السنوار وعصاه السحرية
بشرى المؤيد
عاش السنوار مجاهدا مقاتلا محاربا كأسد ضرغام أرعب الأعداء ورفض أن تكون بلاده محتلّة من قبل الكيان الإجرامي الذي أصبح القتل عنده عادة. قضى عشرين عامًا قابعًا في سجونهم وبرغم ذلك تعلم وواصل دراسته وأخذ درجته العلمية وخرج من السجن بنفسية المؤمن المحتسب الذي يملأ صدره عنفوان وشجاعة وَإقدام.
حين نرى خطى السنوار الثابتة وقامته المرتكزة مرفوع الرأس تملأه الحيوية والنشاط نجد أن هذا الشخص كان مهابا من قبل أعدائه يخافونه ويعملون لكل خطوة من خطواته ألف حساب. فبعد خروجه من السجن واستشهاد القائد/ إسماعيل هنيه رحمة الله تغشاه ترأس بدله ومسك رئاسة الحزب. فأصبح هو العقل المدبر والمخطّط والمهندس لعملية ٧ أُكتوبر الذي كان يومًا من أَيَّـام الله عرف العالم أجمع وشاهد مدى هشاشة “الجيش الذي لا يقهر” هكذا كما يسمون أنفسهم فكان انتصارا عظيما لم يعهده الفلسطينيون منذ مدة طويلة من تاريخ احتلالهم.
وحين قدر الله وأختار السنوار شهيدا قدم لنا نموذجا عاليًا في الجسارة والبسالة والإقدام في الجهاد ووضح جليًّا في أذهان العالم أجمع أن هذا القائد قاوم وَقاتل حتى آخر لحظة من استشهاده. كان منظرا تقشعر له الأبدان أراد الأعداء بتصويرهم بطائرتهم المسيرة وبثها أن يكسروا معنويات المقاومين والناس الذين يلتفون حول المقاومة بأنه أنظروا إلى قائدكم ها نحن قتلناه وأصبحتم بلا قائد لكن شاء الله أن يكون المشهد عكس ما بثوا وخططوا.
كان المشهد مغايرا لما رسموا. هل لاحظتم عند دخول المسيرة كانت تقترب ببطء وحذر ولا حظنا كيف كان السنوار ملثمًا بكوفيته (صمادته) يرمقها بعينيه الشُّجاعتين وهو جالس فوق الكرسي كفارس شجاع فوق جواده رغم الجراح المثخنة وَالعميقة التي أُصيب بها وحين اقتربت رماها بعصاه السحرية كأنها “عصا موسى” تلقف ما يأفكون فبعصاه جعلتها تخاف وتهرب وتتنحى جانبا حين رماها. فكأنها كانت سهما من سهام الله لها
▪︎ خافت من عصاه.
▪︎ خافت من رميته.
▪︎ خافت وتنحت وانقطع البث فكانت تلك العصا عصا الإيمان، عصا الثبات، عصا العزيمة والإصرار على القتال حتى آخر لحظة، عصا العنفوان والشجاعة والإقدام وألّا يموت الإنسان مستسلما لأعدائه بل مدافعا عن وطنه حتى لو كان بعصا؛
وكأن السنوار وجّه رسالة للناس أجمعين شاء الله أن يراها الناس كافة في العالم أجمع من طائرة مسيرة أعدائه كأنه يقول “قاوموا الأعداء ولا تستسلموا وواصلوا حتى النصر”.
فكان هذا المشهد مصدر فخر واعتزاز وَشموخ وشرف بأن هذا القائد قاوم حتى بعصاه. فالقادة يستشهدون وهم أبطال مدافعون عن بلدانهم بكل السبل المتاحة لهم فالدفاع عن الوطن واجب مقدس لكل من يستشعر الحرية والاستقلال والكرامة.
رحمة الله تغشاك وتغشى جميع المجاهدين المقاومين.