عهد الوفاء ما تغير… مسيرة مليونية في صنعاء
عهد الوفاء ما تغير… مسيرة مليونية في صنعاء
يمني برس/
على العهدِ والوفاء، حضر شعبُ الإيمان والحكمة والوفاء، في طوفانٍ بشري هو السادس عشر من نوعه، تحت زئيرِ الملحمة الشعرية الشهيرة التي استندت عليها نضالاتُ الأبطال وملاحمُ المجاهدين العظماء وزاد من زخمها اختتامُ قائد الثورة خطابه بها، أمس الأول، ليخرُجَ الشعب هاتفاً “الوفاء ما تغيّر عهد الأحرار باقي ** يا رعى الله نفس تعيش في العمر حُرة”، وذلك في مسيرة مليونية حاشدة في العاصمة صنعاء تحت شعار “مع غزة ملتزمون حتى النصر”.
وفي المسيرة التي احتضنها ميدانُ السبعين وتأتي تأكيداً على موقف الشعب اليمني المناصر والمساند للشعب والمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، كان زئيرُ المنشد الثائر عيسى الليث مخيِّماً على المشهد، ومُضيفاً للوحة البشرية اليمنية حضورًا وزخمًا منقطع النظير، فيما جدّد الأحرار التأكيد على استمرار النفير العام ورفع الجاهزية؛ استعداداً لخوض المعركة المقدسة ضد العدوّ الصهيوني الأمريكي؛ نصرةً للأشقاء في فلسطين؛ باعتبار ذلك جهاداً في سبيل الله.
لوحةٌ بشريةٌ ممزوجةٌ بزئير العهد بالوفاء:
ووسط تعالي الأصوات والهُتافات على العهد والوفاء، واكتظاظ الميدان بالحشود اليمانية المقدسية، مَلَأَ العَلَمُ الفلسطيني ورايات الشعار كُـلّ أرجاء ميدان السبعين الذي ما يزال يرسخ حضور السابع من أُكتوبر في وجدان كُـلّ اليمنيين.
وحمل المشاركون اللافتات المؤكّـدة على أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأُمُّ الإرهاب.
وجدّد الشعب اليمني التفويضَ المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي؛ للاستمرار في ردع العدوان الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني الغاصب؛ انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني.
وتعالت أصوات زئير أسود اليمن بهتافات الحرية وشعارات منها “يا غزة يا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، و”يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”، و”الجهاد الجهاد.. كُـلّ الشعب على استعداد”، “من قتل الأطفال ودمّـر.. أمريكا الشيطان الأكبر”، “من للبحر الأحمر عسكر.. أمريكا الشيطان الأكبر”، “من في الأرض بغى وتجبر.. أمريكا الشيطان الأكبر”.
تأكيدُ المؤكَّـد وترسيخُ الثابت:
وجدّدت الحشود التأكيد على أن التصعيد الأمريكي والبريطاني لن يثني الشعب اليمني عن القيام بواجبه تجاه الأشقاء في فلسطين حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، معلنةً الاستمرار في التحشيد والالتحاق بالدورات العسكرية لرفع الجاهزية لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” دعماً ونصرةً للأشقاء في فلسطين، مهما صعَّدت أمريكا من عدوانها أَو إطلاق تصنيفاتها التي لا قيمةَ لها في قاموس الشعب اليمني، بل يعتبرها وسامَ شرف وشهادة من العدوّ على أن هذا الشعب هو من يرهب أمريكا وأدواتها الإجرامية.
وأكّـد أحرارُ اليمن الاستمرارَ في الخروج المليوني في مختلف الساحات في إطار الموقف الشامل لليمن قيادةً وشعباً وجيشاً، كأقل واجب تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وحصار لم يسبق له مثيل، في ظل تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية إزاء هذه المظلومية.
كما أكّـد المشاركون الاستمرار في المسيرات والمظاهرات طالما استمر العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وندّدت الحشودُ باستهداف أمريكا لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة وتعليق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، داعين الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بمسؤولياتها في ظل تخاذل الأنظمة العملية والمطبعة، في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء العدوان والحصار.
البيانُ يجسِّدُ صدقَ الموقف والإيمان:
إلى ذلك أكّـد بيان المسيرة المليونية استمرار الشعب اليمني في الأنشطة والإعداد القتالي لخوض المعركة المقدسة؛ نصرةً للأقصى وفلسطين.
وقال أحرار الشعب اليمني في مسيرتهم: “نؤكّـد كشعبٍ يمني أن مسيراتِنا ومظاهراتِنا وفعالياتنا وأنشطتنا المتنوعة نصرةً لإخواننا في فلسطين مُستمرّةٌ دون توقف ولا كلل ولا ملل، ونعتبر ذلك جهاداً في سبيل الله وموقفاً نبتغي فيه رضوانَ الله ونصرةَ المستضعفين من عباده واستجابةً لله ودعوة السيد القائد”.
وبارك البيان العمليات البطولية الجهادية في فلسطين ولبنان والعراق واستمرار قصف الأهداف الصهيونية في فلسطين المحتلّة وفي مقدمتها “تل أبيب” بالصواريخ الفلسطينية التي أثبتت فشل العدوّ وانهزامه أمام المجاهدين في فلسطين.
كما بارك العملياتِ العسكريةَ للقوات المسلحة اليمنية في البحرَين الأحمر والعربي في استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية؛ حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن إخواننا في فلسطين.
وشدّد البيان على أن “عمليات القوات المسلحة تمثل الموقف الثابتَ والمبدئي وتأتي تنفيذاً للالتزام الديني والأخلاقي والإنساني الذي يتطلع إليه كُـلّ أبناء الشعب اليمني المجاهد”، مجدّدًا التأكيد على “تلبية الشعب لدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في التحشيد والتعبئة والتأهيل وتخريج الدفعات المتتالية من المقاتلين وإعداد العدة، النفسية والبدنية والعسكرية، للدخول في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وأدان البيان الموقف الأمريكي الذي يستهدف منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وتعليق المساعدات الإنسانية البسيطة التي تقدمها للشعب الفلسطيني، وممارسة أمريكا الضغط على الدول المانحة لإيقاف مساعداتها، كما ندّد بالموقف المخزي للأمم المتحدة لمنظمة تعمل تحت حمايتها ومنظومتها.
وجدّد الدعوة للشعوبِ العربية والإسلامية أن يكون لهم موقفٌ عمليٌّ مشرِّفٌ وأن يضغطوا على الحكام للتحَرّك وكسر حالة الجمود، لا سيَّما الشعوب التي تعيش تحت جثوم تلك الأنظمة العميلة التي تعمل على دعم وإسناد العدوّ الصهيوني وفتح أراضيهم وتشغيل موانئهم وممراتهم للبضائع المتجهة للعدو.
واعتبر البيانُ أن “تلك المواقفَ تمثل وصمة عار في جبين المتخاذلين والمتواطئين والمتفرجين”، فيما جدّد البيان الدعوة لشعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية وكلّ أحرار العالم لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة لهم؛ وذلك لما للمقاطعة الاقتصادية من أثر كبير يوجع العدوّ ورعاته.