رأيٌ في الأحداث وما هو المطلوبُ من الجميع
اطَّلِعوا إلى الأخير وبدون تشنُّجٍ وأحكامٍ مسبَقةٍ، فرصاصتي تدوش إن لم تصيب، وبسم الله نبدأ:
لم يكن الحبيبُ والأنصارُ قبل 2014م من أركان الحُكم في البلد، حتى يقالَ عنه انقلابي وعنهم إنهم انقلابيون!، فلا يكونُ الانقلابُ إلا من أعضاءٍ في مفاصل الحكم، ولم يكن طامعًا في الحكم لنفسه حتى يقال إنه استولى على الحكم بالقوة، فقط باتّفاق السلم والشراكة في لحظة مكَّنه الله من مواقع وأدوات ورموز السلطة، وتهاوت كُـلُّ جحافل الدولة العسكرية والأمنية والمجتمعية أمامَه، وسيطر على البلد في ساعات وبشكل دراماتيكي مذهل وغير مسبوق.
وبتمكينٍ من الله –سبحانَه- ووقوف غالبية الشعب ورجال الجيش والأمن إلى جانبه أَو حيادهم بعد أن طفح الكيلُ بهم من قياداتهم..
نعم بتمكينٍ من الله، رغم أن الفارقَ بين الإمْكَانيات المادية والبشرية واللوجستية للأنصار والسلطة وأخواتها كان كَبيراً جِـدًّا ولا يقارن، رغم أن الفارق بين الإمْكَانات المادية والبشرية واللوجستية لأنصار الله من جهة، والسلطة وأخواتها، كان كَبيراً جِـدًّا ولا يقارَنُ بحجم وأهميّة ذلك السقوط المريع للسلطة وأخواتها، فإرادَةُ الله كانت إلى جانبِ هؤلاءِ المستضعَفين.
واليومَ وأمسَ وبُكرة، تريدون أن نحمِّلهم أوزارَنا وذنوبَنا في هذا الوطن منذ قيام الوحدة في 1990، ونحن من ذهب إليهم في 2004م؛ تنفيذاً لأوامر أعداء الله، وظلمناهم في صعدة؛ فمكَّنهم الله بعد عشر سنين، من القهر والعذاب، فكَبَّروا وكَبُرُوا حتى وصلوا صنعاء في 2014م.
وكنا قد أشركناهم في فوضى فبراير، وعملوا لهم خيمةَ الصمود، وشاركناهم في نقل السلطة والحوار، واعتذرنا لهم عَمَّا حَـلَّ بهم من ظلمٍ اشترك فيه الجميع، ثم حاورناهم ووقَّعنا معهم على اتّفاقِ السلم والشراكة، فانقلبنا على بعضِنا البعض وعليهم، وأردنا تمريرَ أجندة الغرب والخليج، فرفض أنصارُ الله ذلك وحدَهم هم وقِلة من أفراد القوى الأُخرى ومستقلين؛ دفاعاً عن شعبنا ووطننا.
وكان يُفترَضُ بالكل الوقوفُ والامتثالُ لإرادَة الله، والوقوفُ بجانب من مكَّن له في الأرض، وليس الذهاب إلى الاستعانة بالأعداء التاريخيين لليمن -شعبًا وأرضًا- منذ ثمانية عقود، والوقوف مع العدوّ وهو يقتُلُ ويدمِّـرُ ويحاصِرُ كُـلَّ يمني حر وشريف، تحت مبرّر “الشرعية” المنتهية صلاحيتها في فبراير 2015م.
فالعدوّ كان يخطِّطُ ويُعِدُّ لهذا العدوان من قبلُ، وأثبتت الأيّامُ والوقائعُ أن أصحابَنا مشاركون في مخطَّطِ العدوّ، وللأسف من قبل 2011، وعندما حاول أن يقاومَهم هذا الرجلُ ومن معه على الطاولات والغُرَفِ المغلقة، تآمروا عليه وعلى الوطن من جديد، فاستقال الرئيسُ والحكومة؛ لغرضِ إسقاطِ مؤسّسات الدولة وإدخال البلد في فوضى، فحفظها الرجلُ وصانَها، وتصَدَّى بها وبما بقي فيها لهذا العدوان والمؤامرة؛ لتُثبِتَ الأيّام مجدَّدًا أن الله أراد هذا وأراد هذا القائدَ الآتيَ من شِعابِ وجبالِ صعدةَ لإدارة وقيادة الأُمَّــة اليمنية.
وبعد كُـلِّ ما سبق، وبعد تسعِ سنوات من الوقوف مع عدوِّ الجميع، وبعد تسعِ سنوات من نجاحِ هذا القائد وحُسْنِ قيادتِه وإدارتِه الناجحة وحكمته، بما أراد اللهُ وكتابُ الله، ونجاحِه في قيادة المواجهة مع التحالف الكوني، بقيادة السعوديّة والإمارات وأمريكا ضد اليمن -أرضاً وإنساناً وموانئَ وممراتٍ وحضارةً وتاريخًا- ونجاحه في صُنع عنصر المواجهة في السلاح والإنسان، وبعد أن ثبت لمن وقف مع التحالف أنه جاء لاحتلال واستعمار اليمن ونهب موارده وتمزيقه وتجويعه، وبعد أن ثبت -لمن يقف مع المحتلّ أَو محايد أَو ساكت أَو منتظِر لانتصار العدوان- أنه يستهدفُنا كلَّنا، وأن الذين معه يعيشون الذلَّ والمهانة والويلَ والثبورَ وعظائمَ الأمور، وأنهم لا يملكون قرارَهم حتى في سكنهم ومبيتهم!
وبعد… وبعد…، أرى أنه قد آن الأوانُ للجميع –من هم في الداخل والخارج- أن يقفوا خلفَ هذا القائد لجمعِ الشملِ، وطرد المحتلّ، والتفاهم في ما يُصْلِحُ بلدَنا، جاعلين منه وقابلين به قائداً ومرجعيةً لنا جميعاً ولخلافاتنا، وأمينا على هذا الوطن وسيادته وخيراته، ومعنيًّا بإشراك الجميع في إدارة الشأن اليومي للوطن وخيراته، وِفَقاً للكفاءة والمقدِرة والأمانة والنزاهة، ونهجع من الصراعات التي لا تخدُمُ الأعداءَ، ونأكل ونلبس مما نزرع ونصنع؛ ففي بلدنا ما يكفينا ذُلَّ المهانة والسؤال.
أنا لا أرى أية إمْكَانية لجمع شمل اليمنيين وإفشاء السلام بينهم ودحر المحتلّ والغازي والحفاظ على وحدتنا وسلامتنا بغير هذا.
فهل من مدكر؟ وهل هناك عقولٌ وعقلاء؟! وَإذَا هناك ثمة حَـلٌّ غيرُ هذا قولوا لنا شرطَ أَلَّا يكون هذا الحَلُّ الصراعَ على الحكم من جديد بِأية صورة من صور الصراع الساخن أَو البارد، وبدون تشنج؛ فقد حان وقتُ النقاش المفتوح والمغلَق في هذا الموضوع والواقع الذي نحن فيه.
والرزقُ على الله.
* وزيرُ التعليم العالي