الكيانُ الصهيوني ومخطّطاتُه للسيطرة على الأُمَّة
فضل فارس
الأُمَّــة الإسلامية اليوم بحاجة ماسَّة للرؤية القرآنية وتعاليم الدين الحنيف وأسس ومنطلقات الإسلام المحمدي الأصيل، الذي يدعو من منطلق القوة والعزة المستمدة من نور الله وقوته وعزته إلى المنعة والرفعة وَالعزة والإباء، إلى القوة والصلابة والشرف والكرامة في الموقف وفي التحَرّك والتدبير والتفكير السليم وَالصائب في مواجهة أعداء الله والبشرية.
بالإضافة إلى القوة وَالغلظة في القول والفعل في السلم وفي الحرب أمام أعدائه المستذلين من اليهود والصهاينة المجرمين، ذلك الجنس البشري اللئيم العدواني والمجرم الذي ليس لديه أدنى ذرة من الإنسانية التي يروج لها عبر وسائله الإعلامية، وما في فلسطين ولبنان اليوم شاهد على بشاعة أحقاده وَعدوانيته على بني الإنسان وخُصُوصًا المسلمين منهم، حَيثُ لا يرى فيهم سوى مخلوقات ناقصة ضعيفة خلقت مسخرة لخدمتهم.
يظل اليهود الصهاينة الطامعون جنساً بشرياً بشعاً يتعاملون مع غيرهم حسب أوهامهم التاريخية التي يسعون ومن خلال مشاريع وَمخطّطات هدامة خبيثة وخطيرة جِـدًّا لجعل الأُمَّــة خانعة مستذلة منساقة تحت أمرهم وما يخططون له، بمساعدة الأمريكي والعالم الغربي من مشاريع، والتي من أهمها مشروع الصهيونية العالمية في بناء دولة “إسرائيل” الكبرى، التي تمتد كما يخططون لها من فلسطين إلى لبنان وَسوريا والعراق كذلك أجزاء كبيرة من مصر والأردن والسعوديّة بالأخص أرض نجد والحجاز وذلك ليتم طمس وَاستهداف بقية معالم ومقدسات الإسلام مكة والمدينة المنورة بعد الانتهاء من الأقصى وَفلسطين أرض الإسراء المقدسة.
أَيْـضًا يجري مخطّطهم العدائي نحو إزاحة أبناء هذه الأُمَّــة وهذا الدين على وجه الخصوص من الوجود كما فعلوا آنذاك بالهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا.
ذلك أَيْـضًا ما أظهرته وَبينته كُـلّ الأحداث المرحلية لليهود وتحَرّكاتهم في هذا العصر والتي توحي جميعها إلى أن الولادة غير الشرعية للكيان الصهيوني في جسم الأُمَّــة هي وبكل المقاييس خطر وتهديد كبير عليها.
بينما يصبح التخاذل العربي المشين وَالمخزي في هذه المرحلة أحد أهم الأسباب التي شجّعت اليهود على مواصلة تنفيذ تلك المخطّطات الإجرامية.
كما أن التخاذل العربي وللأسف رغم اتضاح تلك المخطّطات الإجرامية العدوانية المتربصة بأبناء هذه الأُمَّــة ما زال مُستمرًّا وبعمى وَانحراف شديد، لا زالت الكثير من أنظمة وَشعوب هذه الأُمَّــة تغفو في غفلة ونوم عميق عن تلك المخطّطات والمشاريع التي من أهم أهدافها احتلالهم وَالنيل منهم قبل الجميع.
تخاذل العربي المسلم في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية أثَّرَ حقيقةً تأثيرًا سلبياً على نهضة وتفاعل كثير من الشعوب الأُخرى غير الإسلامية مع مظلومية الأُمَّــة.
إنَّ من يلجؤون من الأنظمة إلى حالة النأي بالنفس أَو التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي كحل يتوهمونه لتجنب الضرر عليهم وعلى مصالحهم في هذه المرحلة، أنهم هم الخاسرون ومن سيجنون الخيبة والوبال..
ذلك؛ لأَنَّه لا شيء سينجي ويكون أملاً للجميع في هذه الأيّام سوى التحَرّك الجهادي المبكر حتى وإن كان مكلفاً، لكنه هو الرؤية الصائبة وَالناجحة، حَيثُ سيحقّق لنا جميعًا أبناء هذه الأُمَّــة العزة والكرامة والغلبة على أعدائه من أهل الكتاب.