هل السعوديون فعلاً يقاتلون دفاعاً عن الإسلام أم خدمةً لمصالح بلاد العم سام ؟!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
في الواقع لم يحشد أحدٌ من المسلمين كما حشد السعوديون للدفاع عن الإسلام و دار الإسلام في أفغانستان ضد الغزو السوفيتي في نهاية السبعينات، هكذا كانوا يخبرونا، و من كان يشكك قائلاً إنما قاموا بذلك لأن مصلحة أمريكا تقتضي القيام بذلك في إطار ما كان يعرف بالحرب الباردة، كانوا يردوا عليه قائلين : إنما هي مجرد إلتقاء مصالح ليس إلا !!
ولأن حبل الكذب قصير، فلم تمضِ سوى عشرين سنة حتى غزى الأمريكيون أفغانستان للقضاء على من دعمتهم و أرسلتهم السعودية يوماً، فماذا فعلت السعودية للدفاع عن دار الإسلام الذي دافعت عنه بالأمس القريب ؟! لم تحرك ساكناً، و إذ من كانت تطلق عليهم بالأمس بالمجاهدين أصبحوا فجأةً في نظرها إرهابيين، بل أن كل من كان يهم للذهاب هناك للجهاد، فمصيره السجن و المحاكمة !!
لماذا ؟! و مالذي جرى ؟! و هل يأتي ذلك في إطار الدفاع عن الإسلام حقيقةً ؟! ولماذا لم ترسل السعودية المجاهدين كما أرسلتهم أول مرة في أفغانستان للدفاع عن الإسلام و دار الإسلام في فلسطين، و كذلك في العراق عند إحتلالها من قبَل الأمريكان ؟! ولماذا ناصبت الثورة الإسلامية في إيران العداء من أول يوم وحركت مياة الطائفية الراكدة و الآسنة بينما كان الشاة في إيران يعتبر أكبر حليفاً لها ولأمريكا ؟! لماذا ؟! و لماذا ؟! و لماذا ؟!
أسئلة كثيرة لم أجد لها إلا جواباً واحداً هو لأن مصالح أمريكا تقتضي ذلك، و ما أكذوبة الدفاع عن الإسلام إلا غطاءٌ زائفٌ لإضفاء شرعية دينية لحكام آل سعود يختفي وراءها كل ما يقدمونه من إخلاصٍ و تفانٍ خدمةً لمصالح بلاد العم سام ؟!!!
و هنا السؤال :
لماذا كل هذا التفاني و الإخلاص الذي يقدمه حكام آل سعود خدمةً لمصالح الأمريكان حتى لو جاء ذلك على حساب مصالح الأسلام و المسلمين ؟!!
لمن لا يعرف الإجابة عليه أن يبحث عن ما دار بين الملك عبد العزيز آل سعود و الرئيس الأمريكي روزفلت في أول لقاء قمة سعودي أمريكي على متن السفينة الحربية (يو إس إس كوينسي) في عام 1945، وسيعرف الإجابة !!