المنبر الاعلامي الحر

وداعًا إلى جوار الأحبة شهيدنا الأقدس.

وداعًا إلى جوار الأحبة شهيدنا الأقدس.

يمني برس ـ بقلم ـ صفوة الله الأهدل

أمسكت قلمي وحاولت أن أكتب مقال كما في كُـلّ مرة، لكنّ قلمي توقف برهة عند هذه الشخصية العظيمة مهابةً واحتراما؛ من أين يبدأ وماذا يكتب وماذا أخلّد أنا في مذكراتي! الشهيد السيد/ حسن نصر الله غني عن التعريف وتاريخه الجهادي يحكي عنه، سيُدفن ويوارى الثرى، ولكن هل يتوارى القمر عن منازله، وهل تتوارى الشمس عن مستقرها، وهل تتزعز الأرض بعد ثباتها، وهل تسقط السماء بعد ارتفاعها، وهل تختفي النجوم عن مكانها، وهل تتيه الكواكب عن مسارها، وهل تتغير قِبلة عن موضعها، وهل يضيع الشرفاء في وطنهم، وهل يتنكّر المُحسن إليه للمُحسن والمُتفضّل عليه، وهل يُنسى نهر سقى العطشى، وهل يتبخر نصر تجلت معالمه؟!

وداعك يا سماحة العشق حزن يتجدد ووجع لا يتبدد؛ برحيلك فقدنا نجم من نجوم الأرض، وعلم من أعلام الدين، وصرح من صروح الإسلام، فأنت آية من آيات القرآن الكريم؛ وبقية خاتم الأنبياء والمرسلين، ووعد الله ونصره، وروح الإيمان، وقِبلة الأحرار، ونور المستبصرين، ودليل التائهين، ووطن الشرفاء، ومنبع العزة والكرامة، وقائد المجاهدين، وناصر المظلومين، وعون المستضعفين، وأنيس الغرباء، وغوث المستغيثين والملهوفين، يا حامي حما المسلمين، يا ثورة في وجه الظالمين، ويا مذل اليهود والمتصهينين، وكلمة الحق في زمن الباطل، وصادق العهد في قرن العمالة والنفاق، وصانع مجد الأُمَّــة وتاريخها في وقت الذلة والمهانة، كنت رجل بحجم أُمَّـة، قل لي الآن من سيملئ هذا الفراغ ويسد ثغر المسلمين بعدك؟ أأنت تعبت وأردت أن تستريح؟، أم أنك اشتقت لربك وطلبت لقاءه فلحقت بقافلة العشق المقدّسة قافلة جدك الإمام الحسين؟ وهل حقًا سقط جسدك إلى الأرض كما قيل، أم أن روحك عانقت السماء، وهل يصح لثرى أن يحتضن الثريا؟!

نحن منذ نعومة أظافرنا كبرنا على سماع صوتك، ومشاهدة خطاباتك القوية، ومتابعة انتصاراتك العظيمة، وتربينا على اتباعك، واقتفَاء آثارك، والاستقاء من عزتك وكرامتك، وتعلمنا منك أن نكون للمظلوم عونًا للظالم خصمًا، وارتشفنا من نخوتك وإباءك للضيم، كنت أمين لحزب الله واليوم أصبحت أمينا في كُـلّ القلوب، لذا عهدًا منّا أن نسير على دربك، وأن نكمل الطريق الذي سرت عليه، وألّا نترك غزة وحدها يستفرد بها الإسرائيلي والأمريكي، وأن نقف بجانب فلسطين والمظلومين في العالم، وأن نناصر قضايا الأُمَّــة، وندافع عن المقدّسات الإسلامية؛ فهذا وعد قطعناه على أنفسنا حتى نلقى الله كما لقيه السيد حسن نصرالله- رضوان الله عليه-.

شهداؤنا القادة صنعوا التاريخ ببطولاتهم فخلّدناها بأقلامنا دروسًا يستقي منها أجيالنا، رحلوا بأجسادهم فأحيينا ذكرهم، حفظوا ماء وجه الأُمَّــة فنثرنا عبق جهادهم، أعادوا مجدنا الضائع وما سرقه الأعداء منّا لنتذكّر تضحياتهم، قدّموا الإسلام في أبهى صوره لننشر تعاليمه، أوصلوا رسالة من كان رحيمًا بالمؤمنين وشديدًا على الكفار والمنافقين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com