المنبر الاعلامي الحر

“غرير العسل” يفشل عدوان “الفارس الخشن”

“غرير العسل” يفشل عدوان “الفارس الخشن”

يمني برس ـ  تقرير || صادق سريع*

“إننا نستنزف كل الاستعدادات والذخائر والوقود، ولم يخافنا اليمنيون، بل هدَّدوا بتوسيع أهدافهم لتشمل الإمارات، وبالمثل جعلوا دفاعات السعودية في حالة تأهب قصوى”، وفقاً لتأكيد المسؤولين الأمريكيين لشبكة “سي إن إن”.

وقالت: “إن الغارات الجوية، التي تشنها إدارة ترامب على اليمن مُنذ 15 مارس الفائت، وأدت إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين، لم تنجح في ترهيب قوات صنعاء، أو التأثير على عملياتها، ولم تجبر الأخيرة على الاستسلام الذي يصعب تحقيقه”.

وأضافت، في تقرير منتصف الأسبوع الجاري: “إن القادة العسكريين والسياسيين اليمنيين لم يُمسّوا، ومواقع إطلاق الصواريخ لم تدمر، ولا تزال تطلق عشرات الصواريخ الباليستية على “إسرائيل”، ووابلاً من المسيّرات والصواريخ على سفن البحرية الأمريكية، ما يعني أن تهديد قوات صنعاء لا يزال قائماً”.

وتابعت: “التاريخ يُظهر أن اليمنيين يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الألم، وقد خرجوا منتصرين من حروب عدوانية استمرت 8 سنوات شنها تحالف دول العدوان العربي بقيادة السعودية وعدوان جوي من أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا”.

قصف استعراضي

تقرير الشبكة الأمريكية شبَّه قوات صنعاء بـ”غرير العسل المُقاوم”، ذلك الحيوان المُحارب والمعروف بموقفه الشجاع تجاه المُفترسين، الذي ينهض بعد دقائق من لدغة الكوبرا، ليهاجم الثعبان ويقضي عليه.

يقول خبراء لـ”سي إن إن”، مثل المحلل السياسي في معهد واشنطن مايكل نايتس: “إن إجبار اليمنيين على الاستسلام أمر صعب للغاية، فهم معتادون على الحروب مع جيوش العالم الأول، ومقاتلون قبليون أقوياء للغاية”.

وقال كبير المحللين في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية المحلل، أحمد ناجي: “إن “إسرائيل” والقوى الغربية تفتقر إلى فهم عميق لليمنيين، قيادتهم الغامضة وبنيتهم الداخلية خلقتا فجوات استخباراتية مستمرة”.

وأكد أن الولايات المتحدة تخطئ في اعتقادها أن الغارات الجوية قادرة على إجبار اليمنيين على التراجع، وقد فشلت إدارة بايدن، ومن غير المرجح أن ينجح في عهد إدارة ترامب.

وقالت الخبيرة في شؤون اليمن، إليزابيث كيندال: “لقد قُصف اليمنيون عشرات الآلاف من المرات على مدار العقد الماضي، وما يزالوا صامدين، لذا، يُترك المرء ليُفكّر أن القصف مُجرّد استعراض، لنُظهر للعالم أننا نفعل ذلك فقط لأننا قادرون”.

.. وعرض أمريكي للمملكة

حسب التقرير، “فإن المحللين لا يتوقعون من الولايات المتحدة نشر أي قوات برية، لكنها قد تقدم تدعم لوجستياً للقوات التابعة لما تسمى الحكومة اليمنية الموالية للسعودية، وستدعم الإمارات بهدوء بحسب تعبير مايكل نايتس، في حين السعودية لا تزال خائفة من استهداف اليمنيين بنيتها التحتية بالصواريخ والمسيّرات بعيدة المدى”.

برأي نايتس، فمن أجل تحفيز السعودية على الانخراط في الحملة العسكرية، فإن الولايات المتحدة ستضطر إلى أن تقول للرياض: “سنحميكم بنفس الطريقة التي حمينا بها “إسرائيل”، بعد إطلاق عملية 7 أكتوبر 2023”.

وفق الموقع نقلاً عن قول مصادر دبلوماسية: “لا يزال من غير الواضح الحديث عن شن عملية برية على حكومة صنعاء من جبهات الجنوب والشرق، والساحل الغربي بدعم بحري سعودي وأمريكي في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة، فلم يتم تأكيد أن العملية ستكون قابلة للتنفيذ”.

.. وإقرار لعساكر البنتاغون

وبعد 22 يوما من إنطلاق الحملة العسكرية الأمريكية “الفارس الخشن”، على اليمن في محاولة يائسة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرفع الحظر البحري اليمني على “إسرائيل” في البحر الأحمر، فاحت رائحة الفشل الأمريكي في أروقة البنتاغون ومراكز الأبحاث العسكرية والقرار وعلى منصات الإعلام.

وأقر قادة عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بقولهم لصحيفة “نيويورك تايمز”: “ضرباتنا الجوية على اليمن لم تنجح في تدمير ترسانة الأسلحة الضخمة للقوات اليمنية، وذلك لقدرة الأخيرة على التكيّف وتحصين مواقعها، واستخدام مِنصات إطلاق متحركة”.

كان هذا الاعتراف البنتاغوني في إدارة ترامب بمثابة قنبلة هزت أروقة البيت الأبيض، بتأكيدهم أن التكلفة الإجمالية للغارات العدوانية على اليمن تجاوزت المليار دولار، و”البنتاغون” سيحتاج قريباً إلى طلب أموال إضافية من الكونغرس لتغطية نفقات الحملة.

.. ومزاعم ترامب الكاذبة!

في الحديث نفسه، قالت مجلة “بلومبرج”، في تقريرها بعنوان “لا يزال التقدم الأمريكي ضد اليمنيين الصامدين غامضا”: “بينما يتباهى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن قواته سحقت اليمنيين، إلا أن إدارته لم تثبت نجاح العمليات، التي بدأت قبل 3 أسابيع، وسط غموض يكتنف الأسلحة المستخدمة والأهداف التي تقصف”.

وأضافت: “على الرغم من الكثافة العالية للغارات الأمريكية التي تجاوزت تكلفة الذخائر المستخدمة فيها 200 مليون دولار، حسب صحيفة نيويورك تايمز”، فإن اليمنيين يظهرون صموداً لافتاً”.

.. وشكوك الخبراء!

المجلة الأمريكية “بلومبرج”، نقلت عن خبراء شكوكهم في فعالية إستراتيجية ترامب التي وصفها بـ”القوية والحاسمة”، حيث أكد الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة المجلس الأطلسي، جوناثان بانيكوف، إن قدرات قوات صنعاء على نقل المسيّرات تجعل استهدافهم أمراً صعباً.

وطرحت الخبيرة في معهد كوينسي، أنيل شيلين، بهذا التساؤل: “السؤال الذي كنت أطرحه، ويطرحه آخرون، هو لماذا تتوقع إدارة ترامب أن يكون لهذا القصف اليمنيين تأثير أكبر من ثماني سنوات من قصف العدوان السعودي – الإماراتي المتطرف، بما في ذلك الغزو البري؟”.

.. ومعركة الإسناد وصد العدوان

يُشار إلى أن القوات اليمنية استأنفت قرار فرض الحظر البحري على سفن “إسرائيل”، في 12 مارس 2025، واستهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”، ومدمراتها، لعدة مرات في البحر الأحمر؛ إسناداً لغزة بعد منع الكيان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، واستئناف العدوان على غزة.

وأطلقت 1170 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان، وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في المواجهات البحرية، قرابة 230 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، خلال 15 شهراً في إسناد غزة ومقاومتها.

المصدر: السياسية

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com