ومحاكاة واقعية من الإنجاز المتقدم حد الإعجاز تقول للأعداء :
سيناريوهاتكم مكشوفة وهذا شيئ مما ينتظركم
فما لدينا أكبر بأساً وأكثر بطشاً بفضل الله
في الجزء الثاني من مناورات “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”
أظهرت مدى تلاحم المجتمع مع الجيش للدفاع عن البلد
أظهرت كيف أن عمال النظافة والمزارعين الجانب الصحي ولاعبو كرة القدم والمشائخ والأعيان كلهم هبّوا للدفاع عن أرضهم من الغازي المحتل
فالسنوات والأحداث والواقع المرير للمحافظات المحتلة جعلتهم يدافعون عن أرضهم ويتسابقون للوقوف مع الجيش في وجه العدو ومرتزقته.
* * *
في ذاكرة التاريخ العسكري ثمّة ملايين المعارك والعمليات العسكرية
فقط القليل منها ما يزال عالقًا في ذاكرة الشعوب وفي وعيهم الجمعي بكل رعبه وغموضه وقسوته وطريقته، وما نتج عنه من تغيير في موازين القوى وديناميكية العالم
من حصان طروادة إلى معارك أرخيليس
من حروب الإسكندر المقدوني إلى معارك التتار
من معركة بدر الكبرى إلى موقعة خيبر
من هجوم اليابانيين على بيرل هاربر
إلى إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما
انسَوا كُـلَّ هذا؛ فثمة أحداثٌ متواليةٌ في معركة حالية طغت على كُـلِّ تلك الحروب والمعارك والأحداث.
اليمنيون في معركتهم المفصلية سينهون وقائعَ عالميةً كانت تُعرَفُ بأنها ثابتة فأزاحوها من غبار التاريخ والنسبيات المتأرجحة.
وما يحصل عند إعلان السيد القائد عن جولة جديدة يجعل العالَمَ يقفُ مدهوشاً مرعوباً يتساءل عن ماهية هذه المرحلة ؟
يصل الرعب أقصى درجات الخوف مع عمليات الجيش اليمني ومناوراته .
ما هذا الجنون.. لم يتخيل أحدٌ هذا
كُلُّ مراكز الدراسات العسكرية.. كُـلُّ قادة الجيوش
أدهى ساسة العالم.. أكبر المنجمين
عجزوا تماماً من إدراك التحولات اليمنية المتقدمة
كيف استطاعوا أن يسبقوهم بخطوة متقدمة
كما في مناورات “ليسوءوا وجوهكم”
هل انتهى الأعداء من رعب الفاجعة!!
هل لملموا أوراقهم ومؤامرتهم المبعثرة!!
هل تجاوزوا انكسارَهم المذل؟!
هل العالم تجاوز ذهوله من عظيم قدراتنا؟!
هل سيتشجع البعيد والقريب؛ بسَببِنا؟!
هل سيتجاوزون محرَّمات تحدِّي الغرب الظالم؟!
هل أمسينا على دعوات الحمد والشكر لله؟!
هل أمسينا نحمد الله على نعمة القيادة؟
هل أدركنا أية مسؤولية باتت ملقاة علينا؟
هل سنكون بقدر هذه المرحلة العظيمة؟
هل سنتجاوز ما هو دون قضيتنا المركَزية؟
هل سنكون بقدر ثقة وأمل السيد فينا؟
تبقى تساؤلات كبيرة جِـدًّا ومخيفة جِـدًّا وغامضة جِـدًّا.
فمنذ سمعنا تفاصيل مناورة الأمس وفي غمرة الشكر لله على نعمة القيادة ومفاجآت هذه المرحلة التي أذهلت الصديق قبل العدوّ بمدياتها الأوسع والأشجع والأنجع والأفجع والأوجع.
ثمة سؤال تخيلي غامض لم يبارحْ عقلي من ساعتها نوجهه للأعداء.. عن حجم وعظم الأحداث وتوسعها وإلى أين ستصل إذَا انتقل بنا سيد القول والفعل إلى ما بعد الجولة الخامسة التي بدأت تتحدد ملامحها مع مناورات “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ”
* * *
الحرب هي أمنا التي ترعرعنا بين صنوف قساوتها
ففي البدء كان آدم يلفظ حواء وكانت الحرب تلفظ اليمن.
للعالم تواريخهم وحضاراتهم التي ارتبطت بالفن والفلسفة والأدب . . ولليمن العظيم حروبه العظيمة
ارتبط تاريخنا بالحروب كابراً عن كابر . . وحتى عظماؤنا وفلاسفتنا وشعراؤنا محاربين بالسليقة .
ننتمي لأمة مجدت الحرب كما تمجد الأمم الأخرى السلام
تعاهدنا على الحرب كما تعاهدت الامم على السلام
في الأصل السلام لدينا حرب والطمأنينة قتال
“ليس لديه ما يخسره” هي جملة يمنية قحة كرجالها الأقحاح
تختبر الأمم أقوامها بالحرب لتعرف كم هم جلدون . . فيما نختبر نحن الحرب لنعرف كم تتحمل قتالنا .
احملوا تاريخ خيبات من دنوا إلينا واسألوهم عن صنوف الذل الذي لاقوه منا ! !