اليمن يعلن الحصار بالحصار: موقف تاريخي لدعم غزة وكسر سياسة التجويع
اليمن يعلن الحصار بالحصار: موقف تاريخي لدعم غزة وكسر سياسة التجويع
يمني برس- تقرير
في خطوة تاريخية تعكس عمق التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، أعلن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مساء يوم الجمعة الموافق 7 مارس، عن إعطاء الكيان الصهيوني مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإلا فإن اليمن ستستأنف عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
هذا الإعلان جاء في كلمة للسيد القائد تناولت آخر التطورات الإقليمية والدولية، وأكدت على أن اليمن لن تتفرج على سياسة التجويع والتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
اليمن تضع الكيان الصهيوني أمام خيارين: رفع الحصار أو مواجهة عسكرية
في كلمته، أشار السيد القائد إلى أن اليمن لن تسمح باستمرار الحصار الخانق الذي يفرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، والذي يحرم السكان من أبسط حقوقهم الإنسانية في الغذاء والدواء.
وأكد أن اليمن، ومن خلال قواتها المسلحة، ستستأنف عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية إذا لم يتم فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية خلال الأيام الأربعة القادمة.
وأوضح السيد القائد أن هذا الموقف يأتي في إطار التزام اليمن بدعم الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأبشع أنواع القمع والإبادة الجماعية من قبل العدو الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني يماطل في الوفاء بالتزاماته الإنسانية، بينما حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قد التزمت بكل بنود الاتفاقيات الموقعة.
ردود فعل إقليمية ودولية: ترحيب واسع بالموقف اليمني
لقى إعلان السيد القائد ترحيباً واسعاً من قبل حركات المقاومة الفلسطينية والقوى السياسية في المنطقة.
فقد أشادت حركة “حماس” بالقرار اليمني، ووصفته بأنه يعكس عمق الارتباط بين الشعب اليمني والشعب الفلسطيني.
كما أكدت أن هذا القرار يمثل امتداداً لدعم اليمن المستمر للقضية الفلسطينية على مدار 15 شهراً من الحرب والإبادة.
من جانبه، أشاد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، بالموقف اليمني، ووصفه بأنه “كبير وعظيم”، ودعا الجميع إلى التعلم من هذه المواقف والالتزام بها.
كما أكد أن الموقف اليمني سيضغط على الكيان الصهيوني، وسيُظهر أن غزة ليست وحدها في مواجهة العدوان.
اليمن تنتقل من مرحلة الإسناد إلى مرحلة الردع
في تحليل للوضع، أشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، وسيم بزي، إلى أن الموقف اليمني يمثل نقلة نوعية في استراتيجية الدعم للقضية الفلسطينية. فبعد أن كانت اليمن تقوم بدور الإسناد والدعم اللوجستي، فإنها اليوم تنتقل إلى مرحلة الردع، حيث تهدد الكيان الصهيوني بعمليات عسكرية مباشرة إذا لم يلتزم بفتح المعابر.
وأكد بزي أن هذا الإعلان اليمني يضع الكيان الصهيوني أمام خيارين: إما الالتزام بالاتفاقيات ورفع الحصار، أو مواجهة عواقب عسكرية خطيرة.
وأشار إلى أن اليمن أثبتت خلال الفترة الماضية قدرتها على التأثير في مسار الحرب، من خلال عملياتها البحرية التي طالت مراكز حيوية داخل الكيان الصهيوني.
اليمن ترفع سقف التحدي: رسالة قوية للعالم
في تعليق على الموقف اليمني، قال الكاتب العربي البارز، عبدالباري عطوان، إن الإعلان اليمني يمثل رسالة قوية للعالم أجمع، مفادها أن اليمن لن تترك الشعب الفلسطيني يواجه العدوان وحده.
وأكد أن الكيان الصهيوني سيأخذ التهديد اليمني على محمل الجد، خاصة في ظل القدرات العسكرية التي أظهرتها اليمن خلال الفترة الماضية.
وأضاف عطوان أن اليمن، من خلال هذا الإعلان، تضع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية أمام مسؤولياتهم، وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
الخروج الشعبي في صنعاء: تأييد واسع للموقف اليمني
عقب إعلان السيد القائد، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خروجاً شعبياً حاشداً، حيث تجمع الآلاف من الشباب والمواطنين للتأكيد على دعمهم للقرار اليمني.
وردد المشاركون هتافات منددة بالكيان الصهيوني ومؤكدة على استمرار دعم اليمن للشعب الفلسطيني.
وأكد المشاركون في الوقفة أن الشعب اليمني يتابع باهتمام كبير التطورات في فلسطين، ويؤكد على استمرار دعمه للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
اليمن تثبت مرة أخرى أنها في قلب المعركة
يمكن القول إن الموقف اليمني الجديد يمثل نقلة نوعية في استراتيجية الدعم للقضية الفلسطينية، فبعد أن كانت اليمن تقوم بدور الدعم اللوجستي والإسناد، فإنها اليوم ترفع سقف التحدي وتعلن استعدادها لخوض مواجهة عسكرية مباشرة إذا لم يلتزم الكيان الصهيوني برفع الحصار عن غزة.
ويعكس هذا الموقف عمق التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويؤكد أن اليمن، على الرغم من التحديات الداخلية التي تواجهها، تظل في قلب المعركة ضد العدوان الصهيوني.
كما يضع هذا الإعلان الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم، ويدعوهم إلى التحرك العاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
تثبت اليمن، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مرة أخرى أنها ليست مجرد دولة عربية، بل هي قلعة من قلاع المقاومة، وشريك استراتيجي في معركة تحرير فلسطين.