ضابط في حزب الله: رسالة الـ “سام 6” وصلت وسنحرم العدو من التفوق الجوي
ضابط في حزب الله: رسالة الـ “سام 6” وصلت وسنحرم العدو من التفوق الجوي
بعد الضجة الإسرائيلية في إثر كشف حزب الله عن منظومة صواريخ “سام 6″، في حديث للميادين نت، مع ضابط في المقاومة يشرح فيه أهمية السلاح المعروض في متحف بعلبك، كاشفاً عن قصصٍ أسلحة تنشر للمرة الأولى وعن أسرار تتعلق بمعركة الجرود مع الجماعات المسلحة.
أرادته المقاومة متحفاً ومعلماً جامعاً لكل اللبنانيين في بعلبك على مساحة 10452 متراً مربعاً، محاكاةً لمساحة لبنان الكاملة المحررة بالكيلومترات المربعة… هنا، قد تلحظ من النظرة الأولى أن العمل في المكان لم ينتهِ بعد، وأن المشرفين وصلوا الليل بالنهار بغيّة افتتاحه في ذكرى “التحرير الثاني”، أي تحرير الجرود الشرقية عام 2017 من الإرهابيين.
الفكرة قريبة من معلم “مليتا” السياحي الجهادي في منطقة إقليم التفاح جنوب البلاد. لذلك، فشعار المتحف – المعلم هنا يحاكيه، وهو: “حكاية الشمس للأرض”؛ ففي هذه المدينة التي تكنّى بـ”مدينة الشمس” حكايات ترفل بالكثير من الشواهد والنواهض حول نشأة المقاومة اللبنانية وتطورها وانتصاراتها على مدى عقود.
المشهدية تبدأ بالمدافع التي ترافق الزائر من المدخل إلى الباب الرئيسي. هنا نلج ساحة مسطحة، ونعلم من المسؤول الإعلامي في حزب الله في البقاع والمشرف على المتحف مالك ياغي أنّ “المكان يضم نحو 100 آلية وقطعة عسكرية هي بعض ما غنمته المقاومة خلال 40 عاماً، وهي من الغنائم التي حصدتها المقاومة الإسلامية منذ العام 1982، تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، مروراً بتحرير جنوب لبنان عام 2000”.
ويتضمّن المعرض آليات غنمتها المقاومة من العدو الإسرائيلي في انتصار تموز عام 2006، وصولاً إلى التحرير الثاني من العدو التكفيري للسلسلة الشرقية وجرود البقاع عام 2017.
يقول ياغي: “في هذا الموقع، كانت تتم التدريبات والمناورات القتالية والعسكرية للمجاهدين في الثمانينيات، وكانت هذه التلة تتعرض للقصف العدواني الصهيوني الهمجي. وفي هذا المكان، كانت المضادات الأرضية المتمركزة في مواقع الدفاع الجوي تتصدى للطيران المعادي لحماية أهلنا في بعلبك والمنطقة لغاية التحرير عام 2000”.
مفاجأة الوهلة الأولى!
لا يتضمن المشهد الغنائم فقط، فهناك أسلحة جديدة برية وبحرية وجوية تكشف عنها المقاومة للمرة الأولى، لعل أبرزها صواريخ الدفاع الجوي.
وبالفعل، فقد ضج الإعلام الإسرائيلي الأسبوع الماضي بالحديث عن افتتاح متحف بعلبك، معتبراً أنه “جزء من هندسة الوعي التي يقوم بها حزب الله الذي يظهر مدى استعداده لأي حرب مع إسرائيل”.
أسلحة “سلاح البحرية” التابع للمقاومة
يسخر الضابط في المقاومة، الحاج حمزة، من التحليلات والتهديدات الإسرائيلية، وآخرها كلام رئيس أركانه. وبابتسامة الواثق الثاقب البصر المتمكن ببصيرته، يطلقها بكل ثقة: “هذا فقط بعض بأسنا”.
قصة “سام 6”
يتنقّل معنا بين الآليات بثقة المتواضع المعتز بثباته. “روح النكتة” تغلّف حديثه الواثق: “ما نعرضه الآن من قطع، ورغم أنه جاهز للتوجه إلى جبهة القتال، فإنه أصبح خردة، فلدينا ما هو أكثر تطوراً، وهناك مفاجآت تنتظر العدو، لكننا نتركها للمستقبل”.
وعن صواريخ “سام 6″، يوضح أنها منظومة فعالة شكلت مفاجأة حرب تشرين عام 1973، لدى الجيشين السوري والمصري، وتمكنت من إسقاط 96 طائرة إسرائيلية (شاهدوا الفيلم لمعرفة تفاصيل عن تاريخ هذه الصواريخ وفاعليتها).
ويكفي لإثبات ذلك أن الوثائق كشفت أنّ وزير “الدفاع” الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان “أصيب في الأيام الأولى من الحرب بكآبة شديدة وهلعٍ كبير، وذلك لاعتقاده بأنّ العرب سيقومون بالقضاء على إسرائيل، وتحدّث عن الخراب الثالث للهيكل المزعوم”.
الرسالة الجوية وصلت!
يردف الحاج قائلاً: “من المعروف أن إسرائيل منذ نشأتها تعتمد على سلاح طيرانها في حربها على لبنان وحروبها ضد العرب، فهو رأس الحربة، ويسمى الذراع الطويلة، ونحن اليوم عندما نعمد إلى بتر هذه الذراع، يقع العدو في مشكلة”.
وعبر الميادين نت، يعلنها الضابط في المقاومة اللبنانية: “نحن نعرض هذه الصواريخ ليعلم العدو أن سام 6 موجودة في متحفنا فقط، لكونها قطع أنتيكا نحافظ عليها لقيمتها المعنوية، وعلى العدو أن يفهم أننا نمتلك ما هو أكثر تطوراً، ونحن بإذن الله سنحرمه من التفوق الجوي، وأظن أن الرسالة وصلت”.
وفي المضمار نفسه، يؤكد ياغي أن “المقاومة في مرحلة تطور شبه يومي في مجال التكنولوجيا أو العتاد العسكري أو أنظمة الدفاع الجوي والمسيّرات، كما تواكب أي جيوش في المنطقة والعالم موضوع هندسة العسكر ومنظومة الدفاع الجوي وغيرها.
وفي ردّه على ما نشره إعلام العدو، يقول: “الإعلام الإسرائيلي مأزوم ومهزوم كحكومته، واليوم (بعد افتتاح متحف بعلبك)، أمسى كل من في الكيان مهزوماً، لأنهم يرون أن الأسلحة التي كانوا يخيفون بها الشعبين اللبناني والفلسطيني وكل الشعوب العربية أصبحت بمتناول المقاومة”.
دبابات مصرية!
يخبرنا الضابط الخمسيني عن 3 دبابات مصرية موجودة في المتحف! ويسرد أن قوات الاحتلال استولت على هذه الدبابات السوفياتية الصنع في حرب 1967، واستخدمتها في ما عرف بـ”ثغرة الدفرسوار” خلال حرب 1973، للتمويه بأنها دبابات تابعة للجيش المصري، إلى أن سلمتها لميليشيا “لحد” في لبنان (ما كان يسمى يومها “جيش لبنان الجنوبي”)، وغنمتها المقاومة اللبنانية في إثر تحرير الجنوب، ليعود السلاح العربي إلى العرب. “نحن والجيش المصري واحد”، يختم الضابط ببسمة محبة.
لم تعرض آليات الجماعات التكفيرية جميعها في هذا المتحف. يقول ياغي: “أرادت قيادة منطقة البقاع أن يكون في هذا الموقع على مساحة نحو 1000 دونم ذاكرة للمقاومة، وهذا المشروع سينفذ على 3 مراحل. وقد أطلقنا المرحلة الأولى منه التي تضمنت المتحف العسكري الذي يضم ما يفوق 70 آلية ومدرعة عسكرية عليها أسلحة متنوعة، وهي عبارة عن غنائم المقاومة الإسلامية خلال المواجهات البطولية والتصدي للعدو الإسرائيلي وللعدو التكفيري”.
تطوير دبابة “تي 72”
خلال جولة “الميادين نت”، أطلعنا الضابط على دبابات سلبها المسلحون من ثكنات الجيش السوري، ومنها دبابة “تي 72″ المتطورة التي يستخدمها الجيش الروسي في عملياته العسكرية في أوكرانيا، لافتاً إلى أن مهندسي المقاومة قاموا بـ”تدريعها” مع قريناتها من دبابات “تي 54″ و”تي 55”.
ولفت إلى تطوير الشباب رشاشات ومدافع الرماية على محمولات، وجعلها أكثير دينامية وحركة، تجنباً للقصف المعادي جواً وبراً. وكان لافتاً وجود آليات عسكرية بمحمولات صواريخ لـ”جيش” الاحتلال، غنمتها المقاومة في عدوان تموز 2006، فضلاً عن آليات للتكفيريين.
وعن سلاح البر التابع للمقاومة الذي استُخدم في المعارك، عُرضت نماذج لـ”القوة البحرية”، تمثلت بزوارق مع راجمات وصواريخ ورشاشات. وقد برز تنوّع الطائرات المسيرة التي استخدمتها “القوة الجوية” التابعة للمقاومة؛ فمنها ما هو معروف للعدو، ومنها ما خدم وعاد سالماً إلى قواعده في لبنان.
آليات الضفة الغربية
في متحف بعلبك، لا تغيب الضفة الغربية والمناطق الفلسطينية، ولكن كيف؟
حرص القيّمون على المتحف على عرض سيارة جيب “صوفا” وشاحنة أكبر حجماً مزوّدة بشباك حديدي يزنّر نوافذها الزجاجية مع جهاز لاسلكي ضخم وعدة كاملة. هذه الآليات تستخدمها قوات الاحتلال يومياً في الاعتداءات على الفلسطينيين العزّل.
ثمّة حركة دؤوبة. لا كلل ولا ملل في المكان لاستكمال المتحف الذي يزوره المئات يومياً، منهم عرب وأجانب.
ولوحظ سماح إدارة المتحف للناس بتسلّق القطع العسكرية، والسبب هنا أن القيّمين عليه تقصدّوا ذلك، في رسالة إلى العدو مؤداها أن آلياته أمست “لعبة في أيادي الأطفال”، والأهم من كل ذلك أن الآليات الموجودة حقيقية، ولا وجود لمجسمات، كما أراد بعض الإعلام الترويج له.
لماذا بعلبك؟
في تقريرنا السابق، قدمنا شرحاً ميدانياً عن صد المقاومين محاولة الاحتلال دخول “مارون الراس” قرب الحدود مع فلسطين. واليوم، نجول مع الضابط على ربى مدينة بعلبك، ونستفسر منه عن أهميتها للمقاومة.
تشي عيناه بما يدور في خلده: “مدينة بعلبك عظيمة مجاهدة. المدينة التي تلقت الظلم منذ نشأة الدولة اللبنانية هي ذاتها مهد المقاومة والأرض التي نشأت فيها المقاومة، وفيها كان الاجتماع التأسيسي لـ”حزب الله”، وبالتالي هي مهد ولادة المقاومة الإسلامية في لبنان. مدينة بعلبك قدمت مئات الشهداء. وقد قدمت مع قراها المجاورة أكثر من 1000 شهيد. هي عاصمة الإباء والكرامة والنخوة والرجولة. مدينة بعلبك قدمت شهداء بأسماء رنانة عند العدو، فعندما يسمع بأسمائهم، مثل الشهيد حسن الصعلوك، يرتجف ويخاف على الدوام”.
قصص من معركة الجرود الصعبة
لا بد من التعريج للحديث عن “معركة الجرود”. يستذكر الحاج حمزة بهدوء لا يخلو من حماسة: “المعركة كانت في بداياتها صعبة، فقد قطعنا عشرات الكيلومترات في أماكن وعرة كثيرة وأماكن مفخخة كان فيها مسلحون مجهزون مع أسلحة مضادة للدروع وقناصون مع أسلحة متطورة، وأكبر دليل على أنهم كانوا مستعدين للمعركة هو عدد الشهداء الذين ارتفعوا من المقاومة الإسلامية”.
ويعقّب بقوله: “معركة جرود التي سمّيت “فجر الجرود”، والتي ساعدنا فيها أهلنا وإخواننا في الجيش اللبناني (الذي نفّذ معركة عرسال)، كانت معقدة، واحتاجت إلى الكثير من البذل والعطاء. كنا نعرف أن هناك شهداء سيسقطون حتماً، ولكن الإخوان كانوا يتسابقون للقتال، وقد وثّقت الوثائقيات التي عرضتها الميادين وغيرها كيف كان المقاومون يحملون إخوانهم الشهداء ويقولون لهم: عقبالنا ونحن لاحقينكم”.
يغصّ الضابط قبل أن تعود ومضة الانتصار إلى عينيه: “لو لم يكن الإخوة ذوي بأس شديد حتماً، لما استطاعوا أن يحرروا المواقع الوعرة والصعبة”.
وفي ردِّ على سؤال الميادين نت، يقول: “لو كنا في المواقع التي تموضع فيها التكفيريون في هذه الجرود الشاهقة مع تحصيناتها، وهاجمتنا قوات العدو الإسرائيلي، فإنها حتماً لن تستطيع احتلالها، ولو بمئة سنة”.
وأخيراً، فإن القائد في المقاومة الذي قارع العدوين الإسرائيلي والتكفيري وهزمهما يصفهما في معرض الإجابة عن سلوكهما ببضع كلمات: “كلاهما بشع جداً، لكن هناك سلوك لدى التكفيري هو أنه لا يعرف الأسر، فهو عندما يراك يقتلك فوراً في معظم الأحيان”.
المصدر/ الميادين نت/