ما وراء هيكلة الجيش
يمني برس _ أقلام حره
بقلم / د. عبده البحش
لقد استطاع الغرب ومعه الصهيونية العالمية هيكلة عقول الكثير من ابناء شعبنا اليمني وللأسف الشديد من خلال مبررات وذرائع عديدة وبطرق ووسائل كثيرة بعضها معروفة ويستطيع ادراكها الكثير من الناس والبعض الاخر خفي ومستتر لا يعرفه إلا القلة القليلة من الناس ولا يستطيع فهمها وإدراكها إلا من اوتي العلم والحكمة والقدرة على التحليل والربط بين ما يحدث وما هو ثابت مؤكد في صلب عقيدتنا الاسلامية والثقافة القرآنية المنيرة للمسلمين دروبهم في الحياة.
لا انكر اني لست متفائل بما يسمونه هيكلة الجيش رغم ان الكثيرين سعداء جدا وفرحين كل الفرح بإزاحة احمد علي من قيادة الحرس الجمهوري وعلي محسن من قيادة الفرقة الاولى مدرع ، وهؤلاء من حقهم ان يفرحوا ولست ضد فرحتهم او معاتبا لهم فرحتهم ، لكني مختلف عنهم لاني ببساطه انظر للهيكلة من زوايا مختلفة ليس لها علاقة بعقدة احمد علي وعقدة علي محسن وارى ان الامر اكبر بكثير من صناعة العقد النفسية وتضخيمها لجعلها هي الاساس في عملية هيكلة الجيش.
طالما ان الامريكان هم الذين يهيكلون جيشنا فاني على يقين تام ان عملية الهيكلة ما هي الا مجرد ذريعة او طريقة يتخذها الامريكان لتفكيك وتشتيت الجيش اليمني وشل قدراته العسكرية الفعلية وجعله في وضع من الضعف والترهل والتشرذم وفقا للسبع المناطق العسكرية التي تم توزيعه عليها بحيث تصبح كل منطقة عسكرية وما تضمه من وحدات وألوية عسكرية وأسلحة كيانا عسكريا مستقلا تماما عن المناطق الاخرى وهذا هو التشتيت بعينة لقوة الجيش تحت شعار براق خادع هو توحيد الجيش.
الامر الاخر وهو ماله ارتباط بطبيعة العلاقة بيننا كمسلمين وبين اعداءنا وهم الغرب ومعه اسرائيل وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية وهي الدولة التي تقوم بهيكلة جيشنا في الوقت الراهن ، وهذا يعني بكل بساطة ان عملية الهيكلة بالنسبة للأمريكان ما هو إلا مدخلا مهما تقوم من خلاله بتحقيق هدف استراتيجي وهو تدمير الجيش اليمني وإضعافه قدر الامكان وبطريقة سلسة وذكية جدا بحيث لا يدرك الشعب حقيقة ما تنفذه الولايات المتحدة الامريكية ومعها المملكة العربية السعودية من مؤامرة كبرى على اليمن جيشا ووطنا وإنسانا بسبب ما يوفره الاعلام الرسمي والإعلام الموجه من قبل السعودية ودولة قطر من غطاء يروج للهيكلة وايجابياتها في توحيد الجيش وإنهاء الانقسام وجعله جيشا حديثا قويا متماسكا وغيرها من عبارات منمقه ليس لها اساس في الواقع.
ان من يعتقد او حتى يظن مجرد ظن ان الغرب وإسرائيل يريدون لنا الخير والصلاح والبناء والتطور مع احترامي له انسان غير واقعي او تعرض لغسيل دماغ من نوع معين بحيث اصبح لا يرى الاشياء على حقيقتها كونه جاهل بطبيعة العلاقة والصراع بيننا كمسلمين وبين الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية التي روجت كتابا لأحد كتابها بعنوان صراع الحضارات وهو الكتاب الذي تسير عليه السياسة الخارجية الامريكية حاليا ، حيث يتحدث الكاتب عن ما يسميه صراع الحضارات بين الغرب من جهة وما يمثله من قيم ودين وأخلاق ونمط حياة وبين المسلمين وما يمثلونه من قيم ودين وأخلاق ونمط حياة مناقضة للغرب تماما وهو ما اعتبره المؤلف سببا لحتمية الصراع بين الحضارتين وبين العالمين ، فكيف يمكن ان نتصور او نتوقع من الغرب انهم يبنون دولتنا او يسعون الى تعزيز قوة جيشنا وتوحيده وتطويره.
انني هنا وعن قناعة تامة اضم صوتي الى صوت المقاومين للتدخل الامريكي والأجنبي في الشئون الداخلية لبلادنا ، كما اضم صوتي الى اصوات الذين يعارضون هيكلة الجيش بأيادي امريكية ويعارضون ترتيبات الملف الامني اليمني وفق توجهات غربية بحته لا علاقة لها بمصالح الشعب وأمنه واستقراره وسكينته الاجتماعية وأخيرا ادعو من خلال مقالي هذا كل الشرفاء في اليمن الوقوف صفا واحدا ضد الوجود العسكري الامريكي على اراضينا وضد انتهاكات اجواء بلادنا وقتل المزيد من ابناء شعبنا.