تغييراتٌ صهيونية جديدة في إجراءات التحذير من الضربات اليمنية
تغييراتٌ صهيونية جديدة في إجراءات التحذير من الضربات اليمنية
يمني برس- متابعات
كشف الإعلامُ العبريُّ عن تغييراتٍ جديدةٍ في إجراءاتِ الجبهة الداخلية للعدو بشأن التعامل مع الهجمات الصاروخية اليمنية؛ بهَدفِ تطويرِ عملية تحذير قطعان المستوطنين وإرسالهم إلى الملاجئ بسرعة؛ الأمرُ الذي يعكسُ تعاظُمَ حالةِ عدم الثقة بالأنظمة الدفاعية، خُصُوصًا بعد الارتباكِ الفاضِحِ الذي أبداه جيشُ العدوّ في التعامل مع الضربات التي نفَّذتها القواتُ المسلحة اليمنية يومَ الأحد الماضي.
ووَفْــقًا لهيئة البث التابعة للعدو (كان) فَــإنَّ الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال قرَّرت هذا الأسبوع البدءَ بإصدار إشعارات فورية إلى الهواتف المحمولة للمستوطنين في حال رصد هجوم صاروخي من اليمن؛ وذلكَ بهَدفِ منحِهم وقتًا أطولَ قليلًا للاستعداد والهروب إلى الملاجئ.
وأشَارَت الهيئةُ العبريةُ في تقرير نشرته، مساءَ أمس الاثنين، إلى أن هذا الإجراء “مشابه للإجراءات التي تم اتِّخاذها خلال الهجمات الإيرانية على إسرائيل”.
وأوضحت أنه “في الماضي، كانت المؤسّسةُ الأمنية تخشى نقلَ المعلومات الأولية، حتى لا تكشفَ مصادرَ الاستخبارات، ولكن الآن تسعى لأن يكونَ المدنيون في المناطق المحمية خشيةً من الخطر الذي تشكّلُه الصواريخُ أَو سقوط الشظايا”.
وبحسب التقرير فَــإنَّ تفعيل الإنذارات سيأتي بعد إرسال التنبيهات إلى هواتف المستوطنين.
ويشير هذا الإجراء بشكل واضح إلى أن جبهة العدوّ الداخلية تحاول تعويض قصور الأنظمة الاعتراضية في التصدي للهجمات اليمنية، وهو أمر برَزَ في عدة عمليات تمكّنت فيها الصواريخُ اليمنيةُ من تجاوُزِ تلك المنظومات ومناورتِها بشكلٍ ناجح ومدهش.
ويأتي الإجراءُ الجديدُ للجبهة الداخلية للعدو بعد ارتباك فاضح أبداه جيش الاحتلال في التعامل مع الهجوم الأخير الذي نفذته القوات المسلحة يوم الأحد، بصاروخَينِ من نوع (فلسطين2) وَ(ذي الفقار)، حَيثُ لم يستطع جيشُ العدوّ التأكُّـدَ من عددِ الصواريخ المستخدَمة في الهجوم أَو من مسارها، ولم يقدم في بياناته أيُّ تأكيدٍ على الاعتراض، بل كانت تصريحاتُه مليئةً بعبارات “ربما” و”يبدو”، برغم استخدامِ عدةِ ذخائرَ اعتراضية باهِظة التكلفة من منظومتَي (السهم) الإسرائيلية وَ(ثاد) الأمريكية، الأمر الذي لا بد أنه فاقَمَ مخاوِفَ المؤسّسةِ الأمنية والدفاعية في كَيانَ العدوّ ودفعها إلى محاولةِ تعويض هذا القصور، من خلال تعديل إجراءات تحذيرِ المستوطنين.
هذا أَيْـضًا ما تؤكِّـدُه مقارنةُ الإجراءات الجديدة للجبهة الداخلية للعدو بالإجراءات المتَّبَعةِ خلال الهجماتِ الإيرانية التي فشلت دفاعاتُ العدوّ بشكل واضح وموثق في التصدي لها؛ إذ يُشيرُ ذلك إلى أنه بات هناك إدراكٌ داخل كيان العدوّ لحقيقة أن الصواريخ اليمنية قادرةٌ على تجاوز الطبقات الدفاعية داخل الأراضي المحتلّة وخارجها.
وليس هذه المرة الأولى التي تضطرُّ فيها الجبهةُ الداخلية الصهيونية لتعديلِ إجراءاتها؛ بسَببِ خطرِ الهجمات الصاروخية اليمنية، فقبل وقفِ إطلاق النار في غزة وبسببِ النجاح الكبير الذي أظهرته صواريخُ (فلسطين2) في تجاوُزِ الطبقاتِ الدفاعية، لجأ العدوُّ إلى توسيعِ نِطاقِ إطلاقِ صافراتِ الإنذارِ بشكلٍ كبيرٍ؛ ليشمَلَ مئاتِ المناطق؛ بسَببِ عدمِ اليقينِ تجاهَ فعالية الدفاعات؛ الأمر الذي أَدَّى إلى توسيعِ نطاقِ التأثير المعنوي والأمني للضربات اليمنية، حَيثُ أصبحت كُـلُّ هجمة تُجبِرُ نصفَ تعداد المستوطنين على الهروب إلى الملاجئ، وهو أمرٌ لم تستطعِ الجبهةُ الداخليةُ للعدو تغييرَه بعد عودةِ الحرب، وقد اضطرَّت، يومَ الأحد الماضي، إلى إطلاق صافرات الإنذار في أكثرَ من 300 منطقة في قلبِ كَيانِ العدوّ.