معاً ضد الطائفية :
يمني برس | أمل الباشا.
جميل هذا الشعار وطيب, وحتى لو لم يكن لدينا أي عدو خارجي كمبرر للإصطفاف معاً وضداً عليه, يجب ان تسود ثقافة التسامح والقبول بالآخر المختلف سواء في المذهب او الدين أو المعتقد.
مرعب حقاً كل هذا الشحن الطائفي وخطاب الكراهية المؤجج للعنف في القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة في بلد صار عقلائه أقل بكثير من الطائشين , هل يدرك من يتبنى مثل هكذا خطب وحملات مسعورة الى اين سننقاد ونجر بلدنا غداً, لا سمح الله, الى مصير دموي وحشي ؟
ألم نعش لمئات السنين هنا شوافع وزيود نتقاسم الخبز والأحلام دون ان نشعر بالتمايز أو يكان هذا التنوع مصدراً لتهديد سلامنا وأمننا الإجتماعي كما هو اليوم؟
هل نعي اننا بهذا الخطاب الممنهج, الخبيث, اللإنساني, اللاوطني إنما, ربما بوعي أو لا وعي, ننفذ أجندات خارجية لنفجر أحقاد وضغائن ومن ثم نزاعات وحروب بالوكالة لنكون ضحايا جيدين بعيداً عن عواصم المتعهدين والداعمين لها, هم لن يخسروا بلدانهم او ناسهم وأحبتهم أو مستقبلهم وأحلامهم مثلنا, بل نحن المستخدمين ببلادة وقوداً لصراعات ومصالح سياسية متشحة بقمصان المذهب/الطائفة؟
ألا يضمنا بلد واحد وسماء واحدة, ويجمعنا حلم واحد بأن نرى وطناً يسير بشموخ نحو العلى, وتربة واحدة تحمي كرامتنا وآدميتنا جميعاً من الهدر في بلدان الشتات ومرافئ الاغتراب اذا ما أحرقنا الأخضر واليابس هنا ؟
ألا نعتبر بما جري ويجري من حروب طائفية – دينية في لبنان والعراق والهند ويوغسلافيا وبورما الآن, نزاعات لا متعقلة دمرت بلدانا وأبادت بشر وهجرت شعوب لسنين طويلة ؟
هل يمكن لكل واحد فينا قبل ان يكتب بلغة طائفية تحريضية أن يتوقف برهة و يتفكر: مالذي يمكن أن تترك سطوري هذه من تأثير آني أو مستقبلي على بلدي, علي, على أهلي وأحبتي, أصدقائي وصديقاتي, جيراني, على أهل بلدي جميعا اينما كانوا وحلوا ؟
أما آن أن نتعقل ونحب لبلدنا وناسه الطيبين كما نحب لأنفسنا وندعوا له بالخير والمحبة والسلام والآمان ؟
أم أن الوقت قد فات وصار الجنون يسيّرنا ونحن ليس سوى كائنات طيّعة لا حول لها ولا قرار !!!!.
حبوا تصحّوا ويصح اليمن.