اهمية حصول الأمة على الاكتفاء الذاتي في قوتها الضروري
يمني برس- ثقافة ودين
إن كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط ارتباطاً كبيراً بالاهتمام بالجانب الاقتصادي ، وهذا ما يؤكد علية الشهيد القائد في درس (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص3) قائلاً : كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط به تماماً ارتباطا كبيراً الاهتمام بالجانب الاقتصادي.
ويقدم الشهيد القائد قضية حصول الامة على الاكتفاء الذاتي في قوتها الضروري بأنها من كمال الايمان في مواجهة تهديد اعدائها ، حيث يقول : أليس من كمال إيماننا في مواجهة تهديد أعدائنا هو أن نكون أمة مجاهدة؟ أليس من كمال أن نكون أمة مجاهدة أن نكون أمة مكتفية معتمدة على نفسها في قوتها الضروري؟.. إذا فيصبح القوت الضروري، يصبح الاكتفاء الذاتي للأمة من كمال الإيمان, من كمال الإيمان. في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص5)
? الاكتفاء الذاتي يجعل الامة قادرة على أن تقف في مواجهة اعدائها:
إن الاهتمام بالجانب الاقتصادي والسعي نحو حصول الامة على الاكتفاء الذاتي يجعلها قادرة على أن تقف في مواجهة اعدائها ، وهذا ما تحدث به الشهيد القائد حيث يقول إن من المعروف أن نقول للآخرين: إن عليكم أن تهتموا بالجانب الاقتصادي فتجعلوا الشعوب قادرة على أن تقف على أقدامها مكتفية بذاتها فيما يتعلق بقوتها الضروري؛ لتستطيع أن تقف في مواجهة أهل الكتاب، أليس هذا من المعروف؟ (سورة آل عمران ــ الدرس الثالث ، ص3).
ويؤكد ذلك قائلاً : كمال الإيمان في مجال مواجهة أعداء الله مرتبط به تماماً ارتباطا كبيراً الاهتمام بالجانب الاقتصادي ستكون الأمة التي تريد أن تنطلق في مواجهة أعدائها، وأن تقف مواقف مشرفة في مواجهة أعدائها قادرة على ذلك؛ لأنها مكتفية بنفسها في قوتها الضروري، في حاجاتها الضرورية (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص3).
وفي مجال المواجهة مع اعداء الامة ، يعطي الشهيد القائد قضية حصول الامة على الاكتفاء الذاتي في قوتها الضروري الاولوية القصوى وأهمية خاصة على سائر الخدمات الاخرى كالكهرباء والمدارس والجوامع الخ .. ، وذلك من منطلق أن حصول الامة على الاكتفاء الذاتي في قوتها الضروري سيجعلها قادرة على مواجهة اعدائها باعتبار أن القوت الضروري لا بديل عنه في حال المواجهة إلا الخضوع للعدو والاستسلام له وتلقي ضرباته ، أما مشاريع الخدمات الاخرى كالكهرباء والمدارس والجوامع فهناك بدائل عنها في حال المواجهة مع العدو ، ويؤكد الشهيد القائد ذلك قائلاً: هذه المدارس نفسها في حالة المواجهة هل ستصبح ضرورية؟ بإمكان الناس في حالة الخطورة فيما لو ضربت مدرسة أن يدرسوا أبناءهم تحت ظل أي شجرة, أو في أي مكان آخر. المساجد أنفسها لو ضربت بإمكانهم أن يصلوا في أي مكان.. لكن قوتهم هو الشيء الذي لا بديل عنه، لا بديل عنه إلا الخضوع للعدو, والاستسلام للعدو، وتلقي الضربة بدون أي حركة في مواجهة العدو. (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص4).
ومع التأكيد أن تلك الخدمات هي ضرورية ولكن ليس الى درجة ضرورة الحصول على الاكتفاء الذاتي يقول الشهيد القائد: هذه التي توفر هي ضرورية لكنها ليست إلى الدرجة من الضرورة التي يكون عليها قوت الناس، هل هناك اهتمام بالجانب الزراعي؟ ليس هناك أي اهتمام بالجانب الزراعي إطلاقا، وليس هناك من جانبنا تساؤل، وليس هناك من جانبنا أيضا نظرة إلى هذا الزعيم أو هذا الحزب أنه ماذا يمكن أن يعمل في هذا المجال الحيوي , المجال المهم (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص3) ، ويقول ايضا : الكهرباء مهم لكن لو نفترض أن بالإمكان أن نظل بدون كهرباء، بل أليس الكهرباء يطفأ في حالات الخطورة؟ الكهرباء يطفأ، أليست المدن تطفأ في حالات التهديد؟ تطفأ المدن أي أن الكهرباء ليس ضروري بل من الضروري أن يطفأ فيما لو حصل تهديد مباشر (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص4) .
وتكمن أهمية حصول الامة الشعوب المسلمة على الاكتفاء الذاتي بما يجعلها قادرة على أن تقف في مواجهة اعدائها في أن تلك الشعوب سنكون هي الضحية في حال تلقيها ضربة من أعدائها ، وتحدث الشهيد القائد بشكل حاسم قائلاً : للأسف البالغ وصلنا إلى الدرجة هذه: أن الشعوب لا تحلم بأن تواجه، بل ترى نفسها لا تستطيع أن تتحمل الضربة لفترة قصيرة! (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص5).
وحتى نعرفَ جيداً أن الشعوب هي الضحية في حال تلقيها ضربة من أعدائها وليس أولئك الزعماء ، هنا يؤكد الشهيد القائد خطر أن الشعوب المسلمة ستكون هي الضحية في حال تلقيها ضربة من أعدائها وستحس بوقع الضربة فيما يتعلق بقوتها ، وليس أولئك الزعماء الذين هم بالتأكيد سيرحلون ؛ لأنَّ هؤلاء كان همهم في الأصل أن يبقوا في مناصبهم ولا يهمهم مصالح شعوبهم ، حيث يقول :نحن شعوب مسلمة, ونحن أمة في مواجهة أعداء, والزعماء هم أنفسهم من يمكن أن يرحل إلى تلك المنطقة, أو من يمكن أن يسلم فيما لو حصل شيء, وسنكون نحن الضحية من أول يوم توجه ضدنا ضربة من أعدائنا، سنحس بوقع الضربة فيما يتعلق بقوتنا.
ولا ينسى الشهيد القائد التذكير أن أولئك الزعماء كان همهم أن يبقوا في مناصبهم فقط ويوضح ايضا أن الزعماء عرفوا أن هم الشعوب ينحصر في النظر إلى ما يمكن أن يقدموه من مشاريع بسيطة ليست في قائمة البُنَى التحتية الاقتصادية لتكون نتيجة ذلك أن تلك الشعوب هي الضحية في حال تلقيها ضربة من أعدائها ، حيث يقول: لكن الآخرين مازالوا هكذا، همهم أن يبقوا في مناصبهم، ونحن همنا أن ننظر إلى ما يمكن أن يقدموه لنا من مشاريع بسيطة لا تعمل شيئاً، ليست في قائمة (البُنَى التحتية الاقتصادية) – كما يقولون – ولا تشكل في واقعها تنمية حقيقية؛ لأنهم عرفوا أن هذا هو همنا، أن هذا هو ما نريد،( لَتَحْذُنّ حَذْوَ بني إسرائيل ، ص 6 – 7)
وهنا يجدد الشهيد القائد التذكير للناس بأن يفهموا هذه القضية ، حيث يقول : الناس يجب عليهم أن يفهموا هذه النقطة, أن يلحوا دائما، نحن لا نريد أي مشاريع أخرى بقدر ما نلح في أن تعمل الدولة على توفير قوت الناس داخل بلدهم. (في ضلال دعاء مكارم الاخلاق :الدرس الثاني ، ص3).