جرائم العدوان الأمريكي السعودي في مثل هذا اليوم
جرائم العدوان الأمريكي السعودي في مثل هذا اليوم
يمني برس- جرائم العدوان
يتعاظم وجعُ اليمنيون من يوم إلى آخر، جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي، غير أن بعض الأوجاع لا تندمل، ومنها ما حدث لضحايا منطقة عطان بصنعاء في البدايات الأولى للعدوان سنة 2015.
لقد قصفت طائرات العدوان هذه المنطقة بسلاح جديد.. إنها قنبلة فراغية، من قنابل الدمار الشامل.
شاهد اليمنيون في 20 أبريل 2015م لحظة الانفجار عبر شاشات التلفزة، والبعض الآخر شاهدها بالعين المُجَـرّدة، نيران كثيفة تصاعدت عمودياً نحو السماء على شكل الشجرة، وكأنه بركان بدأ للتو في الانفجار، وقد ارتفع الدخان إلى مسافة عالية تقدر بكيلو متر تقريبًا، وغبار كثيف ملأ أرجاء حي عطان.
الصخور من جبل عطان تطايرت، ووصلت إلى مسافات كبيرة، وأصابت عدداً من المواطنين، وحطّمت عدداً من السيارات، أما منازل المواطنين المجاورة للجبل، فقد تحولت إلى أطلال، وأجسادهم تحولت إلى أشلاء متفحمة، أما من بقي على قيد الحياة فقد هرب من منزله، ومن مقر عمله، بشكل هستيري لا يدري إلى أين؟ إنه مشهد مصغر ليوم الحشر.
الأطفال كانوا يصرخون بأصوات مرتفعة.
النساء كن يردّدن عبارات ممزوجة بالبكاء: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وحركة مخيفة وازدحام في معظم الشوارع، وهلع كبير في أرجاء العاصمة.
الخونة في فنادق الرياض كانوا الأكثر ابتهاجاً وفرحة بما حدث! ولقد نزفت صنعاء في ذلك اليوم كَثيراً.. لقد نزفت دماً ودمعاً.
عدد الشهداء في هذه الجريمة وصل إلى أكثر من 120 مدنياً، أما عدد الجرحى فقد بلغ 767مواطناً.. إنها الكارثة، إنها المصيبة، إنها الفاجعة.
في ذلك اليوم، أطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة للمواطنين للتوجّـه نحو جميع المستشفيات للتبرع بالدم، أما المستشفيات فقد أعلنت حالة الطوارئ القصوى، واستدعت جميع كوادرها من الأطباء والاستشاريين.
في ذلك اليوم كانت أسرة شجاع الدين من ضمن مئات الأسر المكلومة، وكان لها نصيبٌ من الاستهداف ونصيبٌ من المعاناة والآلام.
ويقول صلاح شجاع الدين: إنه فقد أخته لينا عبد الرحمن قاسم شجاع الدين وزوجها عبد المؤمن عبد الوهَّـاب شجاع الدين وطفليهما ليث عبد المؤمن شجاع الدين “خمس سنوات”، أثناء هذه الجريمة المتوحشة، وإن الله عز وجل قد كتب للطفلة “ليال عبد المؤمن شجاع الدين” 12 سنة النجاة في ذلك اليوم، والتي راح ضحيتها الكثير من المدنيين.
كان يوم 20 أبريل نيسان 2015م، بمثابة يوم القيامة لسكان فج عطان بالعاصمة صنعاء، فقد فجع المواطنون من هول الانفجار، الذي كان “بقنبلة فراغية”، وقيل “هدروجينية”، تسببت بأكبر جريمة إبادة جماعية، وواحدة من أكبر المذابح الأمريكية، التي ليس لها مثيلاً بحق الشعب اليمني، في القرن الحادي والعشرين.
مشاهد أهوال القيامة لجموع الجثث والأشلاء المتطايرة والمتناثرة والدمار والجرحى والنزوح الجماعي إلى المجهول، وأعمدة الغبار، وسحب الدخان المتصاعد، والهزة الكبرى التي وصلت كل بيت في العاصمة ومحيطها.
من بقي من هذه الأسرة، أو تلك على قيد الحياة تحول إلى مسعف لأهله، أو لجاره، أو لمن يراهم في الشوارع والأحياء المجاورة له ، فهذا يفر، وذاك يصرخ، وهذا حولت قنبلة العدوان جسده إلى أشلاء مبعثرة، وأوصال متطايرة في الهواء، كما كشفت المشاهد هول الفاجعة وحجم المصيبة ، التي أفقدت الأحياء صوابهم ، فكانت الجموع تهرع، وتفر، كيوم المحشر بأدق تفاصيله.
الأمهات والأطفال والأباء، وجموع الأهالي يصرخون من يسعفهم، لتمتلأ مستشفيات العاصمة صنعاء بالضحايا والجرحى، و بعد ساعات تطلق نداءات استغاثة، وحاجتها لكوادر طبية، وأدوات ومستلزمات جراحية واسعافات أولية ومتطلبات العناية المركزة.
مصادر رسمية قالت عن قنبلة عطان، التي سمع انفجارها جميع سكان صنعاء وشاهد وتضرر منها الآلاف : ” إنه لا يستبعد أن سلاحاً نوعياً محرماً تم تجربته من قبل العدوان السعودي الأمريكي على اليمنيين”، داعيةً لتحقيق وملاحقة دولية للمجرمين”.
أطباء مختصون أكدوا من خلال حالات الجرحى المسعفين إليهم أن الحالات تكشف عن استخدام العدوان لسموم فتاكة تؤدي إلى الاختناق، و تظهر أثرها في صدورهم.
في هذا اليوم المشؤوم، وفي الذاكرة اليمنية، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، مجزرة وحشية، يندى لها جبين الإنسانية ، بقنبلة مجهولة تم القاؤها على منطقة فج عطان، وتجربتها على حساب حياة 120 مواطناً استشهدوا، و767 جريحاً ، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ودمار هائل طال ثلث مساحة العاصمة صنعاء، وخسائر بالمليارات، وموجه هلع وخوف تسببت بأكبر موجه نزوح شهدتها العاصمة صنعاء.
أراد العدوان من خلال هذه الجريمة الشنعاء إجبار الشعب اليمني نحو اللجوء والنزوح والاستسلام، ليتمكن من تنفيذ خططه العسكرية في احتلال اليمن وعاصمته صنعاء، ان استطاع لذلك سبيلاً، لكن مخططه هذا باء بالفشل في ظل صمود أسطوري سجله اليمنيون على مدى 9 سنوات مضت.
واصل طيران العدوان الأمريكي السعودي في اليوم ذاته من العام 2015 م، استهداف عدد من المنشآت الحيوية بالعاصمة صنعاء.
وأظهرت المشاهد غارت العدوان وهي تدمر وتحرق طائرة شركة السعيدة التابعة للخطوط الجوية اليمنية ، وعدد من الطائرات ، وقصف مكثف للمدرج.
وكشفت غارات العدوان على مطار صنعاء الدولي مساعيه الاجرامية في فرض الحصار الجوي، وقتل الشعب اليمني بشكل جماعي ، وحرمانه من حق الحصول على الرعاية الصحية في الخارج، بعد أن صب جام حقده وأفتك أسلحته المحرمة عليهم في فج عطان وعدد من المحافظات اليمنية، التي تسببت بمئات الشهداء والجرحى في وقت واحد ، أمام عجز البنية الصحية اليمنية عن تقديم الاسعافات الأولية، واصدارها لنداءات الاستغاثة عبر الصليب الأحمر الدولي.
وبالتزامن مع جرائم العدوان في صعدة وأمانة العاصمة كانت طائرات العدو تقصف في اليوم ذاته منزل الشيخ محسن أبو نشطان بمديرة أرحب بصنعاء، حيث تسببت هذه الغارات في إلحاق أضرار في المنازل المجاورة ، وخلق حالة من الخوف والفزع بين نفوس المواطنين.
وقال أحد شهود العيان عن هذا القصف : “العدوان يستهدف المدنيين ، وهذا لن يثنينا عن الذود عن بلدنا والتحرك للجهاد في سبيل الله”.
20 أبريل 2015.. 14شهيداً في قصف منزلين بصعدة
في عشية اليوم ذاته من العام 2015م، بدأ أبناء منطقة آل حباجر بمديرية سحار بمحافظة صعدة، يخلدون إلى النوم، فيما طيران العدوان يرصد الوقت المناسب للانقضاض على أرواح الأطفال والنساء.
بدأ النوم يتسلل إلى المدنيين تحت أسقف منازلهم، وبدأ الطيار يفرغ حمولته الصاروخية القاتلة بغارته الوحشية على منزل أحد المواطنين، مخلفاً 6 شهداء و2 جرحى من أسرة واحدة ، بينهم 3 أطفال و3 نساء، في مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية يندى لها الجبين، ويحول تلك الليلة إلى مأتم كبير، عمق الحزن في نفوس وقلوب آل حباجر، ومعهم قلوب كل أبناء اليمن المكلوم.
وأسفرت غارت العدوان السعودي الأمريكي عن إبادة أسرة لم يتبقَ منها سوى ربتها العجوز أثناء تناول وجبة العشاء، وتدمير منزلها ونفوق مواشيها، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، وخلق حالة من الخوف والهلع في الأطفال والنساء، أحدثت استنكاراً واسعاً في صفوف المواطنين، ودفعتهم إلى الاستعداد والجهوزية لخوض المواجهة المستمرة منذ 9أعوم.
وفي اليوم ذاته، واصل طيران العدوان جرائمه الوحشية بحق أبناء محافظة صعدة، مستهدفاً منزلاً آخر في منطقة جبل الأزد بمديرية رازح على رؤوس ساكنيه.
وأسفرت غارت العدوان في جبل الأزد عن مجزرة وحشية بحق 8 شهداء وعدد من الجرحى من أسرة واحدة، في جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
وبعد لحظات فارقة من الجريمة الرابعة خلال يوم واحد من العام ذاته انتقل طيران العدوان السعودي للتحليق فوق سماء منطقة مران بمديرية حيدان، مستهدفاً منازل المواطنين.
وأدت غارات العدوان في منطقة مران إلى عدد من الجرحى ، وحالة من الخوف والهلع في نفوس الأطفال والنساء المضرجين بالدماء، في استهداف ممنهج للطفولة في اليمن، وتضرر عدد من الممتلكات الخاصة.
20 أبريل 2018.. عشرون شهيداً وجريحاً في غارة على سيارة مواطن بتعز
في يوم 20 أبريل من 2018م، وفي العام الرابع من عمر العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، استهدف طيران العدو سيارة مواطن تقل ركاباً من الأهالي في منطقة العريش بمديرة موزع بمحافظة تعز.
وفيما كان الركاب على السيارة متجهين صوب هدفهم كانت طائرة العدوان السعودي الأمريكي ترصدهم بدقة، كهدف مدني من الطراز الأول، على خارطة أهدافها العسكرية في قتل الشعب اليمني.
وأسفرت غارات العدوان على السيارة عن 20 شهيداً وجريح واحد هو من بقي على قيد الحياة من كامل الحمولة البشرية، والمجزرة الجماعية، التي مزقت الأشلاء، وسفكت الدماء، وأزهقت الأرواح البريئة على قارعة الطريق العام، في مشهد إجرامي متوحش، شوهد فيه تفحم الأجساد، وتمزقها، وتطاير الأشلاء هنا وهناك، واستمرار حريق ما بقي من هيكل المركبة المشتعلة بمن فوقها.
وتظهر جريمة العدوان جثثاً ممزقة وأهالي يبحثون عن اخوانهم وآبائهم في مشهد بكائي حزين يعمق المأساة، ويبعث عن مدى الاستهتار السعودي الأمريكي بحياة الشعب اليمني، وكافة القوانين والتشريعات السماوية والدولية المجرمة لاستهداف المدنيين، ومعها جبن وتواطئ المجتمع الدولي، وما يسمى بحقوق الإنسان والمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة، المتاجرة بمعاناة الشعب اليمني وجرائم الإبادة الجماعية بحق سكانه.