نتنياهو يتوجع من “مسيرة يافا”: العدوان الأمريكي على اليمن لحماية إسرائيل
يمني برس |
في اعتراف واضح بأثر العمليات اليمنية على كيان الاحتلال، ظهر رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو في تصريح حمل نبرة انفعال وغضب شديدين، مهاجمًا ما أسماها “مسيرة يافا”، ومؤكدًا – بشكل غير مسبوق – أن العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن يأتي ردًّا مباشرًا على الضربات اليمنية التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تصريحات نتنياهو المتشنجة كشفت مدى الألم الذي يعتصر الكيان الغاصب جرّاء عمليات الردع اليمنية، والتي كسرت حاجز الجغرافيا واستهدفت عُمق “إسرائيل”، لتضعها في موقف دفاعي غير مسبوق منذ عقود.
وفي إشارة تعكس الارتباك الصهيوني، أبدى نتنياهو امتعاضه الشديد من تسمية المسيرة اليمنية الأخيرة باسم مدينة “يافا”، قائلًا بسخط: “أقول لهم: يافا ليست محتلة.. وردّنا الصارم عليكم آتٍ”. وهي العبارة التي لاقت سخرية واسعة في الأوساط الإعلامية، إذ أن “يافا” – كغيرها من مدن فلسطين – ترزح منذ أكثر من 75 عامًا تحت الاحتلال الصهيوني، ما يجعل التصريح بمثابة فضيحة فكرية قبل أن يكون عسكريًا.
تصريحات نتنياهو المتخبطة لم تقف عند حدود اليمن، بل شملت تهديدًا صريحًا للبنان وسوريا، حيث قال: “لن نسمح بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط”. وهو ما عُدّ تهديدًا واضحًا لمحور المقاومة في المنطقة، وكشفًا عن قلق عميق داخل الكيان من التنامي الاستراتيجي لهذا المحور وتمدده في أكثر من ساحة.
وأكد مراقبون أن تصريح نتنياهو حول “مسيرة يافا” يحمل بُعدًا رمزيًا كبيرًا، إذ يعكس انتصار اليمن في معركة الهوية والمصطلح، وهو الانتصار الذي طالما شدد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي دعا مرارًا إلى التمسك بالتسميات الأصلية للمدن الفلسطينية وعدم الانجرار خلف التسميات الصهيونية المزيفة.
ويأتي هذا السجال بعد سلسلة من الضربات اليمنية التي طالت مواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة، في ظل عجز أمريكي – صهيوني عن وقف هذا التصعيد، ما اضطر نتنياهو للاعتراف، ولو بشكل غير مباشر، بفشل الرهان الأمريكي في كبح القوة اليمنية الصاعدة.
وفي خضمّ هذا المشهد، يرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو ليست إلا محاولة للتغطية على الهزيمة المعنوية والعسكرية المتواصلة، في ظل تعاظم حضور محور المقاومة، وتصاعد التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية، والرفض المتنامي للعدوان الأمريكي – الصهيوني على اليمن وغزة ولبنان.