من (وعي وقيم ومشروع) تعليق السيد القائد على قرار حظر ملاحة سفن العدو ..
من (وعي وقيم ومشروع) تعليق السيد القائد على قرار حظر ملاحة سفن العدو ..
يمني برس- بقلم- عبدالفتاح حيدرة
في تعليقه حول قرار القوات المسلحة اليمنية حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي أكد السيد القائد دخول القرار حيز التنفيذ في منطقة العمليات ، وسيتم استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر في منطقة العمليات المعلنة وهذه خطوة عملية وموقف ضروري، لأن ما قام به العدو من منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر يهدف إلى التجويع للشعب الفلسطيني في القطاع، وان التجويع لمليوني فلسطيني في قطاع غزة جريمة كبرى توصف بكل أوصاف الجرائم الكبرى، فهي جريمة حرب، هي جريمة ضد الإنسانية، وان الصمت والجمود في الموقف العربي تجاه هذه الخطوة التصعيدية وفرض التهجير القسري يعتبر خطيئة كبيرة وتنصلا عن مسؤولية كبرى، مؤكدا ان سقف موقف الأنظمة العربية مهما أقدم عليه العدو من خطوات عدوانية وتصعيدية وظالمة وإجرامية واضح للعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي، وان سقف الموقف العربي ومن خلفه الموقف الإسلامي في أغلبه هو إصدار بيانات حتى في صياغتها يراعون فيها ألا تكون شديدة اللهجة وهو ليس الموقف الصحيح لأمة لديها كل هذه القدرات الإمكانات، فالموقف العربي والإسلامي لا يرقى إطلاقا إلى مستوى المسؤولية الإنسانية والدينية والأخلاقية على هذه الأمة وتجاه مظلومية شعب هو جزء منها..
وأكد السيد القائد ان ما يقدم عليه العدو الإسرائيلي من خطوات عدوانية إجرامية ظالمة يأتي بدعم أمريكي وتخاذل عربي إسلامي، وان هناك عاملان مشجعان للعدو الإسرائيلي هما الدعم الأمريكي والشراكة الأمريكية وطاقم العمل في إدارة ترامب هم أكثر صهيونية ووقاحة وجرأة في وضوح اعتدائهم الشديد للشعب الفلسطيني وللمسلمين عموما، وان عناصر إدارة ترامب حريصون على أن يكونوا متميزين بخطوات أكثر عدوانية مما قدمته إدارة بايدن قبلهم، وان العدو يعتبر أن الظروف مهيأة في إطار التخاذل العربي والدعم الأمريكي المفتوح ويتشجع على الإقدام على مثل هذه الخطوات العدوانية، وان حالة التخاذل هي مؤثرة حتى على الموقف في بقية البلدان الإسلامية بسبب ان الأنظمة العربية الكبرى متواطئة مع الأمريكي والإسرائيلي وتعمل على منع أي خطوات عملية تخدم الموقف الفلسطيني
إن عدم وجود خطوات عملية من الجامعة العربية ولو حتى على مستوى المقاطعة الدبلوماسية ولا على المستوى الاقتصادي ولا بأي شكل من الأشكال يعني ان المواقف السلبية تجاه إخوتنا المجاهدين في فلسطين لم تتغير ، والأنظمة العربية لم تغير لوائحها في تصنيفهم الإرهاب، والأسوأ هو ما أعلنه البنك الدولي عن قيام بعض الأنظمة العربية بفتح مسار بري للالتفاف على الحصار اليمني ضد العدو الإسرائيلي وهذا الاعلان هو الأقرب لحقيقة التورط العربي ، ولو اتخذ العدو الإسرائيلي قرارا بإبادة كل الشعب الفلسطيني لما تجاوز الموقف العربي سقف البيانات التي تتضمن بعض الأمنيات، ولو قرر العدو الإسرائيلي هدم المسجد الأقصى أو تهجير الشعب الفلسطيني بالكامل لكان سقف الموقف العربي هو بيانات التنديد والشجب، وسقف التنديد العربي مسألة خطيرة جدا تشجع العدو الإسرائيلي في مساره التصعيدي المتدرج ولكنه ضمن برنامج واضح بأهدافه واياته، ولا يجوز لشعوب أمتنا أن تربط مواقفها بمستوى سقف الأنظمة العربية لأنه سقف يعبّر عن حالة التخاذل والتنصل عن المسؤولية..
ان الخطوات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي يجب أن يكون في مقابلها خطوات عملية، وقد اتجهنا إلى قرار حظر الملاحة الإسرائيلية من واقع إدراكنا أنه لا بد من خطوات عملية إزاء التعنت والوحشية الإسرائيلية، والدعم الأمريكي يجعل العدو الإسرائيلي يقدم على خطوات عدوانية كبيرة لا يمكن أن يتوقف عنها إلا بالردع والمواقف القوية العملية، وحظر الملاحة الصهيونية ليس سقف موقفنا إنما هو الخطوة الأولى في موقفنا، وسنتجه إلى خطوات تصعيدية أخرى وبسقف عالٍ إذا استمر العدو الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ولم يسمح بدخول المساعدات، ان الخيارات العملية كلها مطروحة على الطاولة إزاء استمرار التجويع للشعب الفلسطيني، فواقع الأنظمة العربية إما أنها متخاذلة أو تعادي من يتخذ المواقف العملية ضد التصعيد العدواني الإجرامي للعدو الإسرائيلي، وهناك من الأنظمة العربية من يعادينا لموقفنا هذا أشد العداء، لأننا نقف مثل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني والمواقف التحررية، والبعض من الأنظمة العربية حتى المتعاطفة معنا ترى في موقفنا هذا حماقة وترى فيه تهورا وترى فيه تصرفا غير مناسب والكثير يوجه إلينا اللوم..
نحن في اليمن قيادة وشعبا وجيشا ندرك أننا في هذه المرحلة التاريخية المهمة في العصر الذي يكثر فيه اللوم لمن يقف موقف الحق، يكثر فيه اللائمون، يلومونه ينتقدونه بكل أشكال اللوم، فهناك من يصنف موقفنا بأنه موقف لا ينسجم مع المصالح العامة والمكاسب السياسية والمصالح الاقتصادية، ومنهم من يشكك فيه، بينما يجب أن يتوجه كل اللوم، كل الاحتجاج، كل الانتقاد، كل الضغط على العدو الإسرائيلي لأنه يريد أن يجوع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ينبغي للجميع أن يتوجهوا إلى العدو باللوم والانتقاد والاحتجاج والحملات الإعلامية والهجوم بكل أشكاله والضغط السياسي، ومن واجب الجميع أن يساند أي موقف داعم للشعب الفلسطيني لما يكون موقفا فعليا عمليا يمثل خطوة عملية ضاغطة على العدو الإسرائيلي..
إن الاعوجاج الكبير في واقع الأمة هو بالشكل الذي دائما يوجه اللوم ضد الموقف الحق، ويسكت ويتجاهل ويتغاضى عن الموقف الباطل والظالم، ان أمريكا تقف مع العدو الإسرائيلي بشراكة تامة في كل خطواته التصعيدية والعدوانية، وتشارك حتى في التهديد والوعيد للشعب الفلسطيني، والغرب كذلك علاقته ودعمه ومساندته للعدو الإسرائيلي واضح، والحقائق تفضح تواطؤ كبار الأنظمة العربية بتعاونها الفعلي مع العدو الإسرائيلي، وكبار الأنظمة العربية تعطي للفلسطينيين بيان في ورقة مكتوب ليس وراءه أي خطوات عملية، وتفتح مسارات برية للدعم الاقتصادي للعدو، و ايظا كبار الأنظمة العربية تحرض في السر العدو الإسرائيلي على خطواته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وهذا هو الشيء المؤسف، وعلى أي متابع عربي ان يقارن بين ما يفعله الأوروبيون مع أوكرانيا وما يفعله العرب مع فلسطين، سيجد الفارق الكبير جدا، الحالة العربية هي حالة تخاذل في معظمها وتواطؤ في بعضها والتعاون مع العدو الإسرائيلي في بعضها واحتواء للمواقف، وبعض العرب اتجهوا للاهتمام بأوكرانيا كذلك، يعني مشغولين مع الغرب ليسوا فاضين للانشغال بالقضية الفلسطينية والهموم العربية وهموم أمتنا الإسلامية، والخطوة التي أعلنتها قواتنا المسلحة هي الخطوة الأولى، وسقفنا عالٍ جدا، وكل الخيارات مطروحة في واقعنا في الاستعداد العملي وللتنفيذ إن لم يتوقف العدو عن الحصار للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتجويع له..