لعنة “عار” اسمها ” أنصار الله .. بقلم / عابد المهذري
يمني برس – كتابات
لمن لا يعرفهم .. فهم الذين اشتهروا منذ عشر سنوات فقط بإسم “الحوثيين” إثر ست حروب شنت عليهم في صعدة بهدف استئصالهم بتهمة التمرد ورزنامة من التلفيقات الزائفة التي سرعان ما تبخرت بظهور الحقيقة وأسرع منها كان تحقيق جماعة الحوثي انتصارات عسكرية متوالية على القوات المتكالبة عليهم .. حتى صاروا في الشجاعة والقتال والثبات أسطورة أذهلت العالم لاعتبارات عديدة أهمها قدرة هؤلاء القلة المستضعفة وغير المعروفة بإمكانات معدومة وقدرات ذاتية على كسب المعارك ودحر قوات الجيوش المدعومة والتابعة لحكومة وسلطات دول .. وهو ما لم تحققه أي جماعة دينية او حركة ثورية او تنظيمات سياسية او مليشيات قبلية او حتى قوات مسلحة نظامية في اي بلد من بلدان العالم بذات المخاض الذي صنعه الحوثيون دون اعتماد على أحد غير أنفسهم انطلاقا من مشروع قرآني انطلق من أقصى أرياف اليمن المجهولة .. ليصبح في غضون فترة زمنية مشروع الخلاص الناصع والشامل والأكثر قبولا والتفافا حوله بين أوساط المجتمعات في زمن فشلت فيه بقية المشروعات السياسية والوطنية والديمقراطية في البلدان العربية وصارت البدائل الربيعية والتحررية الغربية فوضوية وتآمرية .. ليبرز المشروع القرآني اليمني من بين ركام تلك المشاريع الفاشلة كمشروع وحيد يحمل متطلبات النجاح في المنطقة الإقليمية والشرق الأوسط متجاوزا بالفكرة الحاملة للقيم والمبادئ الإسلامية والروح الوطنية العروبية والقومية لخدمة الإنسانية بالمساواة والعدل ورفع الظلم عن الشعوب بنشر الوعي والثقافة القرآنية لتحصين الأمة من الغزو الفكري والانهزامي القادم من الغرب ؛ عبر رفع شعار الرفض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وكشف مخططاتها الخبيثة .. اعتمادا على فهم سليم وقويم لنص القرآن قولا وعملا مواكبا لمتغيرات العصر ومتطلباته الروحية والعقائدية لمعالجة اختلالات الحياة باستنهاض المجتمع للبذل والعمل وتحويل حالة الرضوخ والإحباط والاستضعاف الى مكامن قوة ومحفزات انجاز وتحدي وذلك ما تحقق عمليا من أول محاضرة توعوية وتحرك سلمي ميداني قام به المؤسس حسين بدر الدين الحوثي من جراج منزله المتواضع القابع خلف جبال منطقة مران المنسية في شمال شمال اليمن .. لكن بساطة المشروع وصدق غاياته منحته في الأخير ديمومة الاستمرار بعنفوان وزخم متقدم لم يتأثر برحيل مؤسسه برصاص القوات اليمنية في أول جولة حرب سعت لاجتثاث الفكرة بالقوة الباطشة فكان سيل دماء الأبرياء نقطة تحول فاصلة في تاريخ اليمن من حيث لم يتوقع خبراء الاستراتيجيات وعلماء المستقبل وصناع القرار العالمي وفي المقدمة حكام البيت الأبيض الذين كانوا أول من استشعر خطورة المشروع القرآني اليمني على أهدافهم البعيدة .. اذ سعوا لإجهاض مشروع السيد حسين بدر الدين في مهده باستخدام السلاح والنار عن طريق القوات اليمنية وتوفير الدعم اللوجستي الكامل للنظام بأموال الخليج وإسناد تل أبيب لاجتثاث شباب مران المؤمنين بمسيرة الشهيد الحسين إيمانا مطلق الولاء والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقارعة المستكبرين .. لتفشل مساعي الأمريكان ست مرات متتالية بفضل مواجهة السلاح المدجج بالمظلومية وعدالة القضية المدافعة عن النفس على جبروت الترسانة العسكرية واللوبيات السياسية .. ليتجاوز الحضور المدوي للحوثيين جغرافية محافظة صعدة بوصول المستضعفين المرددين لصرخة الموت لأمريكا وإسرائيل الى قلب العاصمة صنعاء ويختارون لحركتهم اسم “أنصار الله” .. وما هي إلا ثلاث سنوات حتى غدى الأنصار الرقم الأصعب والتيار الأقوى سياسيا وشعبيا وثوريا على الساحة اليمنية .. فيما لم تتوقف ضدهم مؤامرات الاجتثاث وحروب الاستئصال وسيناريوهات القضاء عليهم عن طريق أدوات وأحزاب وجيوش وقيادات ورؤساء وحكومات .. من خلال سلسلة من النوايا والعمليات والخدع والدسائس والفتن وكل ما هو خسيس ودنيء وشيطاني من الأعمال والأعمال التي سقطت جميعها وبقي الحوثيين انصار الله منتصرين في ارض الميدان . فتية صغار أسقطوا الكبار .. صالح علي محسن وهادي والأحمر وباسندوة والزنداني وبحاح واليدومي والإصلاح وأقوياء الحكم والنافذين شخوصا وكيانات وأحزاب وعملاء وسفراء ووزراء ومليارديرات وإقطاعيين وقوات أجنبية ومليشيات محلية وساسة وعصابات وتحالفات أشرار ومالا يحصى من الأسماء والمسميات المتساقطة على يد الشعث الغبر الأنصار . أنصار الله المستضعفين .. من لم يخوضوا معركة الا وحسموها ولا حربا الا وانتصروا فيها ولا مواجهة إلا وانهزم أعدائهم وخصومهم فيها .. حتى أصبحوا لعنة عار وفشل وهزيمة تطارد كل من ساقته الأقدار الى خوض حرب مع الأنصار والأمثلة كثيرة سنتأولها في تفاصيل قادمة ضمن قراءة مطولة عن كمشروع قرآني مكتوب له الغلبة في كل موقعة وتيار صاعد يجتاح المخاضات العسيرة كالإعصار ليضيف للميادين في كل حرب نصرا يتوج قائمة الانتصار بانتصارات أكثر واكبر . ….