المنبر الاعلامي الحر

تفرد يمني في إذلال أمريكا

تفرد يمني في إذلال أمريكا

 

طالما عُرف عن الولايات المتحدة الأمريكية بأنها الدولة العظمى في العالم، والدولة التي لا يجرؤ أحد على الوقوف في وجهها، وإن فكر أحد في ذلك فلن يسلم من شرها، والوقائع والأحداث كثيرة والشواهد لا يمكن حصرها، فما جرى في العراق وأفغانستان وسوريا وفلسطين المحتلة من قتل بمئات الآلاف ونهب للثروات وبناء للقواعد العسكرية وإنهاك للاقتصاد، وغيرها من الوسائل العدوانية التي أوصلت المنطقة الإسلامية حكاماً وشعوباً إلى حالة الاستسلام والخنوع التام، بل والمشاركة مع الأمريكي في تنفيذ مخططاته الإجرامية.
منذ عقود من الزمن، تُعَد اليمن الدولةَ الوحيدة التي استطاعت ضرب أمريكا والدخول معها في حرب مباشرة، لضرب سفنها التجارية وقطعها الحربية وحاملات الطائرات التابعة لها لأكثر من عام، وبالتوازي مع ذلك ضربت اليمن العمق الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية، وأدخلت الملايين من المغتصبين الصهاينة إلى الملاجئ.
الاستهداف اليمني للمصالح الأمريكية والإسرائيلية خلال إسناد غزة استمر منذ الأسبوع الأول لطوفان الأقصى حتى الساعات الأخيرة لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. التصعيد اليمني كان بشكل متدرج ومتصاعد، بشكل محسوب بعناية فائقة يواكب التطورات في غزة، وبأسلحة دقيقة جداً وذات مفعول شهد الجميع بتأثيره، مع إتقان فريد لإدارة المعركة والتنقل بين مراحلها الخمس، والتطوير للقدرات والأسلحة بما يتواءم مع نوعية الأهداف والقوة المرتبطة بها، مع إدراك للتأثيرات على المستوى العسكري والاقتصادي وكذلك المعنوي.
اعتبارات عدة جعلت اليمن يتفرد عن غيره في الموقف من غزة، بينها الموقع الاستراتيجي والإشراف المباشر على باب المندب؛ الممر الدولي الذي تمر عبره ثلث التجارة العالمية، وكذلك القيادة الحكيمة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظه الله” الذي استطاع – بالرغم من شح الإمكانات –انتشال اليمن من براثن الجهل والتخلف، ليكون في مصاف الدول القادرة على تغيير المعادلات الإقليمية والدولية، وصناعة واقع خال من الهيمنة الغربية، لا مكان فيه للغة الاستعلاء والعنجهية، وكلمة الفصل فيه لشعب الحكمة والإيمان صاحب الرصيد الأعلى من قيم العزة والإباء والنخوة والشهامة والنجدة والشجاعة.
تكاملت معادلة النصر في اليمن:(مشروع قرآني، قائد عظيم، شعب كله حكمة وإيمان). ناهيك عن المميزات الجغرافية والتاريخ العريق. لقد ترجم اليمنيون هذه المؤهلات في أرض الواقع في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس)، مضافا إليها ما عرف عن اليمنيين قديما وحديثا من فطنة وذكاء وقدرة عالية على الصمود في وجه التحديات، والتأقلم مع كل الظروف القاسية الصعبة، ناهيك عن الشجاعة المعهودة والقيم النبيلة والشخصية القوية.

إسناد غزة

الإسناد اليمني لغزة لم يكن حدثاً عادياً، بل منعطفاً مهماً في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، فوحدها اليمن (وفقط) هي من وقفت (رسمياً وشعبياً) مع غزة، واستطاعت إغلاق ميناء “إيلات” للمرة الأولى منذ تاريخ إنشائه كبوابة للكيان الصهيوني على البحر الأحمر، إضافة لقدرة اليمن على إيصال الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي إلى الصفر، ما خلق أزمة اقتصادية متصاعدة بشكل يومي في الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه حتى قالت بعض التحقيقات أن كلفة العمليات اليمنية البحرية على العدو ومن في صفه لأكثر من (200) مليار دولار حسب ما ورد في تحقيق وكالة “أيكونيست” البريطانية.
هذا ليس كل ما حصل، فاليمن تجاوزت التأثير في الاقتصاد العالمي؛ إذ وجهت اليمن ضربات موجعة ومؤلمة جدا للبحرية الأمريكية بعد تمكنها من استهداف (30) سفينة تجارية أمريكية، وخوض ما يزيد عن (93) عملية اشتباك مع القطع البحرية الأمريكية وحاملات طائراتها، ولأول مرة تتجرأ فيها دولة على ضرب الأسطول الأمريكي بشكل مباشر.
والأهم من ذلك إدخال اليمن طائرة (يافا) المسيّرة وصاروخ (فلسطين2) في المعادلة، وكان هذا أبرز تطور في المعركة مع العدو الإسرائيلي الذي لم يتمكن من الصمود أمام هذه الأسلحة التي أدخلت ملايين المغتصبين إلى الملاجئ، بالتزامن مع عجز التحالف الأمريكي المكون من عشرات الدول عن إيقاف العمليات اليمنية أو الحد منها كأقل تقدير.

أمريكا تفشل في ترميم قوتها

 

المعركة التي خاضتها اليمن مع العدو الأمريكي والإسرائيلي لو أقدمت عليها دولة أخرى لكان الموقف الأمريكي مختلفاً تماما، نظراً للحرج الكبير لواشنطن بعد استهداف بارجاتها وقطعها الحربية والاستمرار في ضرب “تل أبيب”، لكن ولمعرفة الأمريكي بصعوبة المعركة في اليمن، وانعدام الخيارات في ردعه نتيجة للجرأة اليمنية المتعاظمة وتمرس اليمنيين على القتال وتشبثهم بأرضهم واستعدادهم العالي للتضحية في سبيل الله ومواجهة ألدّ أعداء الأمة؛ لكل ذلك ذهبت الولايات المتحدة لاستراتيجية التجاهل الإعلامي وحرف الأنظار؛ لأن التحدي كبير، وليس بوسع واشنطن المجازفة فيه، خاصة بعد فشل أذرع أمريكا (السعودية والإمارات) في إخضاع اليمن طيلة 10 سنوات مضت.
هذا النوع من الضرب الاستراتيجي لخطوط التجارة المتعاملة مع “إسرائيل”، وللقطع البحرية الأميركية الاستراتيجية، كان يمكن أن يشعل حرباً كبرى لو أن الظروف مختلفة، ولو كانت واشنطن تضمن تفاعلات الأحداث لاحقاً. لكن الأخيرة تعاطت بواقعية شديدة من خلال استراتيجية تجاهل إعلامي وحرف أنظار لأن التحدي المتكرر لحاملات الطائرات يشكل أحداثاً محرجة بصورةٍ غير مسبوقة، ويؤثر سلباً على هيبة الحضور الأميركي في المنطقة.
يمكن القول إن عمليات اليمن ضد السفن الأمريكية والبريطانية والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي على امتداد البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط وإلى المحيط الهندي حدث عالمي كبير بأبعاده،ز وربما تكون هذه القوة أول من واجهت الولايات المتحدة بهذا المستوى منذ الحرب العالمية الثانية.
الحسابات الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة الأمريكية لا تساعدها على شن عدوان مباشر على اليمن، فالجيش الأمريكي غير مؤهل للدخول في حرب برية في اليمن حسب اعتراف الأمريكي نفسه، أضف إلى ذلك أن أذرع واشنطن ليس بمقدورها مهاجمة اليمن، فكل مصالحها سواء في الرياض أو أبو ظبي أصبحت تحت رحمة الأسلحة اليمنية، ما يعني أن تصدير الرياض للنفط (على سبيل المثال) سيصبح صفراً، ما سيخلق أزمة عالمية قد ترفع سعر برميل النفط لما يزيد عن الـ( ألف) دولار، وعلى ذات السياق بمقدور اليمن سلب الأمن والاستقرار من دبي وأبو ظبي، وهما العمود الفقري للاقتصاد في الإمارات التي لا يمكن لها المخاطرة بكيانها من أجل سواد عيون المجرم ترامب.
ذهاب الأمريكي للتصعيد في اليمن بعد قرار تصنيف أنصار الله في لائحة “الإرهاب”، لن يعود على الولايات المتحدة سوى بالمزيد من الخسائر على كافة المستويات، لأن الشعب اليمني لا يمكن له السكوت على من يستهدفه أو يلحق به الضرر، فالأمريكي يعرف جيدا أن اليمن لا حدود حمراء له، ولا يلقي أي اعتبارات ولا يلتزم بأي قوانين تتعارض مع مصالحه مهما كان مصدرها. فشعب اليمن يجيد استخدام السلاح بشكل يحفظ له كرامته وأمنه واستقلاله مهما عظمت القوى المناوئة له، فإن الله الأقوى وبيده عواقب الأمور.

نماذج من الفشل الأمريكي

 

لقد خبر اليمن بشكل جيد مدى العجز الأمريكي واستطاع توجيه الضربات الموجعة للأسطول الأمريكي في أول مواجهة مباشرة مع أمريكا، وتمكن اليمن من إيصال واشنطن للاعتراف بصعوبة المعركة مع اليمن التي تمتلك أسلحة متطورة ودقيقة الإصابة.
تمكن اليمن من استهداف (30) سفينة تجارية أمريكية خلال إسناد غزة، وتنفيذ (78) عملية اشتباك مع البوارج والقطع الحربية الأمريكية في البحر، وقد اعترف نائب رئيس الأسطول الأمريكي قبل أيام بأن اليمن استهدف 140 سفينة تجارية و150 سفينة حربية.

وفي الجدول التالي توضيح للعمليات العسكرية اليمنية ضد السفن الأمريكية:

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com