اليمن..عندما يأتي عساكر المغرب؟!
لم يستطع تحالف الشياطين تحقيق انتصار كاسح ضد الشعب اليمنى يجعل من اليمن مجرد منتجع للملك السعودي ، هذا ليس بالأمر السهل خاصة في ظل القدرات العسكرية المتطورة التي سخرها ائتلاف أعداء اليمن من العرب و العجم لضرب القلعة اليمنية الصامدة ، و لعل الحرب الظالمة التي يتعرض إليها اليمنيون بدون مبرر قد كشفت للمتابعين أن ما يحدث لم يعد مقبولا تحت أية ذريعة و أنه من المتعين على كل أحرار العالم التعرض للمصالح السعودية الإماراتية المغربية بكل الوسائل الشرعية المتاحة خاصة في ظل هذا الصمت المطبق الذي تمارسه المؤسسات الأممية ذات العلاقة إضافة إلى الدور القذر الذي يجعل من الجامعة العربية مرة أخرى شاهد زور على محاولة نظام متآمر إسقاط نظام اختار الثورة في وجه الطغيان و العمالة السعودية.
من الواضح أن حلف المقاومة و رفض الهيمنة الأمريكية الصهيونية قد كتب عليه دفع أثمان باهظة كثيرة ليتخلص من الضغوط و التأثيرات الصهيونية في المنطقة ، فالجمهورية الإسلامية لم يكن بمقدورها الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي في مجال النووي السلمي إلا بعد أن تلظت و صبرت على العقوبات الصهيونية الأمريكية الظالمة طيلة سنوات عديدة ، و النصر التاريخي لحزب الله لم يكن ممكنا لولا دفع الحزب فاتورة الدم و الصبر في وجه الغطرسة العسكرية الصهيونية المتحالفة مع الدول الخليجية العميلة و مع الخونة المتآمرين في تيار المستقبل و مع النظام المصري في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، و العراق لم يكن ليخرج من عنق الزجاجة إلا بعد أن دفعت المقاومة العراقية بالقوات الأمريكية إلى خارج المنطقة الخضراء و خارج العراق في وقت لاحق ، تبقى سوريا التي استطاعت بفضل صمودها التاريخي في وجه ائتلاف المرتزقة الإرهابيين السعوديين تغيير خارطة المنطقة بعد أن عادت روسيا لتقود الحرب على الإرهاب بصورة دفعت بالمتآمرين إلى الاختباء وراء ذقونهم المبللة بعرق الخزي و العار.
طبعا لن يهزم اليمن و لن يركع الشعب اليمنى حتى لو جاء المغرب العميل بكل جيوشه الفاقدة للعروبة و للشهامة و الإنسانية ، فالجيش المغربي يعد من أكثر الجيوش العربية تدنيا من كل النواحي و لولا محاولات اغتيال العاهل المغربي الحسن الثاني المعروفة على يد الجنرال اوفقير و الجنرال الدليمى لظن المتابعون للشأن المغربي أن هذا الجيش الذي طالما مثل الذراع الخشنة التي تضرب الشعب المغربي هو رديف للمنظومة الأمنية التي أفقدت المغاربة كل عزتهم و كل شرفهم في زنازين السجون المغربية ذائعة الصيت عالميا ، و لعل ” الملك المفترس” المغربي قد وجد الفرصة مناسبة هذه المرة للوقوف إلى جانب رديفه السعودي المجرم في عملية استهدافه للشعب اليمنى و كان القرار بإرسال “كمية” من خيرة القوات المغربية لمحاولة القضاء نهائيا على المقاومة اليمنية كل ذلك مقابل عمولة منتفخة تعود عليها البلاط من إسرائيل و من بعض الدول المتعاملة مع الصهيونية العالمية .
لم يكن القرار المغربي صعبا على هذا الملك العميل ، فإرسال الجنود لارتكاب المجازر في اليمن يراه ملك الندامة عملا يستحق التضحية بأبناء المغرب ، و الملك متعود على التضحية بالشرف المغربي سواء عند ممارسة مؤسسته الأمنية للتعذيب الذي تعدى كل الحدود الأخلاقية ضد المساجين و ترك لديهم حالة نفسية لن تنسى ، فحالات الاعتداء و الشذوذ هي ممارسة ممنهجة منذ عهد وزير الداخلية السىء الذكر السابق إدريس البصري إلى عهد الإخوان المتضلعين في كل الممارسات الوحشية التي نرى نزرا قليلا منها في سوريا و العراق على يد الجماعات التكفيرية المتشبعة بدروس الإخوان ، و الملك لا يرى مانعا إطلاقا من دوس الرعايا الأسبان لشرف أبناء المغرب في سابقة يندى لها الجبين جعلت الشعب المغربي يخرج عن طوعه في مظاهرات واجهها النظام بالحديد و النار ليفهم الجميع رسالة “مولانا” بأن الشرف المغربي قد خلق ليداس في كل الوضعيات و الأوقات .
لقد شككت كل وسائل الإعلام و خبراء الاستراتيجيات العسكرية في إمكانية انتصار عاصفة الحزم السعودية الصهيونية المغربية لكن من الواضح أن هناك أوامر صهيونية للقيادة السعودية بمواصلة استهداف العمود الفقري العسكري للحوثيين لدفع القيادات إلى الاستسلام و القبول بالوجود الصهيوني في عدة مراكز إستراتيجية مهمة في المحيط اليمنى ، أيضا تهدف الغارات الدموية المتواصلة إلى دفع الجانب الإيراني الذي يقف مع تطلعات الشعوب الحرة المظلومة في المنطقة العربية إلى تقديم بعض التنازلات في الملف البحريني و الملف السعودي بالذات و رفع الغطاء عن حماس و عن المهرولين للتطبيع و إمضاء التحالفات و الاتفاقات المختلفة مع العدو الصهيوني ، لذلك فهم المتابعون أن النظام السعودي الذي فشل في سوريا يريد استثمار عامل الوقت لصنع ” انتصار” في اليمن يقدمه للشعب السعودي المتعود على الفشل و الخيبات السعودية المتلاحقة في كل المجالات ، فهل يكون استدعاء ” الاحتياطي” المغربي هو الذي سيحقق الانتصار المنتظر و المشكوك فيه من جميع المتابعين الذين يرون أن إسرائيل قد استطاعت أن تجر مملكة المافيا مرة أخرى إلى مستنقع عميق يصعب الخروج منه دون دفع أثمان كثيرة
*نقلا عن بانوراما الشرق الاوسط