غائط القرني..!
يمني برس/ عبدالرحمن غيلان
في عام 2009م زار داعية بني سعود المدعو عائض القرني صنعاء والتقى الرئيس اليمني حينها علي عبدالله صالح مع مجموعة كبيرة من علماء اليمن .
في ذلك اللقاء تفنن المدعو القرني بامتداح الرئيس صالح وخلع الألقاب عليه ، ثم عاد في عام 2011م وهجاه بأقذع المفردات وتلذذ باحتراق وجهه في حادثة جامع الرئاسة .
وقبلها بسنواتٍ زار المدعو القرني صنعاء أيضا وألقى محاضرة بأحد مساجدها وامتدح شاعر اليمن الأكبر البردوني خصوصا في قصيدته الشهيرة التي امتدح فيها العملاق البردوني النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبعدها سُئل المدعو القرني في أحد لقاءاته عن جديده الشعريّ فذكر أنها قصيدة مدح نبوية يعارض بها ” قصيدة المجرم اليمني البردوني” ، وأطلق الكثير من الألفاظ النابية على الشاعر الكبير البردوني منها : “لا نرضاه ولا نرضى قلبه ولا معتقده، ولا دينه ولا طريقته، هو قومي بعثي أعمى القلب والبصيرة، كل شر فيه” .
نموذجان فقط أوردتهما يدلان على انفصام شخصية هذا المدعو القرني قبل عهد الانكشاف الكبير لما يضمره من حقدٍ كبير على اليمن بكل مافيه وليس لشخصيتين منه فقط .
فمن محاسن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أنه أخرج منافقي بني سعود وأفاعيهم على حقيقتهم ، بعد أن أظهروا حبهم لليمن أرضاً وإنساناً وتغنّيهم بها لسنواتٍ طوال ، وأبطنوا حقداً دفيناً وعِداءً تاريخياً على اليمن بكل مافيه .
ولعلّ جريمة كارثة القنبلة الفراغية أو ما يسمى بهيروشيما ” عطّان ” التى ألقاها العدوان الحاقد ودمرت أكثر من 700 منزل واستشهد اكثر من 84 مدنياً و جرح أكثر من 800 مدني ، بل كما قالت تقارير غربية بأنها أكبر قنبلة غير نووية قصف بها العدوان القذر على ” عطّان ” .. هذه الجريمة البشعة جعلت من داعية الدين الوهابي المدعو ” غائط القرني ” أن يعترف علناً بابتهاجه بها ، وأن يباهي ويفاخر بأن أحد أفراد أسرته الطيار المدعو ” مروان القرني ” هو من قام بإسقاطها على أرض الإيمان والحكمة وهو يتلو قول الله تعالى ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” .
قد لا يدرك داعية بني سعود أنه أضاف وثيقةً هامة لملفّ جرائم أسياده المعتدين .. بل تأكيداً موثقاً بالصوت والصورة عبر ” الميديا” ستظل شاهدة على جرائمهم البشعة بحق اليمن ، وقد يدرك ذلك لكنه يعوّل على الزهو العسكري والمادي لبني سعود وترسانة سلاحهم الذي أغدقوا عليه بالمليارات للعدوان به على الشعب اليمني، قبل أن يسخر المقاتل اليمني من ترسانتهم العصرية الهائلة – بحساباتهم – ويبيدها بأدواتٍ بدائية لم تكن في الحسبان .
فما الذي أوصل داعية بني سعود لهذه المرحلة السافلة من عصر الإنكشاف ؟ ولماذا كل هذا الحقد على اليمن ؟ ولماذا تصدّر لدعم العدوان على اليمن أمثال هذا المدعو القرني والمدعو العريفي والمدعو العفاسي والمدعو السديس ، والكثير من دعاة بني يهود وبيادقهم المنبرية وعلى رأسهم مفتي ديار الفتنة والتكفير المدعو آل الشيخ وتابعيهم من مرتزقة اليمن ..؟
الجواب قد يطول لكنني أختصره في تسليط الضوء على عشرات السنين السابقة التي عمل فيها الدين الوهابي على التغلغل في معظم البيوت اليمنية من خلال عملٍ ممنهج استهدف عقيدة اليمنيين وعمل على تخديرهم ، وسلَب الكثير منهم عزتهم وكرامتهم ووطنيتهم حتى أصبحوا أدوات سهلة للعدوان على شعبهم العظيم .
ولم يكن اختيار تلك الأسماء من دعاة بني سعود صدفةً ، بل وفق دراسة نفسية لواقع المجتمع اليمني الأكثر طيبةً والأكثر تقبّلاً للشائعات وترويجها والأكثر انبهاراً بكلّ ما هو مغلّف دينياً اعتمد عليه دعاة بني سعود واستحوذوا به على عقول الكثير من اليمنيين عبر أدواتهم في الداخل كحزب الإصلاح وعبر وصولهم المباشر للعقل اليمني من خلال خطبهم ومحاضراتهم الفتنوية وكتبهم الطائفية النتنة التي أوصلت الكثير من اليمنيين إلى هذا المنحدر من الخذلان الماحق لوطنهم الكبير بدينه وتراثه وموروثه العقائديّ الراسخ في منهج الإسلام القويم .
لهذا الجُرم الكبير ولغيره من السقوط الإنساني والأخلاقي نقول شكرا للعدوان الآثم وهو يُعرّي جرائم بني سعود من خلال حقدهم ، وعبر دعاة إفكهم ، وتابعيهم ومروّجيهم في الداخل والخارج .. وقد صدق الشاعر حين قال :
جزى الله الشدائد كل خيرٍ ..
وإن كانت تغصّصني بريقي
وما شكري لها إلا لأني ..
عرفتُ بها عدّوي من صديقي