محمد البخيتي يخاطب كامل الخوداني: ولدك في النار لا محالة وعليك ان تتوب قبل فوات الأوان
محمد البخيتي يخاطب كامل الخوداني: ولدك في النار لا محالة وعليك ان تتوب قبل فوات الأوان
يمني برس/
قرأت للتو رثاء كامل الخوداني لأبنه “الذي قتل في الساحل الغربي” وهو يتحدث عن ذكرياته معه ويعبر عن مدى حبه وتعلقه واشتياقه له.
لا أنكر اني كانسان “وبالذات كأب” شعرت بالحزن لمشهد رثاء ابٍ مكلوم لابنه القتيل، ولكن هذا المشهد الانساني الذي يؤثر في الصديق كما يؤثر في العدو لن يحول دون المشهد الآخر الذي يُبعث فيه الإنسان بكامل عاطفة الابوة والامومة إلا أن هول ذلك اليوم كفيل بتصفيرها (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ).
يومها سيجد الاب المكلوم الذي أودى بإبنه الى التهلكة في سبيل الباطل وقد اصبح ألد خصمائه، ويالها من خصومة، وإذا لم يتب هو قبل ان يتوفاه الله وأصر على إضلال غيره فسيُعرض عليه في ذلك اليوم كل اقربائه وإحباءه وسيتمنى عندها لو يفتدي بهم جميعا من العذاب (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ، وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ، كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ، نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ، تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ).
لذلك فإن الحب الصحيح للنفس والإبناء لابد وأن يكون بدافع الحرص على آخرتهم قبل دنياهم، حتى لا يتحول الحب القصير إلى عداء دائم والعياذ بالله، وهذا ما أردت أن اوصله إلى كل من لازالوا يقفون في صف العدوان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
لاحظوا، أنه عندما نتحدث عن أهوال هذه المشاهد التي يتكرر ذكرها في القرآن الكريم بهدف التذكير فإن اهل الباطل عادة ما ينفرون منها واضعين اصابعهم في آذانهم محاولين شطبها من واقعهم بترديد اسطوانة توزيع مفاتيح الجنة.
يقيننا في اننا على حق وأنهم على باطل وأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار لا يعيبنا، إما إنتقادهم لنا ليقيننا في صحة موقفنا من العدوان فإنه يعد اعترافا ضمنيا منهم بانهم يتبعون الظن الناتج عن الهوى في اخطر أمر وهو الحرب (وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْـًٔا)، ومن يتبع الظن ليس كمن هو على بينة (أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ).
محمد ناصر البخيتي محافظ محافظة ذمار وعضو المكتب السياسي لأنصار الله