ماذا احدث عن امريكا
يمني برس |بقلم / ضرار الطيب
كنت في غاية السعادة وانا أتابع في “فيسبوك” بعض ردود الأفعال تجاه المسيرة التي توجهت إلى السفارة الأمريكية احتجاجا على الفيلم المسيء إلى الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله ..فكنت أرى مثلا أحدهم يكتب..”اليوم توحدت كل الطوائف والتيارات ..تحت شعار لبيك يارسول الله “..وأرى آخرون يكتبون مثل ذلك ..غير أنه ما إن بدأت الأخبار تتوالى حول اقتحام المسيرة للسفارة الأمريكية ..انقلب الوضع رأسا على عقب ..فجأة كل صفحات الفيسبوك تقول أن ..”مسيرة الحوثيين تعتدي على مبنى السفارة الأمريكية “….وهذا يدين ..وهذا يستنكر ..وهذا يندد..بما فعله شباب المسيرة ..
شعرت بصدمة كبيرة وأنا أقرأ ذلك ..لم أكن أتوقع أن عظمة رسول الله ومكانته في قلوب البعض ..قد تضائلت الى حد أن يتبرأ من المسيرة ومن المشاركين فيها …فقط لأن هناك أخبار تقول أن المسيرة اقتحمت السفارة ..
يالله..لهذا الحد اصبحت أمريكا تسيطر على نفوسهم ..ومن هي أمريكا ؟؟ أليست هي من يرسل طائراتها-بدون طيار- لتقتل الأبرياء بشكل شبه يومي؟ ..أليست هي التي قبل ليلة فقط ..أساءت إلى نبينا؟ ..أليست هي من لم تدع قبيحا إلا وارتكبته بحقنا وبحق ديننا ..وشعبنا ..وإنسانيتنا؟ ..
لقد كان يتوجب علينا اقتحام السفارة الأمريكية قبل وقت طويل ..ربما حين دخلت العراق ودمرته ونكّلت بأهله ..وربما لو كنا فعلناها حينها ..لما كانت بوارجها على شواطئنا ..ولما كانت طائراتها تحلق بأجوائنا ..وتقتل أهلنا ..ولما كان حكامنا وساستنا يتسولون على أبوابها ..لو كنا فعلناها آنذاك..لما كان لها أن تتجرأ وتسيء إلى نبينا العظيم صلوات الله عليه وعلى آله ..
لست أدري ما الذي يدفع بالبعض إلى نسيان كل ما ارتكبته وترتكبه أمريكا بحقنا ..فتراه يغفر لها كل ذلك ..خوفا من أن يقال أنه اقتحم سفارتها ..أو أنه حرض ..أو أّيد ذلك ..وكأنه يسعى ليبرىء نفسه من جرم عظيم ..
شخصيا ..لا أهتم بأن من كانوا في المسيرة حوثيين ..أو إصلاحيين ..أو اشتراكيين ..أو غير ذلك ..ما أعرفه هو أنهم خرجوا ليدافعوا عن دينهم ووطنهم ..وكم كنت أتمنى لو كنت معهم ..وكم كنت أتمنى أيضا أن يكون ذلك السفير الوغد موجودا هناك ..كي يُصفع وجهه اللّعين ..بآلاف الأحذية .
اتذكر الآن تلك الصور التي شاهدتها قبل فترة في التلفاز عن شباب الثورة الإيرانية ..حينما اقتحموا السفارة الأمريكية في بلادهم ..ليتخلصوا بذلك من أكبر جرثومة للظلم والفساد ..وأتمنى أن أشاهد تلك الصور مرة أخرى ..ليس على التلفاز ..ولكن بأم عيني ..وليس في إيران ..ولكن ..هنا في اليمن ..