هذه هي الثورة
بقلم / زيد أحمد الغرسي
صحيح ان ثورات بعض الشعوب العربية في عام 2011م كانت شعبية ومحقة وعادلة تعبر عن وجدان الضمير العربي لكن نتائجها لم تكن كذلك لعدة اسباب اهمها ان الامريكيين ركبوا موجة الثورات وحرفوها عن مسارها ومطالبها ووضعوا عملاءهم على رأس السلطات لتفريغ هذه الثورات من محتواها وهذا ما حدث في تونس ومصر وليبيا وبالتالي صار الوضع الى ما هو عليه حالياً ، إلا الثورة اليمنية فبالرغم من تطبيق نفس النموذج عليها بالحفاظ على نصف النظام الاخر بما سمي بالمبادرة الخليجية وتولي حزب الاصلاح العميل لمقاليد الحكم إلا أن الثورة لم تنطفئ بسبب وجود انصار الله وقيادة لم تساوم او تتنازل وواجهت كل المؤامرات واستمرت طيلة أربع سنوات بمسيرات جماهيرية حاشدة في اغلب المحافظات حتى توجت بثورة 21 سبتمبر التصحيحية والمستكملة لثورة فبراير 2011م.
تميزت هذه الثورة انها ثورة تحرر ومبادئ واخلاق وثقافة قرآنية لذلك لم تهداء ولم يستطيع الامريكي والاسرائيلي مواجهتها وخير دليل على ذلك ان اول من عبر عن قلقه منها هو العدو الصهيوني ليلة نجاحها في 21 سبتمبر.
ومع ذلك لم يهداء اعداء الامة في النيل من هذه الثورة وصاروا يحيكون المؤامرات تلو المؤامرات والعراقيل لإفشالها لأنهم يعرفون ما مدى أهمية نجاح هذه الثورة وبهذه المواصفات وتأثيرها على شعوب المنطقة والاحرار في العالم لاسيما ولديها قيادة ثورية استثنائية.
وبعد فشل كل التحركات عبر اياديهم الداخلية في اليمن استخدم الامريكيين والاسرائيليين اياديهم الاقليمية المتمثلة بالنظام السعودي والاماراتي لشن عدوانه على اليمن في محاولة لإيقاف الثورة وعرقلة تحقيق اهدافها التي بداء المواطن ملامسة بعض خيراتها كرد جزء من المظالم وايقاف الفساد والاغتيالات وطرد الامريكيين من قواعدهم واجهزتهم المخابراتية التي كانت تعيث في اليمن قتلاً وفساداً وإجراماً وهذا ما يفسر حقيقة تصريح عادل الجبير وزير الخارجية السعودي حالياً وسفيرها في واشنطن سابقا اثناء شن العدوان ليلة السادس والعشرين من مارس 2015م عندما اعترف بأنهم كانوا يخططون مع كل المؤسسات الامريكية واجهزتها بشن عدوان على اليمن ، ولو نلاحظ ان قرار العدوان العسكري اتخذ بعد خسارة اخر اوراقهم في الداخل هادي وعلي محسن وحزب التكفيريين ” الاصلاح ” في عرقلة تقدم الثورة وتحقيق لأهدافها .
هذه الاسباب الى جانب اهم سبب وهو محاربة الثقافة القرآنية التي استمد الثوار منها عزيمتهم واصرارهم واهدافهم فثقافة القران التي تأصلت في الشعب اليمني سببت هاجسا كبيرا للأمريكيين والإسرائيليين ما جعلهم يشنون عدواناً غاشماً اشتركت فيه اغلب دول العالم على اليمن بوسائل قذرة لم يسبق لها التاريخ مثيل وهذا ما تحدث عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في احد خطاباته خلال الذكرى الاولى لثورة 21 سبتمبر ان هذه هي الثورة الحقيقية التي جعلت الاعداء يواجهونها
ولو لاحظنا لم تواجه اي ثورة من ثورات 2011م الا الثورة اليمنية وبذلك يريدون ليطفئوا نور الله لكن الله متم نوره ولو كره الكافرون