“منطقة خضراء” أمريكية في عدن المحتلة
“منطقة خضراء” أمريكية في عدن المحتلة
يمني برس- متابعات
بعد فشلها في حسم الخلافات المحتدمة بين الأطراف الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في جنوب اليمن خلال الأشهر الماضية، اتجهت الولايات المتحدة إلى إنشاء “منطقة خضراء” في مدينة عدن، ستكون تحت حماية قوات أميركية، بذريعة نقل مقرات المنظمات الدولية والوكالات الأجنبية من صنعاء، في أعقاب تصنيف حركة “أنصار الله” منظمة إرهابية عالمية.
واعتبر مراقبون هذا التوجه نتيجة لاستمرار الانقسام السياسي والأمني والعسكري في أوساط “المجلس الرئاسي”، وعدم ثقة واشنطن بقدرة حكومة أحمد بن مبارك على حماية تلك المنظمات والوكالات، خاصة في ظل استمرار تحكّم فصائل “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات بالملف الأمني في المدينة.
وقالت مصادر سياسية في عدن، لـ”الأخبار”، إن “الأميركيين اختاروا منطقة المعاشيق التي تحصّنها ثلاثة جبال محيطة بها ولها مدخل رئيسي واحد، ما يسهّل تأمينها”، علماً أن قوات أميركية تتمركز بالقرب من القصر الرئاسي القائم في تلك المنطقة، والواقع في دائرة شبه معزولة في مديرية كريتر في عدن، حيث يطل على مديرية التواهي والساحل. وسبق لوحدة أميركية متخصّصة في مكافحة الإرهاب، أن اتّخذت من منطقة المعاشيق مقراً لها خلال الفترة 2010 – 2015، بحجة مكافحة الإرهاب، فيما يأتي الاهتمام الأميركي اليوم بالمدينة في إطار مخطط جديد لإنشاء قواعد عسكرية في جنوب اليمن.
وبالتزامن مع إعلان الهيئة التنفيذية لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، أمس، استعدادها لتوفير الأمن للوكالات والمنظمات الدولية التي يُعتقد بأنها ستنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن، كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة عن استحداث نقاط عسكرية بالقرب من قصر المعاشيق الذي تتخذه الحكومة الموالية للتحالف و”المجلس الرئاسي” مقراً لهما. وأظهرت الصور إقامة ملاجئ أرضية واسعة، لها ثلاثة مداخل ومخارج رئيسية، بالإضافة إلى طريق إسفلتي جديد بمحاذاة مياه البحر يربط بين اثنين من المداخل. وبحسب المعلومات، فقد تمّ البدء بإنشاء الطريق نهاية 2022، وتجري توسعته في المرحلة الراهنة، فيما المباني الرئيسية جرى تشييد قرابة عشرة منها منتصف 2023، في أعقاب وصول قوات أميركية إلى قصر المعاشيق في العام نفسه. وأشارت المعلومات إلى أن فريقاً هندسياً أميركياً – إماراتياً أشرف على إقامة الملاجئ والمباني، في حين منعت القوات الأجنبية المكلفة بحماية القصر الصيادين المحليين من دخول مياه البحر في المناطق المحيطة بـ”المعاشيق”، خلال الأشهر الماضية.
وتزامن التحرك الأميركي الأخير، مع تأكيد وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية قرب استكمال مهبط القاعدة العسكرية الإماراتية – الإسرائيلية في جزيرة عبد الكوري التابعة لأرخبيل سقطرى. وقالت الوكالة إنه “من المرجّح أن تكون الإمارات هي من بَنت المدرج”. وذكرت أن “مهبط الطائرات في جزيرة عبد الكوري يمثّل منطقة هبوط رئيسية للعمليات العسكرية التي تقوم بدوريات في هذا الممر المائي”.
وعلى رغم إعلان سلطات محافظة حضرموت، أول أمس، افتتاح مطار الريان للمرة الأولى منذ عشر سنوات أمام الطائرات المدنية، إلا أن ناشطين كشفوا أن المطار أصبح جاهزاً لاستقبال طائرات شحن عسكرية بعد قيام دول “التحالف” بترميم مدرجه العسكري وتوسيعه، مشيرين إلى أن الإعلان عن افتتاحه أمام الرحلات المدنية مجرد تضليل. وفي الإطار نفسه، قالت “أسوشيتدبرس” إن صوراً أخرى التقطتها الأقمار الصناعية كشفت عن إنشاء مدرج آخر جنوب المخا في تعز بالقرب من مديرية ذباب المطلة على منطقة باب المندب، وأشارت إلى أن المدرج يتم إنشاؤه بنفس طول مدرج مطار عبد الكوري.
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد