19 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. شهداء وجرحى في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
19 أُكتوبر خلال 9 أعوام.. شهداء وجرحى في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
يمني برس | تقارير
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 19 أُكتوبر تشرين الأول، خلال عامي 2015م، و2016م، ارتكابَ جرائم الحرب والمجازر المروعة، والتمدير الممنهج، بغارات وحشية استهدفت منازل المواطنين والأحياء السكنية، وقوارب الصيد، والمصانع، في محافظات الحديدة وتعز وعمران.
أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير للممتلكات، وقطع أرزاق عشرات الأسر، من العمال والصيادين، وتدمير البنية التحتية، في حرب مفتوحة تستهدف الاقتصاد اليمني، وما بقي منه، وتشريد عشرات العوائل من منازلها، ومضاعفة المعاناة، في ظل قساوة الظروف المعيشية الصعبة جراء العدوان والحصار، أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنًا.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
19 أُكتوبر 2015.. 5 شهداء في جريمة حرب لغارات العدوان على مدينة المخاء السكنية بتعز:
في مثل هذا اليوم 19 أُكتوبر من العام 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب ومجزرة إبادة جماعية، بغاراته على مدينة سكنية بمدينة المخاء في محافظة الحديدة، أسفرت عن 5 شهداء، وتدمير عدد من المباني، وأَضَرار واسعة في المنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح والتشرد.
غارات العدوان حولت مدينة المخاء الساحلية في محافظة تعز إلى ساحة حرب مفتوحة، مرتكبة جريمة حرب جديدة أضيفت إلى سجل جرائمه الملطخة بدماء الأبرياء، بغارات وحشية سفكت الدماء وأزهقت الأرواح، وحولت منازل آمنة إلى أكوام من الأنقاض، فيما نزح العشرات من السكان خوفًا على أرواحهم.
فوق أنقاض بيوتهم المدمّـرة، يحكي الناجون قصة مأساة هزت المدينة، يتذكر أحد الشهود كيف تحولت لحظات من الهدوء إلى صراخ وعويل عندما استهدف الطيران العدواني المدينة بغارة عنيفة في الساعة الثانية ظهرًا، يقول بصوت حزين: “لم نكن نتوقع أن نستهدف في منازلنا، سقط خمسة شهداء، ودمّـرت منازلنا تمامًا”.
ويضيف شاهد آخر: “لم يكتفوا بغارة واحدة، بل عادوا ليلًا واستهدفوا فندقًا، ثم عادوا مرة أُخرى في الصباح ودمّـروا منزلًا آخر، لم يتركوا لنا شيئًا”.
تتجول في أرجاء المدينة المدمّـرة، ترى منازل كانت هنا حولتها الغارات إلى كومة ركام، وحطامًا متناثرًا، وشوارع خالية سوى من آثار الدمار، الأطفال يلعبون بين الأنقاض، يحاولون استيعاب ما حدث، والنساء يجلسن حزينات يتذكرن أيامهن السعيدة في بيوتهن التي تحولت إلى ذكرى مؤلمة، وبعضهن ينهضن ليجمعن ما بقي من الأثاث والملابس المقطعة وأدوات المطبخ المعدنية وإن تغير شكلها علها تفيد في مرحلة النزوح.
لم تتسبب هذه الجريمة في دمار الممتلكات فحسب، بل تركت آثارًا نفسية عميقة على السكان، ويعيش الناجون حالة من الخوف والرعب والمعاناة المُستمرّ، ففي أية لحظة قد تتكرّر المأساة، كما أنهم يعانون من نقص في المواد الغذائية والمياه النظيفة، وتشرد العشرات من منازلهم.
تظل مدينة المخاء شاهدة على جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وتبقى صور الدمار والخراب محفورة في ذاكرة اليمنين، فهل سيتحَرّك العالم لإنقاذ المدنيين الأبرياء من هذا العدوان والحصار المتواصل منذ 9 أعوام؟
19 أُكتوبر 2015 و2016.. شهداءُ وجرحى في غارات العدوان على مصنع إسمنت عمران وكسارات جبل مرحة:
في مثل هذا اليوم 19 أُكتوبر تشرين الثاني من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي مصنع إسمنت عمران، بعدد من الغارات أسفرت عن تدمير منشآته وملحقاته وإخراجه عن الخدمة، وفي العام 2016م عاود العدوان باستهدافه للمرة الثانية وكسارات جبل مرحة؛ ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين، وتدمّـرت مباني المصنع ومعدات الكسارات ومنازل وممتلكات المواطنين المجاورة.
يقول أحد الأهالي: “منازلنا وقلاباتنا وسياراتنا تدمّـرت، وأطفالنا وأهلنا مرعوبون، واليوم بتنا مشردين نازحين، رغم حقنا، أين نسير، نستأجر وبيتونا مدمّـرة، هذا عدوان غاشم، ولن يمر دون حساب، وبيننا وبينه الجبهات”.
أحد عمال المصنع يقول: “استشهد وجرح عدد من الزملاء ونجونا بأعجوبة والحمد لله، وتدمّـر المصنع، ومن اليوم توقف عملنا، كيف نعود إلى أسرنا ولم نستلم راتب آخر الشهر، نعيلهم به، نحن نعاني من قبل استهداف المصنع نتيجة غلاء المعيشة والحصار، فكيف سيكون وضعنا بعد ذلك، هذا عدوان لا يفرق بين مدني وعسكري، بل يتعمد ضرب المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية، في حرب مفتوحة على الاقتصاد اليمني”.
19 أُكتوبر 2016.. صيادو الحديدة بين نار وماء.. العدوان يغرق أحلامهم:
في يوم جديد من أَيَّـام الحزن والدمار، 19 أُكتوبر 2016م ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة جديدة بحق أبناء الشعب اليمني، هذه المرة استهدف صيادي الحديدة في لقمة عيشهم، بغارات وحشية على قوارب الصيادين وهناجر الأسماك في منطقة الصليف وجزيرة كمران، مُسفرًا عن عدد من الشهداء والجرحى، وتدمير مصادر رزق العشرات من الأسر، مُضيفًا إلى معاناة الشعب اليمني جرحًا جديدًا.
بأصوات خافتة، وحناجر تملؤها الغصة، يروي أحد الصيادين الذين شهدوا الجريمة: “كنا نعمل كالعادة، نحاول أن نوفر لقمة العيش لأسرنا، فإذا بطائرات العدوان تغتال أحلامنا وتدمّـر قواربنا، وتقتل زملاءنا، لم نستطع فعل أي شيء سوى الفرار والاختباء، ومن نجا منا، بات ينضر إلى البحر كمقبرة، والحياة عرض البحر مستحيلة، في ظل استمرار الاستهداف للصيادين وقوارب الصيد، وعندما عدنا وجدنا كُـلّ شيء مدمّـرًا، لا قوارب سليمة ولا هناجر”.
وتضيف زوجة أحد الشهداء: “لم أصدق الخبر عندما سمعت أن زوجي قد استشهد، حياتنا كانت بسيطة، لكنها كانت مستقرة، والآن أصبح أطفالي بلا أب وبلا معيل”.
تتجول في ميناء الصليف، ترى قوارب الصيد محطمة، وهناجر الأسماك متفحمة، والصيادون يجلسون حزينين ينظرون إلى بقايا مصادر رزقهم، وأشلاء وجثث زملائهم، وجراحاتهم ومعاناتهم فوق أسرة المستشفيات، وبكاء أطفالهم ونحيب نسائهم، المشهد مؤلم، يبعث على الحزن والأسى، ويجسد حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني.
لم تتسبب هذه الجريمة في إهلاك الحرث والنسل، ودمار الممتلكات فحسب، بل تركت آثارًا نفسية عميقة على بقية الصيادين وعائلاتهم، الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، وأصبحوا يعانون من الفقر والبطالة، كما أنهم يعيشون في حالة من الخوف المُستمرّ من تكرار هذه الجرائم.
يوجه الصيادون وعائلات الشهداء نداءً عاجلًا إلى العالم أجمع، مطالبين بوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، وتقديم مجرمي الحرب إلى العدالة، وإغاثة المتضررين من هذه الجرائم البشعة.
وتظل جريمة استهداف صيَّادي الحديدة شاهدةً على وحشية العدوان، وتكشف حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب اليمني، فهل حان الوقت ليتحَرّك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لوقف العدوان على اليمن، ومنع التدخل في شؤونه الداخلية، وهل حان للشعب اليمني أن يتنفَّسَ الصعداء؟
جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم جزء من الجرائم التي تم توثيقها، وصورة مصغرة تعكس مستوى التوحش والإجرام، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية المتواصلة بحقه خلال 9 أعوام، تتطلب تحَرّكات فورية لمحاكم الجنايات الدولية والعدل الدولية لتحقيق فيها، وملاحقة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءَهم الرادع.