متغيرات في اليمن والعالم

يمني برس/ د.محمد النعماني/

ليس من صالح الولايات المتحدة الأمريكية أن تشن ضربة عسكرية على اليمن ردا على قيام اليمن باستهداف سفن الكيان الصهيوني وإغلاق باب المندب أمام حركة السفن الصهيونية مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وخسارة اقتصاد الكيان الصهيوني وتدهور الأوضاع الاقتصادية في الكيان الصهيوني واتساع رقعة المظاهرات والاضطرابات داخل الكيان الصهيوني بسبب قيام شركات النقل البحري والموانئ بطرد العمال من أعمالهم بطريقة ظالمة وتعسفية، وفشل حكومة الكيان الصهيوني في حل الأزمة الاقتصادية رغم الاستعانة بأمريكا وبعض الأنظمة العربية في مساعدتها في إيجاد طرق بحرية بديلة لنقل بضائع الكيان الصهيوني إلى العالم وتحمل تكاليف العدوان والقتل في غزة، وارتكب جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية، وتدمير المباني ومنازل المواطنين وتصفية الأهالي والسكان الآمنين في غزة أمام صمت الضمير الإنساني العالمي.
أمريكا تدرك أن مصالحها في الخليج والجزيرة العربية والسعودية سوف تتعرض لضربات قويه جدا تؤثر على الاقتصاد الأمريكي وعلى مصالحها الاستراتيجية الهامة في هذه الدول التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم بنهب ثرواتها وفرض القرارات الأمريكية على كل قرارات وشؤون هذه الدول وتسخرها لخدمة الكيان الصهيوني ومصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج والجزيرة العربية والشرق الأوسط، وكل هذه المصالح الأمريكية تصب في نهاية الأمر في خدمة الكيان الصهيوني الأمريكي السعودي الإماراتي وباستهداف أمريكا لليمن يعني أن تلك المصالح ستنتهي والى الأبد، وسوف تؤدي إلى خسارة كبيرة جدا لأمريكا التي ستفقد الهيمنة على هذه الدول بعد أن فقدت سيطرتها وهيمنتها على منطقه البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وخليج العقبة وأصبحت اليمن هي القوة التي تستطيع أن تفرض قواعد الاشتباك في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامه من حركة الملاحة الدولية ولم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحمل قيام اليمن بمنع مرور السفن الأمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وهذا يعني فقدان وخسارة الولايات المتحدة الأمريكية للمليارات من الدولارات وانهيار وضعها الاقتصادي بما يؤدي إلى الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار وأزمة اقتصادية قد تؤدي إلى انهيار الرأسمالية والإمبريالية العالمية والنظام الرأسمالي العالمي الذي يعتمد على نهب ثروات شعوب العالم من نفط وغاز وذهب وثروات وطنية أخرى واحتكار طرق الملاحة البحرية العالمية والسيطرة عليها.
قيام اليمن بمنع مرور السفن الأمريكية وناقلات النفط والغاز السعودية والإماراتية والدول التي تتعاون مع الكيان الصهيوني واستهدافها بضربات عسكرية قوية بالطائرات المسيرة والقوة الصاروخية، سوف يؤدي إلى نشوء ازمة عالمية تؤدي إلى انهيار الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الرأسمالي العالمي وإلى تغيير قواعد الصرع والاشتباك العالمي في صراع تقاطع المصالح اليمنية والعربية والدولية وأضعاف قواعد النظام العالمي الحالي، وظهور عالم جديد يكون لليمنيين دور أساسي وفعال في تغيير ذلك العالم …
فالعالم يتغير، واليمن جزء لا يتجزأ من قوى التغيير العالمي.