المنبر الاعلامي الحر

أسرى يروون “تفاصيل التعذيب في ” غوانتنامو “خميس مشيط”

يمني برس- زكريا الشرعبي *

– جنود العدو كانوا يصعقون الأسرى بالكهرباء في مواضيع الجروح ويجبرونهم على قضاء الحاجة في ملابسهم

– أثناء التحقيقات كانوا يسألون الأسرى عن مخابئ الاسكود وأين يقيم السيد عَبدالملك الحوثي وعلي عَبدالله صالح

– في سجن شرورة كان الجنود السعوديون يفتحون المكيّفات بدرجة عالية يتجمّد معها الأسرى من البرد

– كان بعضُ الأسرى يمرض حتى يكاد يموت فيأتون بالدكتور لمعالجته لكن هذا الدكتور يزيده ضرباً وتعذيباً

– أحد الأسرى صبوا عليه دبة بترول وقالوا إنهم سيحرقونه والبعض قالوا سيتركون الدبابة تدوسهم إذا لم يدلوا بأية معلومات

للحروب قوانينُها وللمعارك أخلاقُها ولأسرى الحروب اعتباراتٌ لا يعرفُها إلا الشرفاءُ الأبطالُ، وهنا يتضح الفرق بين من يحارب بأخلاقه ومن ينتهك كُلّ الحرمات والأخلاق ولا يقيم لها أيَّ اعتبار.

في الأعداد الماضية عرضنا قصصاً مأساوية للأبطال من أَبْنَـاء الجيش واللجان الشعبية وتعرضهم للتعذيب والمعاملة اللاإنْسَـانية من قبل جنود العدو في زنازين المملكة.

منصور الله المنصوري

منصور الله المنصوري

زيد علي ابراهيم الشامي

زيد علي ابراهيم الشامي

شهاب أحمد عبدالعزيز

شهاب أحمد عبدالعزيز

محمد عبدالسلام القرعة

محمد عبدالسلام القرعة

في هذا العدد قصص وحكايات أخرى من الأسى والمعاناة ومن الصبر والجلد الذي أظهره هؤلاء الأبطال في زنازين مملكة قرن الشيطان، حيث كان للمركز القانوني دور في تزويد الصحيفة بالمعلومات واللقاءات مع أبطالنا الأسرى.

زيد علي ابراهيم الشامي أصيب برصاص مرتزقة العُـدْوَان في مأرب وتم على إثر هذه الجراح أسره من قبل المرتزقة، ويسرد زيد قصته قائلاً: “جرحتُ برصاص المرتزقة ثم وقعت أسيراً في أيديهم، فنقلوني إلَـى مستشفى مأرب، لا رحمة بي ولا بجراحي ولكن حتى لا أموت فيخسرون صفقة كانوا عقدوها مع العدو الأَمريكي السعودي”.

 وَفي المستشفى تم إيقاف نزيف إبراهيم ومن ثم التحقيق معه باستخدام كُلّ وسائل التعذيب والعنف، هكذا لمدة يومين، كما يقول زيد، وَبعد يومين من التعذيب المُر تم نقلهم إلَـى معسكر الإماراتيين بواسطة طائرة هيلوكبتر.

ويضيف زيد قائلاً: وما أن صعدوا بنا إلَـى الطائرة حتى أشهروا سياطَهم وألهبوا بهَا أجسادنا وعظامنا ضرباً وتعذيباً، كنت مجروحاً وكانوا يطأون جرحي بأقدامهم.. كانوا يركزون على المجروحين بشكل كبير.

ويواصل زيد حديثه بالقول: ساعتان من التعذيب فوق طائرة الهيلوكبتر وبعد هبوط الطائرة في شرورة بدأت مرحلة جديدة من التعذيب في السجن.

يضيف زيد “وصلنا إلَـى شرورة وهناك أدخلنا إلَـى سجن.. لا شيء فيه سوى الاسمنت والروائح المتعفنة، وفوق هذا التعذيب بالصعق الكهربائي والكهرباء العمومية والرش بالماء بالبارد وكذلك كانوا يفتحون المكيفات بدرجة عالية نتجمد معها من البرد”.

ويسرد زيد طريقة تعامل جنود العدو مع الأسرى، فيقول: “كانوا يحرموننا من الأكل، فإذا كدنا نهلك أعطونا قليلاً من الإدام، لا ندري ماذا كانوا يضعون لنا في هذا الإدام فبمجرد أن يصل إلَـى أحشائنا حتى تبدأ بالتقطع، ما يجعلنا نصيح ونطلب الحمام ولكن حتى الصياح كان ممنوعاً علينا، حتى الحمامات كانت أَيْـضاً ممنوعة والويل ثم الويل لك إن طلبت الخروج إليها”.

أما عن التحقيقات فيقول الشامي: كانوا يسألوننا أسئلة سخيفة ويضربوننا؛ لأننا لا نجيبُ عنها كانوا يسألوننا: أين يقيم السيد عبدالملك الحوثي وأين تخبؤون صواريخ الاسكود وهكذا أسئلة.

ويزيد الشامي كان بعضُنا يمرض حتى يكاد يموتُ فيأتون بالدكتور لمعالجته، لكن هذا الدكتور يزيده ضرباً وتعذيباً، فالدكتور يهددك ويضربك.

التوحشُ في التعذيب

ومن ضمن أبطالنا الذين وقعوا في الأسر منصور علي المنصوري فقد وقع في أيدي مرتزقة العُـدْوَان الأَمريكي السعودي في محافظة الجوف وتم تسليمه إلَـى جنود العدو.

يقول منصور: حين أسروني غطوا على عيوني وسلّموني إلَـى جنود العدو، وما إن استلمني جنود العدو حتى استقبلوني بالضرب والتعذيب والإهانة.. صبوا عليّ دبة بترول وقالوا سيحرقونني وكنت انتظر إشعال النار في جسدي، ثم جاء أحد الجنود قال سيعطيني أكل؛ لأني لم أكن أكلت منذ الصباح وكان الوقت حينها عصراً، وقال هذا الجندي سيعطيني قطعة كيك واعطاني قطعة صابون وكانت عيوني مغطاة وعندما طعمتها ورفضت أن آكلها ضربني وأجبرني على أكلها كاملة.

وبعدها قالوا سيأخذونني إلَـى المفرمة وأخذوني وهم يعصبون عيوني إلَـى المفرمة وتركوني فيها من العصر إلَـى المغرب.

ثم أخذوني منها، قالوا عليّ أن أسلم قبل أن يفرموني ولا أدري أيَّ إسلام يقصدون وأنا أؤدي الشهادتين ليلَ نهارَ.

ويضيف منصور: حفروا حفرةً بواسطة شيول وأنزلوني فيها وقالوا سيدفنوني فيها حياً، ثم غيّروا رأيهم وجاءوا بدبابة كنت أسمعها بأذني ولم أكن أرَها، فعيني معصوبٌ عليها منذ ثمانية أيام ولم أكن حتى أعرف بالوقت إلا من خلال حديثهم، قالوا سيتركون الدبابة تدوسني بجنازرها إذا لم اعترف وأدلي بالمعلومات المطلوبة مني.

كانوا يطلبون مني أن أخبرهم عن مخابئ صواريخ الاسكود وأين يجلس السيد عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح.

ويواصل المنصوري بالقول: “لم تكن هذه أسئلتهم فحسب، كما يقول منصور، فقد كانوا يسألون أسئلة سخيفة.. يسألون أسئلة تستحي أنك تسألها: كم عندك أخوات ولماذا تتركوها للحوثي يستعملها؟

ما رأيك في عائشة وما رأيك في الصحابة؟

ما رأيك في معاوية؟

وهكذا أسئلة يعذبوننا على كُلّ سؤال منها حتى الموت.

ومن ضمن هؤلاء الأبطال الذين وقعوا في الأسر محمد عَبدالسلام صالح القرعة، وكان مجروحاً.

يقول محمد: “عندما وقعت في يد المرتزقة انهالوا عليّ بالضرب والركل واللطم، وكنت مجروحاً وعلى جرحي لصقة تحميني من الأذى فقاموا بقلعها وقاموا بصعقي بالكهرباء في مكان الجُرح ومن ثم أخذوني إلَـى معسكر في مأرب، هناك كانوا يتراهنون على قيمة الواحد منا ولم أعرف على أيّ مبلغ اتفقوا، المهم جاءوا بطائرة هيلوكبتر وأخذونا عليها.

ربطوا رجلي السليمة إلَـى قاعدة الطائرة وتركوا الثانية المجروحة في الهواء وكانوا يضربوني على جرحي بالسياط المعدنية”.

ويواصل بالقول: “لا أدري إلَـى أي صحراء أوصلتنا الطائرة، المهم أنهم أدخلونا في غرف تم صُلبنا فيها، حتى جاءت طائرة أخرى ونقلتنا إلَـى خميس مشيط، كما كنت أسمعهم يتحدثون وهناك أذاقونا أنواعَ العذاب”.

وَبالنسبة للأكل لم يكونوا يعطوننا أكلا، وإذا أعطونا أكل يمرضنا، وكانت غرف السجن خالية من كُلّ شيء.. لم يكن فيها فراش أَوْ حتى أية خرقة تقي البرد ومع هذا كانوا يزيدون تعذيبنا بفتح المكيفات وبمنعنا من الخروج إلَـى الحمام.

ويضيف محمد قائلاً: “تخيل أنه يضربك وعندما تصيح “الله” يزيد بضربك ويصرخ في وجهك كأنك ارتكبت منكراً قائلاً لك وتقول يا الله”.

سب وإهانة وضرب مبرح عند التحقيق وصعق بالكهرباء

أما شهاب أحمد عبدالعزيز فيحكي قصته في الأسر، مشيراً إلَـى أنه تم نقله إلَـى مقر الشرطة العسكرية في مأرب، حين أسروه وَأخذوه إلَـى معسكر الشرطة العسكرية بمأرب ثم باعوه إلَـى السعودية.

يقول شهاب: باعوا الواحد منا بـ60 ألف سعودي.. أخذنا جنود العدو السعودي إلَـى صحراء لم نعرفها ثم أخذونا إلَـى شرورة وهناك مكثنا تحت التعذيب المؤلم.

ويضيف شهاب: كانوا يعذبوننا بالصعق الكهربائي والرش بالماء البارد وتوصيل أسلاك الكهرباء إلَـى القيود التي على أرجلنا.

وجاءوا للتحقيق معنا كان يجلس أحدهم أمامي على كرسي وبيده سوط حديدي، ويجلس الآخر بجنبي وبيده صاعق كهرباء، ويجلس الآخر خلفي وبيده أسلاك، ويبدأون بالتحقيق معي.

أما بالنسبة للأكل فكانوا يمنعون علينا الأكل وحين يعطوننا أكل يعطوننا أكل فيه أشياء تؤدي إلَـى تقطع الأحشاء والتبرز دَماً وأميبيا. وعندما تطلب الحمام يضربونك ويجعلونك تتبرز على ملابسك ثم يطوفون بك على كُلّ العنابر ويقولون لهم من يريد الحمام عليه أن يفعل مثل هذا.

هذه ليست روايةً وليس نقلاً عن تعذيب الصهاينة للفلسطينيين في سجون الاحتلال، كلا.. وليست أخباراً من جوانتانامو أَوْ أبو غريب، هذا ما تعرض له الأسرى اليَمَنيون في سجون العدو الأَمريكي السعودي، وغير هذا مما لا يخطر على بال مجرم متمرسٍ في إجرامه.

  • نقلا عن صدى المسيرة
قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com