاستئناف مرحلة جديدة مع القرآن من حيث الاتباع والعمل والتطبيق والالتزام والتدبر والاهتداء به ومن خلاله إلى ما يريد الله منا أن نكون عليه وهو كفيل بما تضمنه من هدى ونور وبينات بأن يهدينا إلى ما فيه الخير لنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا.

 

شهر رمضان المبارك هو شهر الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، هو شهر التوبة والغفران ومن أهم ما ينبغي أن يطلبه الإنسان ويسعى إليه وينشده من الله تعالى خلال شهر رمضان هو أن يطلب من الله المغفرة، فيتوجه إليه بالإنابة الصادقة والتوبة النصوح سائلاً الله أن يغفر له ذنوبه وأن يُقيل عثرته وأن يتجاوز عن سيئاته ويعترف امام الله انه بحاجة إلى عفوه ورضوانه ورحمته مستغلاً بذلك فضل شهر رمضان كمحطة إيمانية تربوية منحها الله لعبادة المؤمنين بهدف توفيقهم لما يحب ويرضى وجعلهم من المتقين،هذا الشهر المبارك يجب ان يكون فيه الإنسان المؤمن على ارقى مستوى في العبادة والطاعة والاستجابة لله تعالى فيستغل رحمة الله والفرص التي يمنحها لعباده ويبادر الى القيام بالأعمال الصالحة راجياً بذلك وجه الله تعالى وحده بإخلاص وصدق وثقة والله لا يخيب رجاء التائبين بل وعد بالاستجابة لهم بل وبمحبتهم قال تعالى (إن الله يحب التوابين).

 

كما أن شهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد في سبيل الله وشهر الإحسان الى عباد الله ومعلوم ان الجهاد هو اعلى مراتب الاحسان فهو بذل النفس والمال في سبيل الله تعالى ومن اجل الحق والعدل في مواجهة الطواغيت المعتدين المجرمين الذين يسعون في الأرض فسادا، والإحسان فريضة إيمانية عملية شاملة تضم الإنفاق والبذل والصدقة على الفقراء والمحتاجين والمساكين واليتامي وكل من يحتاج الى مساعدة وهو مسؤولية جماعية في كل زمان ومكان ولكنه اجره مضاعف بشكل اكبر في شهر رمضان المبارك ومثلما الله سبحانه وتعالى يحب التوابين هو كذلك يحب المحسنين ولهذا يجب ان يتم استغلال شهر رمضان على ارقى ما يمكن لنحظى كمؤمنين بحب الله ومغفرته وهو تعالى رحمان رحيم قريب سميع مجيب وهو القائل جل وعلا ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ).

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com