المنبر الاعلامي الحر

بروتوكولات حكماء صهيون.. من النظرية إلى التطبيق

يمني برس – متابعات
تُعد بروتوكولات حكماء صهيون من أخطر الوثائق التي زُعم أنها تكشف مخططات طويلة الأمد للسيطرة على العالم من قِبَل “نخبة يهودية”. على الرغم من ثبوت أنها وثيقة مزورة، إلا أن أفكارها لا تزال مؤثرة وتُستخدم في تفسير الحروب، والأزمات، والسياسات العالمية، ويعكس مضمونها الهيمنة على الاقتصاد، ونشر الفوضى، وإضعاف الدول لتحقيق سيطرة شاملة، وهي تصورات تتطابق مع أحداث وتوجهات نعيشها اليوم.

وفي هذا التقرير، سنستعرض أبرز ما ورد من الأفكار الواردة في البروتوكولات ونربطها بالصراعات الإقليمية والدولية الراهنة.

تتحدث البروتوكولات عن خطة محكمة لبسط الهيمنة على العالم من خلال السيطرة على الاقتصاد والإعلام، نشر الفوضى السياسية، وإضعاف القيم الأخلاقية، وهي جميعها تتماشى مع بعض الأحداث الجارية في المشهد الدولي اليوم.

نظرة على أبرز الأفكار الواردة في بروتوكولات حكماء صهيون

السيطرة على الاقتصاد العالمي
تزعم البروتوكولات أن الهيمنة على العالم تبدأ بالتحكم في المال والأسواق، حيث يُستخدم هذا النفوذ لتوجيه سياسات الدول والتحكم فيها لما يصب في صالح اليهود، واليوم نجد أن العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى تُدار من قِبَل أفراد أو كيانات يهودية، ومن ذلك:

مجموعة جولدمان ساكس (Goldman Sachs): واحدة من أكبر البنوك الاستثمارية التي تتحكم في الأسواق العالمية.
بلاك روك (BlackRock): تُعتبر أكبر شركة لإدارة الأصول عالميًا، حيث تدير استثمارات بمليارات الدولارات، مما يمنحها نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا هائلًا.
عائلة روتشيلد (Rothschild): تُعد من العائلات التي ارتبطت نظريًا بتمويل الحروب والصراعات، على الرغم من التفسيرات المبالغة حول نفوذها.
تسيطر هذه المجموعات على أغلب الشركات العالمية العملاقة (متعددة الجنسيات) منها:

أولاً المؤسسات الدولية:

هناك عدة مؤسسات تتخذ لها صفات دولية تتحكم فيها قوى اقتصادية وصناعية يهودية أو تتأثر بها بشكل كبير، إليكم بعض هذه المؤسسات:

البنك الدولي
يُعتبر البنك الدولي أحد أبرز المؤسسات المالية العالمية، ويؤثر في السياسات الاقتصادية للدول النامية من خلال القروض والتوجيهات المالية، وهناك نفوذ يهودي كبير في إداراته ومجالس إدارته، مما يؤثر على قراراته واستراتيجياته، وهذا البنك متهم بإفقار الدول وابتزازها والتحكم في اقتصادها ومواردها وإثقال كاهلها بالديون ثم السيطرة على قراراتها السياسية بما يخدم المصالح اليهودية.

صندوق النقد الدولي
يُعتبر صندوق النقد الدولي منظمة دولية تلعب دورًا أساسيًا في توجيه السياسات الاقتصادية العالمية، وهو أيضًا محاط بالتأثر باللوبي اليهودي الذي يؤثر في القرارات المالية والسياسات التي تتبناها الدول الأعضاء.

منظمة التجارة العالمية
تلعب منظمة التجارة العالمية دورًا حيويًا في تشكيل السياسات التجارية العالمية ويؤثر اللوبي اليهودي في تشكيل القوانين والسياسات التجارية التي تؤثر على الأسواق العالمية.

منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)
تهدف هذه المنظمة إلى تعزيز السياسات الاقتصادية التي تؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة في الدول الأعضاء، وفيها يوجد تأثير يهودي في تشكيل سياسات التنمية.

شركات صناعة الأدوية
تتحكم العديد من شركات الأدوية الكبرى، مثل فايزر وموديرنا، في السوق العالمية، والتي لها صلات وثيقة بمجتمعات يهودية تؤثر في تطوير الأدوية والسياسات الصحية، و لذلك نرى الكوارث الصحية تنتشر في مختلف دول العالم أشهرها جائحة كورونا.

ثانياً المؤسسات المالية:

البنوك الكبرى

يُعتبر جولدمان ساكس وجي بي مورغان من البنوك التي تسيطر عليها قوى يهودية، وتلعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي.

هناك أيضًا مؤسسات مثل بنك أوف أمريكا وسيتي جروب، حيث أن هناك نفوذًا يهوديًا في إدارة السياسات المالية والمصرفية.

ثالثاً: شركات صناعة الأسلحة:

شركات مثل لوكهيد مارتن ورايثون، التي تُعتبر من الشركات الكبرى في صناعة الدفاع، و لها صلات بشبكات يهودية تؤثر في سياسات التسليح، و ترفض بيع أسلحة متطورة لأي دولة خاصة في الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل التي تلتزم بتفوقها العسكري.

رابعاً: الشركات التكنولوجية العملاقة:

جوجل (Google) وألفابت (Alphabet)
جوجل وألفابت هما من أكبر الشركات في العالم في مجال البحث والإعلانات الرقمية، المؤسسان لاري بيج وسيرجي برين، يهوديان من أصول سوفيتية، مما عزز سردية النفوذ اليهودي على أهم محرك بحث في العالم.

مايكروسوفت (Microsoft)
أسسها بيل جيتس، وتولى إدارتها لاحقًا ستيف بالمر، الذي تعود أصوله إلى عائلة يهودية، مايكروسوفت تسيطر على نظام التشغيل ويندوز الذي يُعد أساس معظم الحواسيب العالمية.

ديل (Dell Technologies)
مؤسسها مايكل ديل من أصول يهودية، تسيطر الشركة على جزء كبير من صناعة الحواسيب والخوادم.

آبل (Apple)
على الرغم من أن مؤسسي آبل ستيف جوبز وستيف وزنياك، تمتلكها صناديق استثمارية كبرى لعائلات يهودية.

ميتا (Meta) وتويتر (X)
مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك (الآن ميتا)، يهودي أمريكي، وتعتبر ميتا أكبر منصة تواصل اجتماعي، أما تويتر، فقد استحوذ عليه إيلون ماسك، لكن تحالفات استثمارية يهودية تُشارك في التمويل والقرارات الاستراتيجية.

خامسا: شركات الفضاء:

ناسا (NASA) تعتمد بشكل كبير على خبراء وشركات خاصة تديرها شخصيات يهودية.

سبيس إكس (SpaceX)، وتتبعها شركة ستار لينك للإنترنت الفضائي أسسها إيلون ماسك، تعتمد على تمويلات من بنوك يهودية.

سادسا: شركات الأغذية والمشروبات:

كوكاكولا (Coca-Cola) وبيبسي (Pepsi)
يعتقد أن العديد من مدراء هذه الشركات الكبرى لديهم علاقات وثيقة مع دوائر تجارية ذات نفوذ يهودي، حيث تسيطر على السوق العالمي للمشروبات.

نستله (Nestlé)
أكبر شركة في مجال الأغذية والمشروبات، وتشارك في تحالفات تجارية واستثمارية كبرى ولها فروع في مختلف دول العالم هذه الشركة تديرها مؤسسات ذات أصول يهودية.

ماكدونالدز (McDonald’s)
إلى جانب كونه علامة تجارية عالمية، تعتمد ماكدونالدز على شبكات توريد تمتد عبر العالم، حيث تساهم شركات يهودية في تمويلها وتوسيع نطاقها.

ستاربكس:
وهي من أشهر الشركات الصهيونية ومختصة في تقديم المشروبات مثل الشكولاتة والقهوة الموكا واسبريسو.

إريال:
هي شركة صهيونية مقرها بريطانيا مختصة في صناعة منتجات تنظيف الملابس وتدعم إسرائيل.

كنتاكي:
وهي سلسلة مطاعم مشهورة في جميع الدول الأجنبية والعربية وتقدم وجبات الدجاج المتنوعة وهي من أبرز الشركات الصهيونية الداعمة للكيان الإسرائيلي.

ميراندا:
هي شركة صهيونية مقرها إسبانيا ولها أسهم في السوق الإسرائيلية وتعتبر من أشهر الشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي.

بيبسي:
هي شركة صهيونية ولها شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم وهي داعمة لدولة إسرائيل.

وغيرها المئات من الشركات

سابعاً : شركات التنظيف والعناية الشخصية:

يونيليفر (Unilever)
تدير الشركة عدة علامات تجارية في مجالات التنظيف والعناية الشخصية، ويُعتقد أن صناديق استثمار يهودية تملك حصصًا كبيرة في الشركة، مما يعزز دورها في الأسواق العالمية.

شركة لوريال (L’Oréal)
لوريال هي شركة صهيونية مقرها فرنسا وتعد أكبر شركة مستحضرات تجميل في العالم.

بروكتر وغامبل (بالإنجليزية : Procter and Gamble)‏
شركة صهيونية مقرها في أمريكا وتعد أكبر شركة لصناعة المواد الاستهلاكية في العالم.

ثامناً : الإعلام والترفيه:

هوليوود
تُعد صناعة السينما في هوليوود واحدة من أهم مجالات النفوذ اليهودي، حيث يسيطر عدد من المنتجين والشركات التي تعود ملكيتها لشخصيات يهودية على أغلب إنتاج الأفلام.

القنوات الفضائية والمنصات الرقمية
العديد من القنوات الفضائية الكبرى، مثل CNN وNBC، لها روابط مالية وإدارية مع أفراد أو صناديق استثمارية يهودية.

منصات مثل نتفليكس (Netflix) تعتمد أيضًا على تمويلات يهودية، مما يمنحها قدرة على تشكيل الثقافة العامة.

2- نشر الفوضى وزعزعة استقرار الدول

تنص البروتوكولات على أهمية إثارة الفتن وزرع الفوضى لإضعاف الأنظمة السياسية، واليوم نشهد في كثير من المناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا اضطرابات سياسية وصراعات طويلة الأمد، أسفرت عن انهيار الدول وتفكيكها، من الأمثلة على نشر اليهود للفتن والحروب والمآسي منذ بداية القرن العشرين وإلى اليوم:

الحرب العالمية الأولى (1914-1918)
الحرب العالمية الثانية (1939-1945)
الحرب الكورية (1950-1953)
الحرب الفيتنامية (1955-1975)
الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)
حرب الاستقلال الجزائرية (1954-1962)
الحروب العربية الإسرائيلية
حرب الاستقلال الهندية (1947)
الحرب الأفغانية السوفيتية (1979-1989)
الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)
حرب الخليج (1990-1991)
الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945)
الحرب البوسنية (1992-1995)
الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)
القرن الواحد والعشرون شهد أيضًا عددًا من الحروب الكبرى والنزاعات المسلحة التي شكلت الأحداث الجيوسياسية في العالم، إليك قائمة بأشهر الحروب في هذا القرن:

احتلال أفغانستان (2001-2021)
احتلال العراق (2003-2011)
الحرب التكفيرية على سوريا (2011-حتى الآن)
الحرب في دارفور (2003-2009، وصراعات متقطعة مستمرة)
الحرب الأهلية الليبية (2011-حتى الآن)
العدوان الأمريكي السعودي على اليمن (2015-حتى الآن)
الصراع الأوكراني الروسي (2014-حتى الآن)
الصراع في مالي ومنطقة الساحل (2012-حتى الآن)
الحرب الأهلية في جنوب السودان (2013-2018)
الحرب في ناغورنو كاراباخ (2020)
الصراع في إثيوبيا (حرب تيغراي 2020-2022)
حرب داعش على العراق (2014-2019)
هذا من غير الاعتداءات الصهيونية على أبناء فلسطين ولبنان وسوريا وممارسة الاغتيالات لكل من تخشاهم من علماء ومثقفين وعسكريين وأدباء وغيرهم.

3- التلاعب بالإعلام وتوجيه الرأي العام

وفقًا للبروتوكولات، فإن التحكم في وسائل الإعلام يُعد أداة فعالة في تشكيل وعي الشعوب وتوجيهها نحو تحقيق مصالح النخبة، واليوم نجد أن الإعلام العالمي يتركز في أيدي عدد قليل من الشركات الكبرى التي يمتلكها اليهود، ما يمنحها القدرة على توجيه الرأي العام، ومن الأمثلة ذلك:

ديزني (Disney) وتايم وارنر (Time Warner): تتحكم في قطاع واسع من الترفيه والإعلام، ما يمنحها قدرة على التأثير في الثقافة العامة.

منصات رقمية مثل فيسبوك وانستغرام (Meta) وتويتر (X) ويوتيوب و….إلخ: تلعب هذه الشركات اليهودية دورًا كبيرًا في صياغة النقاشات العامة وتوجيه الأحداث السياسية عبر التحكم في المعلومات التي تظهر للمستخدمين.

إضعاف القيم الأخلاقية وتفكيك المجتمعات
توضح البروتوكولات أن تفكيك القيم الدينية والأخلاقية يُعد ضرورة لتسهيل الهيمنة على الشعوب، ويمكن ملاحظة هذا الجانب من خلال انتشار أنماط حياة تتعارض مع القيم التقليدية في العديد من المجتمعات، إلى جانب تعزيز الاستهلاكية ونشر أفكار الفردية المفرطة.

حيث نشهد انتشارًا لثقافات جديدة تُضعف القيم التقليدية تحت شعارات مثل حقوق المرأة، حرية الجسد، والمساواة، كما يتجلى هذا المخطط في عدة ظواهر مثل الابتزاز الجنسي للشخصيات المؤثرة، تقنين الشذوذ، وتهميش الرموز الوطنية والدينية ويمكن أن التي خطط لها اليهود وسعوا بكل جهد لتنفيذها ومن ذلك:

استخدام النساء لتعزيز الانحلال ونشر ثقافة التعري
التلاعب بمفهوم حقوق المرأة: يستخدم اليهود قضية تحرير المرأة وحقوقها كأداة لإضعاف المجتمعات التقليدية، حيث يتم الترويج لمفاهيم مثل “تحرر الجسد” و”المساواة المطلقة”، ما أدى إلى شيوع ثقافة التعري والتفسخ الأخلاقي.

أيضا المؤسسات الإعلامية ومنصات الموضة التي تديرها شركات يهودية تلعب دورًا في ترويج أنماط حياة تركز على المظهر الخارجي بدلاً من الأخلاق والقيم الأسرية.

ابتزاز الشخصيات البارزة عبر شبكات الدعارة
تستخدم اللوبيات الموسادية فخاخًا جنسية لاستدراج الرؤساء والشخصيات المؤثرة، ثم ابتزازهم لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، تُعرف هذه الاستراتيجية بفضائح “الابتزاز الجنسي”، حيث تُستغل نقاط ضعف شخصية لتعزيز النفوذ والسيطرة ومن أشهر الفضائح في هذا الجانب قضية جزيرة إبستين.

نشر ثقافة الشذوذ وتقنينها كحقوق مشروعة
الشذوذ الجنسي كان يُعتبر في السابق انحرافًا، لكن تحت ضغط من جماعات ضغط عالمية، أصبح يُروج له بوصفه “حقًا مشروعًا”.

تم تقنين زواج المثليين في العديد من الدول، وأُدرجت حقوق الشذوذ في سياسات مؤسسات دولية، مما يعكس نجاح هذه الجماعات في تغيير الأنماط الأخلاقية والاجتماعية.

تُعتبر هذه التحولات جزءًا من سياسة أوسع لضرب الهوية الأسرية والقيم التقليدية.

ضرب الهويات الدينية والثقافية للشعوب
البروتوكول السابع عشر ينص على: “سنحط من كرامة رجال الدين لننجح في الإضرار برسالتهم، ولن يطول الوقت إلا سنوات قليلة حتى تنهار المسيحية انهياراً تاماً وستتبعها في الانهيار باقي الأديان ويصير ملك إسرائيل “بابا” على العالم.

يتم الترويج لأفكار التفسخ الثقافي، حيث يُدفع الشباب إلى التخلي عن قيمهم الدينية والثقافية، واعتبارها “تقليدية” أو “متخلفة”، القنوات الفضائية والمنصات الرقمية التي يتحكم فيها اليهود تقوم بإنتاج محتويات تتعارض مع القيم الإسلامية أو الأخلاقية الأصيلة، مثل الاحتفال بثقافة الاستهلاك والمتعة.

صناعة رموز وهمية وإلهاء الشعوب
تُصنع رموز في مجالات الرياضة، الموضة، والموسيقى، وتجعل الشباب يلهثون خلف هذه الشخصيات بدلًا من الاقتداء برموز وطنية أو دينية حقيقية.

تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز المشاهير الذين يتبعون نمط حياة استهلاكي، مما يبعد الأجيال الجديدة عن القيم الجوهرية ويشجع على تبني أنماط حياة سطحية.

تُظهر هذه الجوانب أن كثيرًا من التغيرات الاجتماعية والأخلاقية التي نشهدها اليوم ليست مجرد تطورات عفوية، بل تتماشى مع مخطط لإضعاف المجتمعات وتقويض الهويات الثقافية والدينية. حيث تسلط بروتوكولات حكماء صهيون الضوء على هذه الاستراتيجيات، حيث يتم نشر الفساد الأخلاقي واستغلال النفوذ الاقتصادي والسياسي لتحقيق سيطرة ش

حكماء صهيون وحلم قيام إسرائيل الكبرى

يقول الكاتب العربي د.غازي حسين ” إن اليهودية تسوّغ لليهود أن يملكوا العالم ويسيطروا عليه بكل ما فيه وبما فيه وسحق أعدائهم بالقوة، وتبيح لهم ليس فقط بتسويغ الجرائم تجاه غير اليهود بل تشجعهم على التفنن فيها والتمويه عليها والكذب على البشر وخداعهم كي يحققوا سيطرتهم على كل العباد والبلاد، بل العالم بأسره. فالتعاليم التلمودية هي التي تملي عليهم وعلى إسرائيل ارتكاب الجرائم البشعة بحق غير اليهود وبشكل خاص الشعب الفلسطيني وبقية العرب والمسلمين.

لقد أقر المؤتمر الصهيوني بروتوكولات حكماء صهيون لتمكين اليهود من السيطرة على الشرق الأوسط والعالم، ومن يسيطر على الشرق الأوسط سيهيمن على العالم”.

وما زال الحلم الصهيوني في إقامة إسرائيل الكبرى يراود قادة الكيان منذ هرتزل إلى سموتريتش حيث أعاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشر مقابلة تلفزيونية مع وزير المالية الإسرائيلي الحالي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يتحدث فيها بكل وضوح عن طموحات بالسيطرة الفعلية على كامل “إسرائيل الكبرى الموعودة”، بما في ذلك أراضي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، وأجزاء من العراق ومصر والسعودية.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تتصدر “الصهيونية الدينية” المشهد في تل أبيب، وقد صدرت تصريحات من وزراء ونواب شملت الدعوة لإلقاء قنبلة نووية على غزة، وإعادة بناء المستوطنات في القطاع، ولإقامة “إسرائيل الكبرى”، كما نشهد منذ نفس الفترة ـ أي منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى توحشا صهيونيا غير مسبوق وإبادة الأخضر واليابس في غزة كما شُنت عمليات إجرامية ضد حزب الله منها عملية تفجير البيجرات واغتيال قادة الحزب في مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله في تأكيد على أن هؤلاء اليهود قتلة الأنبياء وأعداء الإنسانية لا يوجد لديهم ما يردعهم، والغريب أن نجد الدول الغربية بأكملها تصطف إلى جانب هؤلاء المجرمين وتبرر لهم جرائمهم وتمدهم بأفتك الأسلحة فما وراء هذا الانحياز الغربي؟؟

الأنظمة الغربية والدعم المطلق لليهود
يُعتبر الدعم الغربي المطلق لليهود ظاهرة متعددة الأبعاد، تتجلى في المواقف السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية التي تتبناها الأنظمة الغربية تجاه إسرائيل، وفيما يلي بعض الأسباب التي تفسر هذا الدعم:

عقدة النقص الغربية
يشعر العديد من الدول الغربية، خاصةً بعد الحرب العالمية الثانية، بعقدة نقص بسبب فشلهم في منع ما يسمى المحرقة اليهودية، ونظرا لدور الأسر الاقتصادية اليهودية في دعم الحلفاء فقد تمكنوا بعد انتهاء الحرب من التركيز على تعزيز حقوق اليهود، ما أدى إلى ترسيخ رواية المحرقة كحدث تاريخي مؤلم، في المجتمع الغربي هذا الإحساس بالذنب دفع الحكومات الغربية إلى اتخاذ مواقف داعمة لإسرائيل، وكأنها تسعى للتعويض عن هذا الفشل التاريخي، وقد تزايدت ضغوط الرأي العام في هذه الدول لتجريم معاداة السامية، مما ساهم في إضفاء طابع القدسية على الدعم الإسرائيلي.

اختراق الديانة النصرانية
على الرغم من أن الديانة النصرانية كانت تحمل عداء تاريخيًا تجاه اليهود، إلا أن اليهود تمكنوا من اختراق المجتمعات النصرانية وإحداث تغييرات كبيرة على مدى القرون الأخيرة، وصنعوا تيارات داخل المسيحية منها تيار المسيحية الصهيونية، هذا التيار سيطر بدعم اليهود على السلطة وبالتالي دعم إسرائيل بشكل مطلق، معتبرا ذلك جزءًا من تحقيق النبوءات، هذا التحول أدى إلى تحفيز النصارى للوقوف مع اليهود، مما أسهم في تعميق التحالف بين المجتمعات الغربية واليهودية.

المصالح الاقتصادية والسياسية
تمتلك العديد من الدول الغربية مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة في الشرق الأوسط، فغالبًا ما يُنظر إلى إسرائيل كحليف استراتيجي، توفر هذه العلاقة الوصول إلى الأسواق، والتكنولوجيا المتقدمة، والتعاون العسكري، حيث تمثل إسرائيل نقطة انطلاق للقوى الغربية في المنطقة، مما يجعل دعمها أولوية استراتيجية، على الرغم أن إسرائيل لا تملك ما تملك أصغر دولة عربية كقطر مثلا من الموارد يعني أن الغرب لا يحتاج إسرائيل لو أن هناك دول عربية تملك قرارها، ولديها خطط اقتصادية وسياسة واحدة، لكن اليهود استطاعوا زرع الفرقة بين الأنظمة العربية التي وصلت إلى إشغال حروب عربية عربية.

اللوبي اليهودي وتأثيره
يلعب اللوبي اليهودي دورًا حيويًا في السياسة الغربية، من خلال منظمات مثل AIPAC (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة)، يقوم اللوبي بالضغط على الحكومات الغربية لتعزيز الدعم لإسرائيل، يُعتبر هذا اللوبي من أكثر الجماعات نفوذًا في الولايات المتحدة، مما يجعل من الصعب على السياسيين تجاهل قضايا دعم إسرائيل.

القوانين والمواثيق الدولية
يُعتبر الدعم الغربي لإسرائيل جزءًا من معايير حقوق الإنسان الغربية، مما يعكس هيمنة اليهود على الغرب، حتى لو كان ذلك يتعارض مع حقوق الفلسطينيين، التي كفلتها هذه القوانين فاليهود تمكنوا من فرض قوانين تحظر معاداة السامية، مما يعكس التخوف من أي انتقاد لسياسات إسرائيل، داخل المكونات الثقافية أو الأصوات الحرة في الغرب والذي ينتهي بها الحال إلى السجون في حال انتقدت السلوك الإجرامي اليهودي في فلسطين أو شككت في رواية المحرقة اليهودية.

السياسة الخارجية واعتبارات الأمن القومي
تعتمد بعض الدول الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة، على التحالف مع إسرائيل كجزء من استراتيجياتها الأمنية في الشرق الأوسط، يُعتبر هذا التحالف وسيلة لمواجهة حركات المقاومة و الثورة الإسلامية الإيرانية التي تدعم هذه الحركات، مما يجعل دعم إسرائيل ضرورة من وجهة نظر سياسية.

الثقافة الإعلامية
تسيطر بعض الشركات الإعلامية الكبرى، التي تملكها قوى يهودية، على السرد الإعلامي، تُروج هذه الشركات لصورة إيجابية عن إسرائيل، وتقوم بتقليل انتقادات سياساتها، مما يُعزز الدعم الغربي، في مقابل شيطنة دول المنطقة والإسلام ورموزه بشكل عام.

توصيات للدول العربية والإسلامية لمواجهة الصهيونية وداعميها
بعدما ظهر العالم الغربي على حقيقته في دعمه المطلق لجرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان، رامياً بالقوانين الدولية وشعارات حقوق الإنسان التي يتذرع بها عرض الحائط، في مقابل مطامع المتطرفين الصهاينة في تحقيق ما يحلمون به “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أغلب الدول العربية، حتى تلك التي وقعت معهم معاهدات سلام وطبعت معهم، فإنه لا خلاص للدول العربية والإسلامية إلا بضرورة العمل الجماعي الفعّال والاستراتيجيات المتكاملة لمواجهة هذه العصابات اليهودية ومؤامراتها، إن الانخراط في سياسات تكفل تعزيز التعاون العربي والإسلامي، بالإضافة إلى تحصين الهوية الثقافية والدينية، يعد خطوة أساسية في مواجهة التهديدات المحدقة بالمنطقة وهنا نطرح بعض الخطوات المهمة:

تعزيز الوحدة العربية والإسلامية:
تتطلب مواجهة الصهيونية توحيد الصفوف بين الدول العربية والإسلامية، حيث يجب تشكيل تحالفات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية تعمل على دعم القضية الفلسطينية وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة. يمكن الاستفادة من مؤسسات مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التعاون.

رفع مستوى الوعي المجتمعي:
من الضروري تعزيز الوعي العام حول مخاطر الصهيونية وأهدافها، فيمكن القيام بحملات توعوية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الجماهير بطبيعة الصراع مع هذا العدو وفق التوصيفات القرآنية وكذلك بحقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته، فضلاً عن توضيح السياسات التي تتبناها الدول الداعمة للصهيونية.

تعزيز الوعي بطبيعة الصراع:
ينبغي إعادة الانفتاح على القرآن الكريم وعلى الآيات القرآنية التي توضح طبيعة الصراع مع اليهود وعداوتهم الشديدة للمسلمين وكذلك آيات الجهاد والتعبئة، وهنا يمكن إدراج موضوعات تتعلق بالقدس وفلسطين في المناهج الدراسية لتعزيز الفهم لدى الأجيال الجديدة

الدعم العسكري والاقتصادي للفلسطينيين:
يجب تقديم دعم مالي واقتصادي للمؤسسات الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني بالسلاح بكل أنواعه ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم.

استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا:
يجب استغلال وسائل الإعلام الحديثة والتكنولوجيا لنشر الرواية الفلسطينية، ويمكن تطوير منصات إلكترونية ومحتوى مرئي يستعرض تاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية.

تعزيز الجهود القانونية والدبلوماسية:
ينبغي تعزيز الجهود الدبلوماسية والقانونية من خلال تقديم قضايا الانتهاكات الإسرائيلية إلى المحاكم الدولية، ويجب العمل على توثيق الجرائم الإسرائيلية والتحضير لمواجهتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

تنسيق الجهود مع الحركات العالمية:
من المهم التنسيق مع الحركات العالمية التي تدعم حقوق الإنسان وتعارض الصهيونية، ويمكن للدول العربية والإسلامية بناء تحالفات مع منظمات حقوق الإنسان الدولية ونشطاء السلام لتعزيز الضغط على إسرائيل.

مقاطعة إسرائيلية:
ينبغي دعم حملات المقاطعة الشاملة للكيان الإسرائيلي اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وجميع أنواع المقاطعة.

تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية:
يجب العمل على تعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين الدول العربية والإسلامية مثل العمل على نبذ الخلافات المذهبية وما نتج عنها من سلبيات، والالتقاء حول المشتركات والتعاون الثقافي بين الشعوب العربية والإسلامية والتقريب بينهما.

أخيرا..

تعتبر مواجهة الصهيونية وداعميها مهمة معقدة تتطلب استراتيجيات شاملة وتعاونًا قويًا بين الدول العربية والإسلامية، ويتطلب الأمر رؤية واضحة وخطط عمل عملية لتعزيز القدرات في مواجهة التحديات والتغلب عليها.
————————————————————
موقع أنصار الله / صادق البهكلي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com