استهداف العدوان السعودي للمدن التاريخية والأثرية والسياحية في ندوة وطنية بمحافظة المحويت
تقرير – يمني برس – المحويت
عقدت اليوم الأحد 17 ابريل 2016م بمحافظة المحويت الندوة الوطنية الأولى حول آثار العدوان على المدن التاريخية والتراثية والسياحية برعاية السلطة المحلية . حيث قدمت في الندوة العديد من أوراق العمل التي تطرقت إلى أثار العدوان على المدن التاريخية والاثرية والمواقع السياحية في المحويت واليمن عموماً. وقد بدأت الندوة باستعراض قدمه د / ربيع شاكر المهدي عن آثار العدوان قائلاً : أن الشعب اليمني فوجئ بعد منتصف ليل الـ26 من مارس بحرب مدمرة جواً وبراً وبحراً بأكثر من مائة ألف غارة قذفت مئات الآلاف من أطنان الصواريخ والقنابل بما فيها العنقودية والإرتدادية والتي وثقتها المنظمات الدولية ، وجديد الأسلحة التي اشتراها التحالف السعودي بأرقام معلنة دولياً من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وعدة دول ، وجربوها في حربهم على اليمن ، قتلت وجرحت خلال عام من الحرب والقصف على مدار الساعة أكثر من 30 ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال أغلبهم مبتوري الأطراف، و3 مليون معاق بمختلف أنواع الإعاقات ومليوني مريض نفسي وعشرات الآلاف من مرضى السكر والفشل الكلوي و8 مليون طفل مهددون بالموت 21 مليون جائع و4 مليون فقدوا أعمالهم ومئات المعاهد المهنية وآلاف الطرق والجسور والمواقع الأثرية بما فيها عرش بلقيس وسد مأرب وصنعاء القديمة ، ومنظومة المياه والكهرباء ،وزادت خسائر القطاع الخاص عن 400 مليار دولار بحسب إحصائيات الغرفة التجارية ، وأوصلت الحرب نسبة البطالة إلى 80% وتوقف إنتاج النفط بشكل كامل ، ودُمّرت أحياء بكاملها ، وأكثر من 1000 مدرسة وأكثر من 500 مستشفى ووحدة صحية ، وصوامع الغلال والمزارع والسيارات والناقلات والطائرات المدنية والمطارات والمصانع ومحطات الوقود والغاز ومحطات الكهرباء و11 ميناء ومئات الأسواق .. ولا زال العدوان على اليمن مستمراً أرضاً وإنساناً وتاريخ . وبالنسبة للتاريخ فقد دمّر التحالف السعودي أكثر من 4000 معلم حضاري أثري وتاريخي في اليمن بالاستهداف المباشر وغير المباشر بعضها مدرج في قائمة التراث العالمي محاولاً طمس الهوية الثقافية والخلفية الحضارية التي تتمتع بها اليمن منذ آلاف السنين ويصعب إعادته وترميمه لما يمتلك من أنماط مميزة وبناء فريد، مثل صنعاء الأثرية تصل قدمتها إلى أكثر من 5000 عام ويبلغ عمر أحدث بيت تراثي فيها 200 عام ، ومدينة زبيد ومدينة براقش ، في انتهاك واضح للتراث الإنساني والسلام وحضارة الشعوب أرضاً وإنساناً وتاريخ . وتفاوتت الأضرار مابين سقوط كامل وأضرار متوسطة وفادحة، كما شمل الاستهداف مواقع أثرية في مختلف محافظات اليمن ، ومعالم تم تدميرها كاملاً مثل مسجد الإمام الهادي في صعدة ومسجد الأمير الصنعاني بمحافظة صنعاء، ومدينة صعدة القديمة بشكل كامل ومعظم مبانيها الأثرية دمرت. ودمّرت طائرات التحالف السعودي كذلك حصن مدينة كوكبان ( القشلة ) والمدينة التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام إضافة إلى مدافن الحبوب الأثرية و البوابة الوحيدة المتصلة بالسور التاريخي الذي يحيط بالمدينة . داعياً المنظمات الدولية المعنية والمهتمة بالحفاظ على التراث الإنساني وفي مقدمتها اليونسكو بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه حماية المدن و المعالم والمواقع التاريخية في اليمن , كتراث إنساني عالمي يهم البشرية جمعاء وتشكل لجنة فنية للتقييم والرفع واتخاذ الإجراءات القانونية التي نصت عليها اتفاقيات حماية التراث والتي تحرم استهداف المواقع التراثية أثناء الحروب ، والتدخل العاجل لإيقاف استهداف مدن اليمن وتراثه العالمي التي تحولت إلى حقول تجارب لآلة تحالف العدوان وصواريخه وقنابله المحرمة دوليا. وأضاف : بلغت خسائر القطاع السياحي بعد مرور عام أكثر من 2 مليار دولار بشكل مباشر أو غير مباشر ، وخاصة بعد استهداف أكثر من 149 منشاة سياحية حيث تكبد قطاع الاستثمار السياحي الكثير من الخسائر وتم تسريح 95% من العاملين في القطاع السياحي . ونظراً لكل ما ذكرت آنفاً فقد ارتأت قيادة السلطة المحلية بالمكاتب ذات الصلة المدن التاريخية والآثار والمرأة والسياحة انعقاد هذه الندوة الوطنية اليوم وحضور ضيف الندوة أمين عام المجلس المحلي بمديرية شبام كوكبان الأستاذ/ عبد الكريم محمد شرف الدين ليضعوا النقاط على حروف هذه القضية ويحددوا مضامينها التي لا تمس اليمنيين فقط بل وكل العرب والمسلمين التي تعود أصولهم لليمن باعتباره أصل الحضارة الإنسانية .. وفي الندوة قدم أ / عبد الكريم محمد شرف الدين ورقته له ركز فيها على تاريخ مدينة كوكبان كمدينة أثرية حميرية وقال: مدينة كوكبان مدينة حميرية وقد ذكرها ياقوت الحموي الذي تحدث عن قصران في كوكبان مرصعة بالأحجار الكريمة وكان يطلق على كل قصر كوكب فهما الإثنان كوكبان وكان برقهما يصل وهجه إلى صنعاء وذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب وتحدث عن أصل تسمية مدينة كوكبان التاريخية التي كانت عاصمة اليمن ، وذكر ما بناه الإمام عبد الله بن حمزة الذي اتخذ من كوكبان عاصمة له . كوكبان محصنة من كل الجهات وحاصرها الأيوبيين أيام الإمام عبد الله بن حمزة بقيادة السلطان بن أيوب عندما استولوا على اليمن وحوصرت المدينة أكثر من تسعة أشهر حتى نفذ عليها الماء ودخلوا المدينة بصلح بسبب نفاذ الماء ، وما كان منهم إلا أن أنشأوا 6 سدود كسد المنصور والمسالة وسد سلف والجديد . كما حاصرت كوكبان عدة دول متعاقبة في اليمن ولم تخضع لأحد لا للغزو الداخلي ولا الخارجي ، وفي الغزو الأول للعثمانيين بقيادة السلطان سنان باشا وانكسر الغزو من قبل المطهر بن شرف الدين وقتل وقتها خمسة أمراء من الأتراك الأغاوات وبقيت كوكبان شامخة إلى اليوم . بعد ذلك عرض مدير عام مكتب المدن التاريخية الأستاذ/ نبيل عبد الله مقدام ورقته والتي سرد فيها جملة من آثار العدوان السعودي على المدن التاريخية التي حولها إلى أثر بعد عين ، وذكر الموقف السلبي للمنظمات الدولية وتخاذل العالم لما حصل لتاريخ اليمن . كما عرضت مدير عام المرأة الأستاذة/ شوقية الحيكمي في ورقة عمل لها جانب من معاناة المرأة اليمنية في ظل أكثر من عام من العدوان على اليمن ، المرأة التي فقد عائلها والمرأة التي فقدت ولدها والمرأة التي أصيب أبنائها وزوجها وأخوها وتحولت حياتها إلى معاناة للعلاج والجوع وسوء التغذية وجلب الماء من أماكن بعيدة بعد أن دمر العدوان كل شيء في اليمن حتى التاريخ ، في ظل مؤامرة على الشعب اليمني وحضارته ، وقالت بأن الشعب اليمني رغم كل ذلك استبسل وروى أرضه بدماء طاهرة مؤكدين أن من بنى الماضي سيبني الحاضر . من جانبه قدم مدير عام مكتب الآثار المهندس/ محمد يحي عبده إبراهيم ورقة عمل عن الآثار التي دمرها العدوان باستهداف ممنهج في مختلف المدن اليمنية وذكر من ضمن ذلك الاستهداف والأضرار الكبيرة التي طالت كل آثار اليمن ومدنها التاريخية وتحدث عن الاتفاقات الدولية التي لم يطبقها قادة العالم وخصوصاً فيما يخص حماية الآثار . من جهته استعرض مدير عام مكتب السياحة بالمحافظة أ/ سليم علي بهجان عن خسائر قطاع السياحة الذي تجاوزت أكثر من 2 مليار دولار وعشرات الآلاف الذين فقدوا أعمالهم في هذا القطاع الحيوي والتي وصلت إلى ما نسبته 80% وتوقف المشاريع السياحية الاستثمارية . ثم قدمت الأستاذة/ أمة الصبور فراص الحيمي أبيات شعرية بعنوان “وطني الجريح” وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات نورد ابرزها :
1- دعوة منظمة اليونسكو إلى تحمل مسئولياتها الإنسانية والمهنية تجاه حماية المدن التاريخية والآثار في اليمن كتراث عالمي يهم البشرية جمعاء وسرعة تشكيل لجنة فنية للتقييم والرفع واتخاذ الإجراءات القانونية وفق القانون الدولي .
2- دعوة قادة العالم إلى وقف الإعتداء السافر على تاريخ اليمن وإعادة إعمار وترميم ما خربه العدوان .
3- دعوة الأمم المتحدة إلى القيام بواجبها الإنساني بحماية التراث العالمي والإنساني واعتبار ما حصل جريمة حرب مع سبق الإصرار والترصد وضم بقية المدن التاريخية إلى التراث العالمي .
حضر الندو قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالوكيل “عبد الكريم عاطف أبو صالح ” والمجلس التنفيذي ونائب مدير أمن المحافظة العميد/ عبد القادر الماخذي وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة وكوكبة من الأكاديميين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية واللجنة الوطنية للمرأة ومنظمات المجتمع المدني ..