المنبر الاعلامي الحر

صرخة من جبال مران إلى آفاق النصر!

صرخة من جبال مران إلى آفاق النصر!

يمني برس- بقلم- غيداء شمسان غوبر

في زمن خيم فيه الصمت على الأمة، وتواطأت فيه الأنظمة، وبات الباغي يصول ويجول في غيه دون رادع، حيث تنهب الخيرات، وتضرب المقدرات، وتستباح الأوطان، وتنتهك الأعراض تحت أنظار عالم أصم أبكم في هذا المشهد القاتم الذي يلف العالم، وحيث ظن المستكبرون أنهم قد أحكموا قبضتهم وبثوا الرعب في القلوب، انطلقت من مكان لم يكن في حسبانهم، من قمم جبال مران الشامخة في صعدة، أقصى شمال اليمن، صرخة مدوية، لم تكن مجرد كلمات، بل كانت إعلان موقف، وتحديد هوية، وتحديا مباشرا لجبروت الطغاة.

لقد أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي، من قلب هذه الجبال الأبية، شعار البراءة من أعداء الله لم يكن هذا الشعار وليد لحظة عابرة، بل نبع من معين القرآن الصافي، من رؤية إيمانية عميقة أدركت حقيقة الصراع، وشخصت العدو الحقيقي للأمة وجه أصحابه بترديده، لا كترنيمة جوفاء، بل كعقيدة تزرع في النفوس، ووعدا إلهيا يؤمن به القلب، ووعدهم وعدا لم يأت من فراغ، بل من يقين راسخ، أنه سيأتي يوم ويسمعون هذه الصرخة من مناطق أخرى، لتتجاوز حدود مران وصعدة، لتصل إلى كل شبر من أرض الأمة.

شعار بسيط في مبناه، عظيم في معناه، لكنه كان كفيلا بأن يخيف أمريكا، القوة العظمى التي كانت تتباهى بجبروتها وترهب العالم بترسانتها لماذا أخافها؟ لأنها أدركت أنه ليس مجرد كلمات تقال في زاوية نائية، بل هو إعلان براءة صريح من هيمنتها، ورفض قاطع لوجودها وتدخلاتها في شؤون الأمة أدركت أنه بذرة وعي ستنمو لتثمر مقاومة حقيقية، وأن هذا الصوت يحمل في طياته مشروعا يهدد مصالحها وكيانها فصدرت الأوامر للسلطة آنذاك لإسكات هذا الصوت ووأده في مهده، قبل أن ينتشر ويصبح قوة لا تقهر.

لقد أتت الظروف التي جعلت السيد حسين يعلن شعار البراءة من أعداء الله أتت في زمن بلغ فيه التخاذل ذروته، ووصلت فيه التبعية إلى حد الخيانة، وبات العدو الصهيوني يرتع في أرض فلسطين بدعم أمريكي وغربي مطلق، بينما الأمة غارقة في صراعاتها الداخلية ومكبلة بقيود حكامها كان الشعار ردا على هذا الواقع المر، ودعوة لإعادة ترتيب الأولويات، وتحديد العدو الحقيقي، والتمسك بالمبادئ التي لا تساوم.

هل استطاعت أمريكا إسكات أصحابه والقضاء عليه؟ لقد شنت الحروب الظالمة، وحاولت بكل ما تملك من قوة قمع هذا الصوت وإخماد هذه الحركة لكن الصرخة كانت أقوى من الرصاص، والإيمان أصلب من الفولاذ لقد ارتوت بدماء الشهداء، ونمت في قلوب الرجال المؤمنين، وباتت ترددها الألسنة وتجسدها الأفعال لم تسكت أمريكا الصوت، بل زادته قوة وانتشارا، لأنها واجهت إرادة لا تنكسر، ويقينا لا يتزعزع.

كثيرون كانوا يقولون بسخرية أو تشكيك: “كم أمريكي ويهودي قتلتم؟” لم يكن الشعار آلة قتل فورية، بل كان مشروع بناء وعي وإعداد جيل لم نقتلهم بالشعار مباشرة، لكن الشعار أعد رجالا، وبنى وعيا، وصنع إرادة، قادرة اليوم على مواجهة أمريكا والكيان بشكل مباشر. لقد تحقق وعد السيد حسين لأصحابه، وبشكل فاق التوقعات من جبال مران إلى شوارع المدن والقرى، إلى أمواج البحر الأحمر، إلى منصات الإعلام العالمية، يردد الأحرار اليوم شعار البراءة، لا ككلمات فحسب، بل كفعل يزلزل الأرض تحت أقدام الأعداء.

لقد أسهم الشعار بشكل مباشر في قتل هيبة أمريكا، وكشف زيف قوتها لأنه أعلن البراءة منها في زمن التبعية، وزرع في النفوس الشجاعة لمواجهتها ما تعيشه اليمن اليوم من معركة حقيقية مع أمريكا والكيان الصهيوني، ليست معركة دفاع فحسب، بل معركة هجوم، معركة تغيير، معركة إثبات أن اليقين أقوى من التكنولوجيا، وأن الإيمان أصلب من الجبروت هذه المعركة هي تجسيد لروح الشعار الذي انطلق من مران هي التي تغير وجهة هذا العالم؛ من الذل إلى العز، من الظلم إلى العدل، من الهيمنة إلى الاستقلال والحرية.

هكذا انطلقت الصرخة من جبال مران، لتصبح نبراسا لجيل كامل، ولتغير وجه المعركة، ولتثبت أن قوة الإيمان واليقين أقوى من كل جبروت مادي إنها حكاية صرخة هزت عروش المستكبرين، وبشرت بفجر قادم، لا ريب فيه، لأمة آمنت بوعد ربها، وتمسكت بحبله المتين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com