المعارك مستمرة في السودان وسط الحديث عن تعثر مفاوضات جدة (تفاصيل بآخر المستجدات)
المعارك مستمرة في السودان وسط الحديث عن تعثر مفاوضات جدة (تفاصيل بآخر المستجدات)
أكّد الفريق أول ورئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، اليوم الإثنين، أنّ “الوضع مستقر في جميع الولايات عدا الخرطوم”.
وخلال مداخلة هاتفية على شاشة “القاهرة الإخبارية”، أضاف البرهان أنّ قوات الدعم السريع “تحتمي بالمواطنين في مساكنهم، وفي مراكز الخدمات، وفي كل ما يمكن أن يعود بالأمن والأمان على المواطنين”.
وأوضح أنّ “معظم سكان الخرطوم فروا من تسلط قوات الدعم السريع على مساكنهم وبيوتهم ومدخراتهم”.
كما شدّد على أنّ “الشعب السوداني قال كلمته ضد ما تقوم به قوات الدعم السريع”، لافتاً إلى أنّ “الجميع يتحدث عن أدوارهم السلبية”.
وأشار البرهان إلى هجوم الدعم السريع على مقار منظمة “اليونيسيف” والاتحاد الأفريقي، وكل المقار التي تقدم الخدمات، حتى الخدمات الإنسانية.
وأكّد أهمية تثبيت الهدنة وخروج قوات الدعم السريع ثم تقديم الخدمات، مضيفاً أنّ القوات السودانية المسلحة قدّمت “العديد من الخدمات، وساعدت في إجلاء البعثات الدبلوماسية، ولا تعترض على تقديم الخدمات الإنسانية”.
وفي ختام مداخلته، أعرب البرهان، عن شكره وتقديره، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، ولكل المصريين حكومةً وشعباً على استقبالهم للشعب السوداني في محنته.
وأضاف البرهان، أنّ “الشعب المصري ليس بغريب عن السودانيين، وكرمه واستقباله للسودانيين قديم، ففي كل محنة تصيب السودان، يكون هو الأقرب للسودانيين”.
قوى الحرية والتغيير تطالب بوقف فوري للحرب
في غضون ذلك، طالبت قوى الحرية والتغيير في السودان، قيادة الجيش وقوات الدعم السريع “بالوقف الفوري للحرب لما لها من آثار سلبية على تفاقم الأوضاع في البلاد”.
وأكدت قوى الحرية والتغيير في بيانها، موقفها الثابت “غير الخاضع لأي مزايدات أو ابتزاز بوجوب إنهاء هذه الحرب وإيقافها فوراً ودعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة وفق المبادرة السعودية- الأميركية، وصولاً إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الخلافية، وذلك عبر حل سياسي شامل يقود إلى السلام والعدالة وإلى تحول مدني ديمقراطي”.
وأضاف البيان: “ترصد قوى الحرية والتغيير مخططات النظام المباد وحزبه المحلول، الهادفة لنقل الحرب إلى مناطق أخرى، وتحويلها إلى حرب أهلية من خلال إثارة الفتن القبلية، واستغلال غياب مؤسسات الدولة”.
وتوجه وفدا الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، يوم الجمعة الماضي، إلى مدينة جدة غربي السعودية، لبدء المفاوضات بينهما.
وفي وقتٍ سابق، الأثنين، أفاد مصدر دبلوماسي سعودي مطلع على مفاوضات الأطراف السودانية في جدة بالسعودية، لوكالة “فرانس برس”، بأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، “لم تحرز تقدماً كبيراً”، ما يضعف الآمال في التوصل إلى وقف سريع للاقتتال في هذا البلد.
بدورها، قالت الخارجية السعودية إنّ “طرفي الصراع ناقشا في جدة الإجراءات الأمنية لتيسير وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم في حاجة إليها”.
معارك مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع
ميدانياً، تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، منذ صباح الإثنين، وسط حديث عن تعثر مفاوضات جدة بين طرفي الصراع.
وقامت طائرات تابعة للجيش السوداني بالتحليق في أجواء الخرطوم بحري، لكن قوات الدعم السريع أطلقت مضادات الطيران لصدها.
وكانت القوات السودانية، أعلنت أمس الأحد، أنّ الموقف العملياتي مستقر في جميع مدن البلاد، إلا من بعض المناوشات مع قوات الدعم السريع التي تتوزع في أجزاء من مدن العاصمة الثلاث.
وأفادت قوات الدعم السريع “بالقبض على عدد من قناصة العدو واستلام ما بحوزتهم من أسلحة القنص”، مشيرةً إلى رصد تجمعات وتحركات لعدد كبير من قوات الدعم السريع.
وفي السياق، جدّدت القوات المسلحة دعوتها إلى أفراد الدعم السريع بالاستفادة من عفو القائد العام والتبليغ لأقرب وحدة عسكرية، مشيرةً إلى الاستعداد لتسهيل ترحيل المرتزقة الأجانب إلى بلادهم في حال تسليمهم.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنّ 130 فرداً من الجيش السوداني سلموا أنفسهم لقواتها داخل مقر القيادة العامة للقوات المسلحة. وقالت إنّ جميع من سلموا أنفسهم “أقروا بحدوث انهيار تام للقوات الموجودة في القيادة العامة”.
وأضافت “الدعم السريع”، في بيان لها، “بعد الحصار المحكم الذي فرضته قوات الدعم السريع على قيادات القوات المسلحة وقطع جميع خطوط الإمداد آخرها سلاح الإشارة، قام 130 فرداً من قوات الانقلابيين الموجودين داخل القيادة العامة بقيادة رتبة لواء ورتب أخرى بتسليم أنفسهم إلى قوات الدعم السريع”.
وأضاف البيان: “أقر جميع الذين سلموا أنفسهم أنهم يبحثون عن مخرج آمن”، متهماً قوات الجيش السوداني بارتكاب “فظائع بتنفيذ تصفيات جسدية لكل من يحاول الهرب من الحصار وتكبيل أعداد كبيرة بالسلاسل”.
ودخل الصراع الأخطر في السودان أسبوعه الرابع، من دون أي بوادر لحل قريب. ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كثيراً من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، براً وبحراً وجواً.
وشهدت المواجهات في أسبوعها الرابع تحليقاً للطائرات الحربية في أجزاء واسعة من وسط الخرطوم والخرطوم بحري، كما دوّت انفجارات عنيفة في محيط القصر الرئاسي وحي الوابورات في المدينة.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة، يوم الأربعاء الماضي، لمدة أسبوع، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مراراً للانتهاكات المتكررة.
وقدرت نقابة أطباء السودان عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين بـ479 قتيلاً وأكثر من 2500 مصاب، فيما أحصت نحو 100 حالة وفاة في صفوف المدنيين، منذ بدء المعارك، لافتةً إلى أنّ جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة غربي البلاد لا تعمل.
على الصعيد الإنساني أيضاً، تواجه العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى شُحاً في الوقود، بسبب استمرار إغلاق محطات التوزيع منذ اندلاع القتال.
ويتزامن ذلك مع استمرار معاناة السكان في الحصول على الخبز، إذ تشهد المخابز في العاصمة اكتظاظاً كبيراً للأهالي بسبب شح الدقيق، فضلاً عن الانقطاع المستمر للكهرباء، التي تعتمد عليها المخابز بشكل كلي في عملية التشغيل.
المصدر الميادين/