وانتصرت غزة
وانتصرت غزة
يمني برس- بقلم- زينب الشهاري
غزة،،،غزة،،،يا حشاشة القلب، لقد هزمتهم، نعم هزمتهم فردا فردا، ودستِ على شر وخبث وحقارة العالم بقدميك المخضبة بالدم، كنت انت من واجهت توحش عالم ملطخ بالأطماع والمصالح والكذب، بالطفل الذي يخرج من تحت الأنقاض، والمرأة التي تحتضن وليدها الجائع تحت خيمة طمرتها الأمطار، بالرجل الذي يجمع أشلاء عائلته ويدفنهم في صمت، بضربة قذيفة يطلقها مقاوم، بصبر نازح يلظيه الجوع وتلاحقه الصواريخ، بأنين جريح تبتر أعضائه.
غزة الروح،،، كانت أشهر ثقيلة حملتها، لم تكن أطنان الصواريخ وشلالات الدماء الأكثر إيلاما بل أشهر من وجع الخيانة والخذلان هي الأمر والأبشع، ظلت رائحة الموت وشبحه يجثم على أحبائك ويلتقطهم الواحد تلو الآخر، إلا أن عزائك فيهم انتقالهم الى جنة يترفون ويتنعمون فيها بعيدا عن وحشية وإجرام عالم كشر عن أنيابه ونهش في جسدك بلا هوادة.
لا زلت وستظلين الانبهار الذي أسر الأفئدة والسحر الذي أذهل العقول، أيعقل أن يصب العذاب ألوانا على قطعة صغيرة، لتخيبي كل توقعاتهم بسقوطكِ، فلم يشاهدوا غير التحدي في الأحداق والصلابة في الملامح والبأس في المواجهة، فسقطوا هم وبقيت أنتِ.
نعم، سقط العالم كله، ولم تسقطِ البتة، انهزم العالم كله، وانتصرت أنت، انكشفت سوءة العالم وبقيت متمسكة بكساء العز والفخار، كنتِ أكبر من مكرهم، أعظم من تآمرهم، أقوى من حقدهم، وها هو العالم يرضخ، يستسلم، يذل و يجر أذيال الهزيمة مطأطأ رأسه أمامكِ أيتها العظيمة.
كنتِ الدرس الذي خشيه العالم والحقيقة التي اختبأ منها، كنت الكاشفة الفاضحة المعرية، سلام عليك يا غزة، سلام على أرواح دارت بفنائك، تقاتل وتستبسل وتواجه، سلام على الطفل والشيخ فيك، سلام على فصائل مقاوميك وهم يجرعون أعدائك الموت الزؤام، سلام على أرضك المحروقة المتشبعة بدم أبنائك، سلام عليك وأنت جنة على الارض لم ينقطع اتصالها بالسماء ولا لثانية فهي معراج لالتقاء شهداء الأرض بملائكة السماء نحو العلياء.
خاب وانهزم وسقط أعداؤك يا غزة وانتصرت أنت، انتصرت لأن صبرك وإيمانك بالله كان الأقوى والأعظم وتمسك أبنائك بثراك كان الأقدس والأروع، انتصرت بلحمة وتضامن إخوانك في جبهات الإسناد والمقاومة، وان كان لا زال للشر صولة فللحق الف صولة وصولة ويظل الحق ظاهرا مبينا والباطل ضعيفا زهوقا.