التدخل الأمريكي نتائجهُ كارثية
يمني برس _ ـ أقلام حرة
التدخل الأمريكي نتائجهُ كارثية
أولاً قد البدء في مقالي أحب التنويه الى أنه لا يوجد أحد يعارض أو ينكر أن التدخل الأمريكي صار حقيقة واقعة ، و بما أن الأمر كذلك فإن بعض الناس ينظرون اليه على أنه علاقة أومساعدة أو لمحاربة الإرهاب أو ما شابه من تلك الألفاظ التي تجعل الفرد منّا يتساهل في هذا الموضوع ويجعله شيئاً عابراً لا يستحق الإهتمام بهِ لمعرفة النتائج الكارثية لهذا التدخل البغيض والممقوت والمرفوض جملة وتفصيلاً .
عليه وجب عليّا التوضيح قدر المستطاع ما أراه كارثياً في هذا التدخل المرفوض الذي لن ولن يقتصر على الشؤون العسكرية أو الأمنية ، بل إنه تدخل سيمتد حتماً الى كافة مجالات حياتنا العقائدية و التعليمية والثقافية و الأخلاقية و تفصيل ذلك ياتي تباعاً .
فمن الناحية العسكرية
سيكون التدخل الأمريكي في تسليح الجيش بما يتوافق مع سياسة أمريكا ، حيث لن تسمح بشراء اسلحة متطورة أو إستراتيجية تجعل من الجيش اليمني مهاب الجانب ، بل ستسمح بتسليح الجيش اليمني باسلحة لا تحس أن فيها خطر عليها خاصة وأن لها مأرب كبيرة وخبيثة في اليمن .
عقيدة الجيش اليمني
ستعمل أمريكا على تغييرها حتما ، حيث ترى أمريكا في عقيدة الجيش اليمني حالياً ضرراً كبيراً عليها لانها مبنية على حماية الوطن أرضا وإنسانا والتضحية في سبيل ذلك بالنفس والنفيس دون تردد او تراجع أو خوف أو رهبة ( الى حدً ما ).
وهذا أمر لا يعجب أمريكا وأول ما ستفعله هو إرسال بعثات للضباط تحت مسمى الدراسة مع أنها في الاساس بعثات للتبديل العقيدة القتالية بأخرى إستسلامية إنهزامية تجعل من أمريكا صديقاً ودوداً وحليفاً وفياً مع أنها العدو .
ومن الناحية الأمنية
فالأمر لا يحتاج الى شرح فالكل يعرف ويسمع كل يوم عن الإغتيالات بالدراجات النارية ، و كذا القتل بالطائرات دون طيار ، وايضاً الأحزمة الناسفة التي لم تعرفها اليمن إلا منذ التدخل الأمريكي في الأونه الأخيرة .
وهذا أعتبره شيء يسير ، بمعنى أن القادم من الإختللات الأمنية سيكون أكثر سواء من ناحية الألة التي ستستخدم في القتل أو في عدد الضحايا ، أو في الأماكن التي سيتم تنفيذ العمليات فيها ، حيث ستكون التفجيرات بسيارات مفخخة في الأسواق والمراكز التجارية والمتنزهات ، وأيضا الأحزمة الناسفة في المساجد .
وكل تلك امور ستقع حتماً (مع أ،ها وقعت ولكن بشكل قليل ) دام أننا ننظر الى التدخل الأمريكي نظرة سطحية غير عميقة ، وطبعا نفعل ذلك عندما نرى أن أمريكا هي الصديق وليست العدو .
وفيما يخص الجانب الديني
امريكا شر وبلاء فهي أشبه ما تكون بالذباب ، فالذباب لا نره الا حيث الدماء والأوساخ والاماكن القذرة ، أمريكا كذلك فهي لا تستطع التواجد في اي بلد الا إذا قدرت على تفكيك نسيجة الإجتماعي ، حيث تعمد الى تشجيع الطائفيين وتمدهم بالمال والسلاح لينشروا أفكارهم الإرهابية البغيضة ، فيعمدون الى ذم وتكفير ولعن وسب وشتم المذاهب الأخرى ورموزها وقياداتها من أجل إذكاء الروح الطائفية ، وزرع الأحقاد وكل ذلك يؤدي حتماً الى اشتعال الحرب الطائفية بين سكان البلد الواحد .
وما نراه اليوم من هجمة شرسة على أنصار الله من قبل البعض الا إنعكاساً ودليلاً لما قلته آنفاً ، فيجب علينا التيقض والتنبه حتى لا نعطي لأعدائنا وأعداء الله فرصة لتفكيك نسيجنا الإجتماعي المبني على الأخوة والألفة والمحبة حيث وأن كلنا مسلمون نعبد الله الواحد ولنا القران الواحد ولنا النبي الواحد ونتكلم اللغة الواحدة ونعيش في البلد الواحد وهو اليمن الحبيب .
الجانب الثقافي والأخلاقي
سيكون هناك تدخل في المناهج الدراسية ( وقد حصل في بعض البلدان ) حيث سيتم محو كل الايات القرانية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وآل البيت والتابعين من المناهج الدراسية ، وما سيتم محوه هو كل ما يدعو الى الجهاد ورفض الوصاية واخلاص الولاء لله ورسوله والذين أمنوا ، وأيضا كل ما يحرم الخنوع والخضوع لغير المسلمين ( وهو ما نراه حيث يصورون إيران عدو وامريكا صديق ) .
وأيضا سيتم محو كل ما يدعو الى الفضيلة ومكارم الاخلاق والعفة ، وعندها سيكون أمر الاختلاط عادي وحضاري وايضا الزنا وشرب الخمر وفتح اماكن الرقص كل ذلك سيكون أمرا مستساغاً ولا حرج منه .
وسيُحضر دخول الجامعات والمدارس للمنقبات بحجة الامن والحفاظ عليه ، وستظهر الافكار التي تدعو الى التحرر والى التحضر والى التمدن ، وهي مسميات تدعو الى الإباحية والحيوانية ، وحرية الفرد في فعل ما يشاء دام انه لا يضر غيره ، ولو انه يضر نفسه حتى يصير كل فرد منّا مصابا بذلك الضرر وعندها سيكون المجتمع مصابا ومريضا وتعيسا .
وايضا سنجد مراكز رعاية كبار السن لان رعايتهما من قبل الابناء يضر بعملهم ودراستهم ومستقبلهم .
وايضا ستنجد مراكز حضانة الاطفال لان الابوين مشغولين وغير قادرين على رعاية الابناء ، وهو ما يعني عدم شعور الطفل بالحنان او العطف ، وايضا سيتربى في ايدي حاضنات لا نعلم اخلاقهم ولا من اين هن والى ما يهدفن وما يعلمن اطفالنا عليه .
وكل تلك الامور لا شك ستفكك الترابط الاسري والمجتمعي ، وتجعل من مجتمعنا منحلا مصابا بالكثير من الامراض النفسية والعصيبة .
اخيرا ذلك غيض من فيض عن النتائج الكارثية والخطيرة جدا على مجتمعنا الاسلامي المحافظ ، والذي لا أظنه سيبقى محافظا على عاداته وقيمه واخلاقة وفضائلةو نخوته وشهامته اذا لم نقاوم التدخل الامريكي بكل الوسائل والإمكانيات والطرق والاساليب .
وكل ما علينا هو الثقة الكبيرة بالله تعالى ، وان نفعل كل ذلك خالصا لوجهة الكريم ، وإبتغاء رضاه وعفوه والجنة .