المنبر الاعلامي الحر

صنعاء تربك حسابات واشنطن وتل أبيب

صنعاء تربك حسابات واشنطن وتل أبيب

يمني برس/جميل القسم/

مثّل موقف اليمن وتحركه الشجاع المواكب لعملية طوفان الأقصى من خلال العمليات التي تنفذها القوات المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني، عامل إرباك للإدارة الامريكية وضاعف من تخبط قرارها السياسي وانحيازها الفج للجرائم الارهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة؛ كما كشف بجلاء حقيقة الموقف الامريكي في علاقته بالمنطقة العربية.
واتضح جليا هذا التخبط ومدى السقوط الفاضح لهذه الادارة الراعية لأكبر التنظيمات الارهابية في العالم، في استمرار فرض قراراتها الداعمة لمصالح العدو الصهيوني والتدخل لمنع وقف حرب الابادة التي يشنها منذ أكثر من 100 يوم لقتل وتشريد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي حين فشلت ادارة بايدن في إثناء اليمن عن موقفه في أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه ما يواجهه أبناء الشعب الفلسطيني في كافة جغرافيا الأراضي المحتلة، لجأت أمريكا للعديد من الخطوات التي يمكن وصفها بالحماقة والإفلاس السياسي، ومن ضمن هذه الخطوات التصعيد في البحر الأحمر وشن عدوان همجي غير مبرر على الشعب اليمني.
وفي خطوة تكشف مدى الورطة والمأزق في استحالة إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية، والمتمثلة بمنع مرور سفن الكيان الصهيوني والمتجهة إلى موانئه، اتجهت الإدارة الأمريكية إلى اعلان قرار مسيس بتصنيف أنصار الله جماعة ارهابية، في محاولة مكشوفة لحماية اسرائيل ومنحها الغطاء لاستكمال عدوانها الوحشي بحق الشعب الفلسطيني.
وإزاء هذه المستجدات، يرى مراقبون أن أمريكا تورطت في اليمن بما تتخذه من اجراءات تصعيدية وإنها ستعض أصابع الندم وتترحم على هزائمها في أفغانستان والعراق وفيتنام مقارنة بما قد تواجهه في اليمن الذي استطاع شعبه أن يحول تسع سنوات من العدوان الامريكي السعودي والحصار الجائر إلى عزة وكرامة وقوة.
الموقف اليمني أسقط كل الذرائع الواهية التي تعثرت أمريكا من خلالها في حشد أكبر عدد من دول العالم لدعم تحالف حماية سفن الاحتلال الصهيوني والاتجاه نحو عسكرة البحر الأحمر بمزاعم حماية أمن وسلامة الملاحة الدولية، والشاهد العيان على هذا الموقف عدم اعتراض اليمن أي سفن ماعدا السفن المتجهة نحو اسرائيل.
وفي وقت اعتادت امريكا أن تقاتل خصومها بأدواتها، وجدت نفسها يتيمة في المنطقة بعد أن سأم حلفائها الاملاءات ولم يعد بمقدورهم شن حرب أخرى على اليمن بعد فشل عدوانهم الذي استمر قرابة التسع سنوات، لدرجة أن تستغيث واشنطن بدويلات صغيرة كالبحرين وسيشل، لترى نفسها عاجزة عن خوض حربٍ فعلية ضد الشعب اليمني، وقريباً ستحمل عصاها وترحل من المنطقة، كما فعلت بريطانيا من قبل
إذ قوبلت المعادلة التي بنت عليها واشنطن حساباتها، بشأن ما يسمى الدفاع عن حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، برفض دول عربية بينها السعودية ومصر، الانضمام لمثل هذا التحالف، كموقف عده مراقبون للتعبير عن حالة من الوعي العربي بصوابية موقف اليمن بدأ يسود في أفق ضاغط على أمريكا، ولو في حده الأدنى، عساها أن تتراجع عن سياستها التي تستهدف حماية اسرائيل وتكريسها عروس الفتن بالمنطقة وبؤرة للصراع والفساد.
ونتيجة لانحسار موقفها وجدت أمريكا نفسها في الواجهة، فعمدت إلى التهويل الاعلامي حول قواتها العسكرية وإرسال بوارج ومدمرات حربية لشن ضربات على اليمن، وبدت في حالة ارتباك تجاه التحرك اليمني المشهود، لعلمها المؤكد بخطورة ما يترتب عليه خوض المعركة مع اليمن، خصوصا وأن هذا العدوان قوبل برد أكبر و لا يزال في تصاعد من قبل القوات البحرية اليمنية في استهداف السفن المتجهة نحو موانئ اسرائيل ومعها السفن الامريكية والبريطانية التي اعلنت الحكومة اليمنية انها اصبحت اهدافا مشروعة منذ بدء عدوان هذين البلدين على اليمن.
وردا على تهور العدو الامريكي البريطاني، عقب استهدافه دوريات البحرية اليمنية وشن غارات على عدة محافظات، التحمت الساحات اليمنية بالتفاف شعبي وجماهيري كبير وخروج استثنائي لمسيرات مليونية غير مسبوقة، للتأكيد على جاهزية المشاركة في المعركة وتوجيه رسالة بأن اليمن وشعبه غير آبه بالتهديدات ولا بالعدوان، وأنهم ماضون لمواجهة النفوذ الامريكي وكسر هيبته في المنطقة.
ردود الفعل المنددة بالعدوان على اليمن، لم تقتصر على الشأن الداخلي، بل على المستوى الإقليمي والدولي، الذي حذر من مآلات الحرب في اليمن واتساع دائرة الصراع في المنطقة، وأمام خيار الحرب والتهرب من معطيات المواجهة، اتجه القرار الأمريكي الى فخ جديد بإعلان أنصار الله جماعة ارهابية، ليتحول السخط نحو واشنطن التي يقف خلفها اللوبي الصهيوني وانكشاف قناع الراعي الأول للإرهاب في العالم.
وحسب متابعين، نجح اللوبي الصهيوني الذي يتغلغل في كبريات المؤسسات الأمريكية في جعل ادارة بايدن، إدارة أمنية لحماية اسرائيل من التهديدات التي تواجهها جراء جرائمها بحق الفلسطينيين، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وانحسار شعبية بايدن الذي يواجه انتقادات واسعة بسبب قراراته التي أثبت أن أمريكا كيان هش، لا قوة لها ولا قيمة بلا أدواتها الرخيصة في المنطقة.

وسخرت عدة تنظيمات محلية وخارجية من تصنيف الإدارة الأمريكية، واللجوء إلى مثل هذه الإجراءات التي ثبت فشلها مراراً وتكراراً، وبأنها تمارس الهيمنة والتسلط على الشعوب وتمارس الإرهاب الحقيقي لإخضاعها، وتنصب نفسها في موقف تصنيف باقي الشعوب وفقاً لمصالحها.

واعتبرت تصنيف أمريكا لحركة أنصار الله على قوائم الإرهاب، وسام شرف لها، ودليل آخر على أنها تسير في الطريق الصحيح وتعبر عن الإرادة الحقيقية للأمة، مؤكدة أن هذا التصنيف ليس غريباً عن أمريكا التي تتزعم الظلم والإرهاب في العالم.
الردود المناهضة للسياسة الأمريكية الرعناء، أشارت إلى أن السلوك الأمريكي تجاه اليمن لم يتغير، وما يعيشه اليمن للعام التاسع على التوالي من عدوان وحصار إلا امتدادا للسياسة الأمريكية تجاه اليمن ومواقفه المبدئية الرامية إلى مناهضة المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
واعتبرت هذا التصنيف، أنه يمثل التخبط والاستمرار للسياسة الأمريكية الداعمة للإرهاب الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومحاولة بائسة لثني اليمن عن أداء واجبه وموقفه الانساني المشرف تجاه ما يواجهه أبناء الشعب الفلسطيني من حرب ابادة سقط على إثرها أكثر من 25 ألف شهيد و63 ألف جريح جلهم أطفال ونساء منذ السابع من أكتوبر الماضي.
كما اعتبرت التصنيف الامريكي لجماعة انصار الله على قوائم الإرهاب سقوط فاضح لإدارة واشنطن للإرهاب العالمي ، منوهة بأن الموقف الشجاع الذي اتخذته اليمن بمنع السفن الصهيونية من المرور في البحر الأحمر هو قرار شعبي أجمع عليه كل احرار اليمن وليس مكون انصار الله فقط.
وأكدت أن الإرهاب الامريكي المتفشي في المنطقة هو من يجب ان يُصنّف ويدان ويحاكم، داعية أحرار العالم العربي والإسلامي بكسر حاجز الخوف والانضمام الى موقف اليمن الإسلامي والأخلاقي الداعم لخيار المقاومة الفلسطينية وردع العدو الصهيوني الذي يرتكب ابشع جرائم القتل الجماعي في قطاع غزة.
ولفتت الى أن السياسات الأمريكية لن تردع حركة الشعوب الحرة من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مبينة أن هذا التصنيف اللا أخلاقي والمسيس يثبت من جديد تماهي إدارة الرئيس بايدن مع الأجندة الصهيونية الاحتلالية التوسعية في فلسطين والمنطقة.
حالة الارتباك الاستراتيجي تجاه إشعال أمريكا وبريطانيا وإسرائيل فتيل المعركة المباشرة وتوسيع نطاقها ، أشار إليها قائد الثورة في خطابه الخميس الماضي، في معرض حديثه عن الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن، والتصنيف الأمريكي والذي وصفه بالمضحك.
معطيات الخطاب تركزت في جوهر ومضمون الرسالة التي أكد عليها قائد الثورة بشموخ ويقين ايماني، بأن هذا التصنيف والضربات لن يؤثر على موقفنا المتمثل في الوقوف مع أهلنا في غزة وفلسطين، وشدد في نفس الوقت أن على اليمن التزامات تجاه نصرة القضية الفلسطينية مقابل ما تقوم به أمريكا من التزامات لدعم الكيان الصهيوني.
وتجلت دلالات الموقف والرسالة في الرؤى والحقائق التي قدمها في فضح حقيقة أمريكا، وتاريخها الأسود المليء بالإرهاب والقتل والتدمير والدماء والإجرام، مشددا أن الشعب اليمني بات أكثر إصراراً على مواصلة دربه الجهادي، لدعم غزة وفلسطين، بكل ما لديه من وسائل وأسلحة، وبكل ما أعطاه الله من عزيمة وإرادة وقوة وبأس شديد.

وأمام صوابية وجدية وصلابة موقف اليمن التاريخي وحكمة وشجاعة قيادته في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، تجلت كل خيارات الولايات المتحدة في حربها على اليمن وأهدافها المكشوفة، وباتت هيبتها في المنطقة والعالم على المحك، ما ينذر باضمحلال مصالحها في الجزيرة العربية، وزوال وجودها العسكري إلى الأبد.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com