عمليات اليمن العسكرية.. التحدي الأبرز لأمريكا و”إسرائيل”
عمليات اليمن العسكرية.. التحدي الأبرز لأمريكا و”إسرائيل”
يمني برس ـ محمد المطري
الخبير العسكري اللواء المهدي: اليمن محط أنظار العالم كقوة عظمى أفشلت الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
الخبير العسكري العميد شمسان: اليمن يفرض نفسه في موازين الصراع العالمي والأمريكي أصبح مطاردا في المنطقة، ولا يمكنه البقاء بأمان.
كانت ولا تزال المعركة مع العدو الإسرائيلي في قطاع غزة وموقف الأمة من العدو الإسرائيلي والأمريكي، هو المعيار الأول لتبيان المؤمن الصادق من الكاذب، فغزة أصبحت هي الكاشفة والفاضحة ليس للدول الإسلامية وحسب، بل للمجتمع الدولي بأكمله، وهذا ما أكده القرآن الكريم حين وصف الثابتون بأنهم (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )، وبالتالي فالواقع يشهد أن أغلب الدول العربية والإسلامية فرطّت في مسؤوليتها ووقفت موقف الخزي والذل والعار أمام ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
يمكن القول إن اليمن بقيادته وشعبه وجيشه، تصدر الأمة بموقفه الصريح من العدو الإسرائيلي والأمريكي فقد رفع اليمن صوته وبندقيته وصواريخه وطائراته المسيرة بوجه أمريكا و”إسرائيل” واتخذ الموقف الشجاع في البحر وأوقف الملاحة الإسرائيلية وأغلق ميناء أم الرشراش؛ ولــذلك لم يكن اليمن في حالةٍ من الذلة، ولم يكن موقفه مكبلاً بأي سقف من الأسقف التي يراعيها الآخرون، سواء الاعتبارات السياسية، أو اعتبارات مصالح وهمية.
تصاعدت عمليات اليمن العسكرية ضمن خمس مراحل عسكرية وصلت خلال المرحلة الخامسة إلى استهداف “تل أبيب” والنقب وعسقلان ومناطق حساسة في عمق الكيان الصهيوني، ولا زالت المرحلة الخامسة فاعلة ومؤثرة.
وتمثل العمليات العسكرية اليمنية تحدٍ كبير للكيان الصهيوني والتحدي الأبرز والأكثر خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية التي تتعرض ترسانتها الحربية لضربات متكررة دون القدرة على إيقاف هذا الاستهداف أو الحد منه.
مؤخرا صعّدت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية بشكل كبير، وغير مسبوق؛ لتصل العمليات المنفذة في عمق الكيان الصهيوني وضد التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة إلى عمليات شبه يومية، وبالتالي تصاعد الخسائر الاقتصادية والمادية على الأعداء والتي يرافقها تزايد الهزيمة الغربية والانفضاح الأمريكي في المنطقة.
وبالرغم من الفشل الأمريكي الذريع في التصدي للعمليات العسكرية اليمنية، إلا أن إصرار العدو في التواجد العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي يأتي لمحاولة إعادة الهيمنة والغطرسة الأمريكية بعد أن كسرت وتحطمت على أيدي القوات المسلحة اليمنية.
وفي حين تثبت اليمن معادلة النصر ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، تحاول الأخيرة البحث عن وسائل وطرق تسهم في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية واضعة كل ثقلها للضغط على اليمن دون جدوى. فالقوات المسلحة اليمنية ومعها الشعب اليمني تمضي بخطى واثقة في مواصلة عملياتها العسكرية المنكلة بالأعداء الصهاينة والأمريكان نصرة لغزة.
المرحلة الخامسة
وللحديث عن الموضوع أوضح الخبير في الشؤون العسكرية اللواء يحي المهدي في تصريح لموقع أنصار الله أن رفع وتيرة العلميات العسكرية ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو جعلت العدو الإسرائيلي والأمريكي في عجز تام عن التصدي للعمليات العسكرية، ويشير المهدي إلى أن نجاح العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني والأمريكي بات واضحا وجلياً على لسان العدو نفسه، حيث تتناول وسائل إعلام عبرية وأمريكية نجاح العمليات العسكرية وأثرها على القوات الأمريكية والإسرائيلية.
ويلفت إلى أن صواريخ وطائرات الجيش اليمني المسيرة مثلّت تحد كبير للعدو الصهيوني والأمريكي، موضحا أن الجيش اليمني جعل من مدينة “تل أبيب” يافا المحتلة مدينة غير آمنة.
وتثبت نجاح العمليات العسكرية في استهدافها للعدو الإسرائيلي والقوة البحرية الأمريكية حنكة القيادة الثورية و السياسية وقدرتها الفائقة في تغيير المعادلة وقلب الموازين العسكرية على مستوى العالم ، كما أنها تترجم عمليا مصاديق وعود السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” الذي يؤكد بأن تطوير القدرات العسكرية اليمنية مستمر ومتواصل وفي تصاعد بما يذهل الأعداء قبل الأصدقاء.
وتطرق المهدي إلى أن عمليات المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري أظهرت ضعف حاملات الطائرات الأمريكية التي تعتبر العمود الفقري لأمريكا التي تعتبر نفسها القوة العظمى.
ويشدد بأن حاملات الطائرات الأمريكية أصبحت اليوم بين خيارين: الاستهداف المباشر لها وإسقاطها وإغراقها و وإما هروبها من المنطقة في أضعف موقف عرفته البشرية لحاملات الطائرات الأمريكية ومدمراتها وبوارجها.
ويذكر المهدي أن الترسانة الحربية الأمريكية عجزت عن الدفاع عن نفسها ناهيك عن حماية السفن الإسرائيلية أو السفن التي أتت من أجل حمايتها مما يؤكد خروجها فعليا عن الخدمة، وأنها لا تنفع أمريكا بل تضر بسمعتها “.
ويعتبر المهدي الهجمات الأخيرة مؤشر عملي في دخول مرحلة جديدة من العمليات اليمنية المستمرة ضد الاحتلال منذ نوفمبر من العام الماضي لتكون بشكل يومي.
ويؤكد أن العمليات في البحر الأحمر مثلّت مصدر إلهام لدول العالم ، خاصة التي التي لم تجرؤ على استهداف حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية، وهذا ما بدا جليا في تصريحات المتابعين العسكريين والسياسيين العالميين حيث قال الباحث الصيني وانغ تاو إن “اليمنيين أجرأ منا في مواجهة أمريكا”.’
زوال حتمي لإسرائيل
ويضيف الخبير في الشؤون العسكرية اللواء يحي المهدي “في إطار المواجهة ضد العدو الصهيوني برز في اليمنِ قائدٌ حكيم، شمّر عن ساعديه للوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم منذ بداية طوفان الأقصى، متحدياً قوى الاستكبار العالمي”.
وتابع قائلا: “السيد القائد كان القائد الأوحد في العالم العربي والإسلامي الذي اتخذ قراره بكل شجاعة وبأس وقوة وثقة كاملة بالنصر من الله العلي القدير”، لافتا إلى أن القوات المسلحة اليمنية أخذت قوتها من قوة قائدها وأصبحت رمزا للقوة العربية العظمى، لا تتحدى أمريكا المتغطرسة فحسب وإنما تستهدف أكبر قوة في العالم وهي الأساطيل البحرية الأمريكية التي أرهبت العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية”.
ويؤكد اللواء المهدي أن اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وكل محور المقاومة سينتصر على العدو الإسرائيلي وحلفائه وستزول “إسرائيل” من الوجود.
ويختتم المهدي حديثه بالقول ” ناهيك عن الرعب الذي دب إلى الضباط والجنود الأمريكيين في البحر الأحمر مما حدا بهم إلى الانتحار فقد أعلنت أمريكا مؤخرا انتحار أكثر من ٧٠ جنديا وضابطا “.
إنهاء الغطرسة الأمريكية في المنطقة
من جانبه يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن استهداف المدمرات الأمريكية وسفن الإمداد للمرة الثانية على التالي خلال أسبوعين له تأثيره الكبير على الأمريكي الذي بات يدرك جيدا أن السيادة اليمنية وتنامي القدرات اليمنية ستعطّل وجوده الذي كان ينطلق فيه من هذه المنطقة؛ لفرض نفوذه على المنطقة بشكل عام.
ويضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله ” أن العدو الأمريكي يفرض – من خلال تواجده البحري- أجندته فيما يتعلق بصراع النفوذ على المستوى العالمي”.
ويوضح شمسان أن أثر العمليات العسكرية ضد المدمرات الأمريكية والسفن سينعكس بالدرجة الأولى على الكيان الصهيوني الذي يمثل الأمريكي بالنسبة له العصا الغليظة والقوة العالمية أو القوة العظمى التي تفرض له الحماية على المستوى الإقليمي.
ويبين أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت بفضل الله تعالى إسقاط الهيبة والغطرسة الأمريكية في المنطقة، مبيننا أن أحداث البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي أثبتت أن لليمن اليد الطولى والعليا في هذه المنطقة.
ويحكي أن الاستهداف للمدمرات الأمريكية وسفن الإمداد ومطاردتها من منطقة إلى أخرى دليل على العمل الاستخباراتي الناجح للقوات المسلحة اليمنية، ومرونتها في التعامل مع التحديات والمواجهة، مبيننا أن أي تواجد للمدمرات والقطع الحربية الأمريكية في مسرح العمليات التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية ستكون هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية.
ويرى أن نجاح العمليات العسكرية اليمنية في ضرب السفن والمدمرات والبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية لها تداعيات كبرى على العدو الأمريكي وعلى ربيبته “إسرائيل” وعلى حلفائهم الإقليميين والدوليين.