اشتراطات أمريكية بريطانية تعيق السلام في اليمن.. وصنعاء تحذر العدوان من مغبة أي تصعيد مرتقب.
اشتراطات أمريكية بريطانية تعيق السلام في اليمن.. وصنعاء تحذر العدوان من مغبة أي تصعيد مرتقب
أمريكا الشيطان الأكبر وبريطانيا هما من تقفا وراء كل أزمة وفتنة وحرب ودمار في أي دولة من دول العالم المختلفة، وتاريخهما الدموي الإجرامي شاهد على دورهما الخبيث والتآمري في إطالة أمد الصراع في تلك البلدان وتغذية الأجندة المتصارعة بكل الوسائل بغية احتلالها ونهب ثرواتها.
وفي اليمن لم يعد الأمر خافيا على أحد، فالدور الأمريكي والبريطاني الخبيث والمباشر كان منذ اللحظة الأولى التي تم فيها إعلان العدوان على اليمن من واشنطن 2015م، والدعم اللوجستي لتحالف الإجرامي بصفقات وتقنيات الأسلحة الحديثة والمحرمة لقتل الشعب اليمني، ومرورا بدورهما الرئيسي في تجويع الشعب اليمني وإفقاره، من خلال قطع المرتبات ونقل وقرصنة البنك المركزي، وضرب العملة الوطنية، وإمعانهما في استمرار المعاناة والحصار، وبما تمارسه هاتين الدولتين من تحركات وممارسات مشبوهة وسيطرة للممرات الدولية ونهب للثروات النفطية والغازية في المحافظات الجنوبية، وانتهاء بدورهما المباشر لوضع العراقيل أمام جهود إحلال السلام في اليمن ودسائسهما الرامية إلى استمرار العدوان والحصار وتمويل المشاريع التآمرية في عموم المحافظات والذي يمثل مصلحة اقتصادية وسياسية لهما.
وما إن بدأت بوادر السلام تلوح في الأفق ومغادرة الوفدين العماني والسعودي عاصمة السلام صنعاء والاتفاق لوضع اللمسات الأخيرة وترتيبات البدء بتنفيذ الملف الإنساني عقب إجازة عيد الفطر المبارك، حتى جن جنون أمريكا وبريطانيا وتحركهما المباشر لتثبيط السعودية عن اتخاذ اي خطوة جادة باتجاه السلام في اليمن، وبقاء السعودية بقرة حلوب وأداة تحت التأثير والتوجهات وعدم الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي.
اشتراطات أمريكية تعيق السلام
تحاول أمريكا فرض شروط تعيق الحل وتطيل الازمة في اليمن في ظل تبعية السعودية لواشنطن وعدم اتخاذها أي خطوة جادة نحو السلام، ذلك ما أكده رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، خلاله لقائه المبعوث الأممي هانس غروند بيرغ، الاثنين الماضي، ووصفه للرؤية البريطانية– الامريكية بأنها قائمة على استمرار “العدوان والحصار” باعتبارها تمثل مصلحة اقتصادية وسياسية لكليهما، متهما الطرفين بالسعي لإفشال جهود السلام موضحا بأنه كلما اقتربت المفاوضات اليمنية–السعودية من تحقيقا تقارب دفعت تلك الدول بمبعوثها لإفشال المفاوضات.
واستعرض الرئيس المشاط، الدور البريطاني– الأمريكي في الحرب والحصار وما تلاهما من قطع للمرتبات، محذرا الدول الأوروبية من أي تصعيد امريكي جديد، معتبرا العودة للحرب ستؤثر على العالم بأكمله.
السعودية غير جادة نحو السلام
فيما يرى نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع العميد عبدالله بن عامر، في تدوينة على (تويتر) إلى أن السعودية لم تتخذ أي خطوة جادة نحو السلام فهي لم تغادر مربع التعبير عن الرغبة بزيارات ووعود وتفاهمات”، مضيفا: “لهذا فإنه من الصعوبة علينا الفصل بين السعودي والامريكي فكليهما يتحدثان عن السلام ما لم يكن التماهي بينهما ضمن تبعية الأول للثاني هو التوصيف الاقرب للواقع لما يحصل وما يجري”.
ولفت في تغريدة أخرى إلى أنه رغم التنسيق السعودي المسبق مع الأمريكي إلا أن واشنطن سارعت إلى فرملة الاندفاع السعودي نحو الانفتاح الكامل على سورية وإعادتها الى الجامعة العربية لنصبح أمام انفتاح جزئي وأمام عودة بشروط”، مؤكدا أن “واشنطن تعمل على إعادة ضبط التوجه السعودي للسلام في اليمن بفرض شروط تعيق الحل وتطيل الأزمة”.
رسائل تحذيرية استباقية
وبحسب محللين فإن الرئيس المشاط خلال لقائه بالمبعوث الأممي هانس غروند، ركز على رسائل عدة إلى الإدارة الأمريكية وبريطانيا، الأولى وتتعلق بفضح وتعرية حقيقة الموقفين الأمريكي والبريطاني الذي يدفع بالأمور نحو التصعيد، وأوضح أن الوقائع قد أثبتت أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هما من يضعا العراقيل أمام كافة جهود إحلال السلام في اليمن، انطلاقاً من رؤيتهما في أن استمرار العدوان والحصار يمثل مصلحة اقتصادية وسياسية لهما، لافتين إلى أن الرسالة الثانية فكانت تحذيرا واضحا وحاسما لناحية التصعيد الذي تدفع إليه أمريكا ومعها بريطانيا، لن تنجوا من تداعيات أي تصعيد يدفعان إليه في اليمن بسلام، والإشارة في ذلك واضحة، أن ميدان الحرب القادمة سيكون في البحار، ولن يجوع اليمنيون وحدهم، بل سيدفع الأمريكي والبريطاني قبل غيرهما مغبة ذلك.
وأشار المحللون إلى أن الرسالة الثالثة تطرقت لناحية الوضع الداخلي لليمن، وقطعا لأي رهانات أمريكية بريطانية على الوضع الداخلي لتطويع بعض مؤامراتهما وتثبيتها، سواء فيما يتعلق بمآلات التصعيد وسبل مواجهته، أو ما يتعلق بوحدة اليمن، والرسالة هي تحذير في نفس الوقت مما بات اليمن يمتلكه من قدرات كبيرة بتوفيق الله، و“نحن جاهزون للسلام بمثل جاهزيتنا للحرب وليختار العدوان الطريق الذي يريده، فنحن في موقف الدفاع المشروع عن بلدنا وحريتنا واستقلالنا».
تملص السعودية لن ينفعها مبرر عرقلة أمريكا
محاولة السعودية للتواري خلف عرقلة أمريكا لتنفيذ وعودها التي قطعتها لصنعاء لن تجدي نفعا إذا ما قررت صنعاء إنهاء مسلسل التملص والمماطلة في تنفيذ ما التزمت به في الملف الإنساني، ذلك ما أكده رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبد العزيز بن حبتور، في تصريح لقناة المسيرة امس الثلاثاء أن صنعاء لم تلمس أثر الوعود التي قدمتها السعودية بل أنها تحاول التملص من تنفيذ ما وعدت والتزمت به، موضحا أن صنعاء تعد صرف الرواتب وما يتصل بالملف الإنساني، مفتاح الأمن والاستقرار إذا كان الطرف الآخر جاد.
ولفت إلى أن هناك لعب أدوار وليس تناقض حقيقي بين دول العدوان وإن حصل بعض التمايز فهو هامشي وليس تناقضا رئيسيا، مشيرا إلى أن رسالة الرئيس المشاط عبر الممثل الأممي هي لتعرف كل الأطراف أين تضع قدمها أكان مجلس الامن الدولي أم بريطانيا وأمريكا الراعيتين للعدوان.
النار لن تكون محصورة في اليمن
فيما أوضح نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان، أن رسالة الرئيس المشاط تؤكد أن النار لن تكون محصورة في اليمن إذا جرى الدفع نحو التصعيد، لافتا إلى أن الرئيس المشاط أبلغ الممثل الأممي أن على الأطراف الأخرى قراءة الرسالة اليمنية كيفما أرادت نصحًا أو تهديدًا.
وقال إن دول التحالف في الإقليم ربما أدركت متأخرة بانها تورطت في العدوان وتريد مراجعة حساباتها، مضيفا أن الراعي الأمريكي والبريطاني منزعج من أي تقارب، وذكر أن المصلحة السعودية أن لم تكن في شن العدوان على اليمن، وهي الآن تقف في مفترق طرق بأن تحسم قرارها ووجهتها، مؤكدا أن التوافقات على طاولة التفاوض فيما يخص الملف الإنساني لاتزال في الجانب النظري.
منشآت الرياض أهدافا لمسيرات صنعاء
ويرى مراقبون أن السعودية ستفتح على نفسها باباً ربما يستحيل عليها أن تتمكن من إغلاقه، إذا ما رضخت للضغوطات الأمريكية التي تسعى للحيلولة دون تنفيذ الخطوات المتفق عليها خلال التفاوضات الأخيرة، والتي كانت الأولوية فيها للملفات الإنسانية والاقتصادية، حيث سبق وأن هددت صنعاء بأن ردها سيكون قاسياً على المملكة، خصوصاً أن الرياض تدرك جيداً من تجارب سابقة أن تلك الوعود والتوعدات ليست مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي، وسرعان ما تتحول إلى ترجمة واقعية على الأرض، وفي الوقت نفسه لم تستطع واشنطن حماية المنشآت السعودية التي استهدفتها مسيّرات صنعاء وباليستياتها في المراحل الماضية، وبالتالي سيكون من غير المنطق أن تصغي المملكة للولايات المتحدة على حساب أمنها القومي ومنشآتها التي ليست ببعيدة عن مرمى صواريخ وطائرات صنعاء، وفي مُقّدَّمِها عمود وركيزة الاقتصاد السعودي، “أرامكو” النفطية.
ختاما
على قوى العدوان الصهيوأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، أن تأخذ رسائل وتحذيرات القيادة الثورية والسياسية بمحمل الجد، وأن تراجع حساباتها قبل فوات الآوان، والكف عن التصعيد وإفشال جهود إحلال السلام، والبدء بتنفيذ الملف الإنساني باعتباره بوابة العبور ومفتاح السلام، والتصعيد وإن وقع فصنعاء في جهوزية تامة للتصدي والمواجهة، وعلى دول العدوان اختيار أي الطريقين فإما سلامٌ يعم المنطقة أو حرب نيرانها ستعبر الحدود اليمنية،«وعلى الباغي تدور الدوائر» و«سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» «والعاقبة للمتقين».