ثوار اليمن يتمسكون برحيل الرئيس
من الجزيرة نت
قالت مصادر للجزيرة إن مجلس التعاون الخليجي قدم نسخة جديدة معدلة من المبادرة الخليجية تجاه اليمن, لكن اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية الشبابية أعلنت رفضها لأي مبادرات تطيل عمر النظام وتفرغ الثورة من محتواها بتحويلها إلى أزمة بين أطراف المنظومة السياسية.
وأكدت اللجنة رفضها القاطع لأي مبادرة لا تؤدي إلى رحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح فوراً ومحاكمته، وحذرت قادة الأحزاب السياسية من مغبة التعاطي مع أي مبادرات تتعارض مع إرادة الشعب.
كما دعت اللجنة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى التوقف عن أي مبادرات يترتب عليها استعداء الشعب اليمني، ووجهت نداء للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن لتحمل مسؤوليتها الأخلاقية, ووقف التدخل السلبي ضد إرادة الشعب اليمني.
وذكرت مصادر للجزيرة أن التعديلات التي أدخلت على المبادرة الخليجية تنص على أن يكون الاتفاق بين الحزب الحاكم وحلفائه من جهة والمعارضة وشركائها من جهة أخرى.
الرئيس صالح يحيي مؤيديه أثناء حشد بصنعاء (رويترز)
تعديلات
وتقترح المبادرة أن يوقع الاتفاق ثلاثون اسما مناصفة بين الطرفين، على أن يكون الرئيس اليمني ضمن الموقعين بصفته الحزبية، وليس كما ورد في النسخة السابقة من المبادرة التي نصت على أن يكون التوقيع من جانب الرئيس وممثلي المعارضة.
كما نصت النسخة الجديدة على أن يكون الرئيس اليمني ووزير خارجية الإمارات العربية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان راعيين للاتفاق.
وكان الرئيس صالح قد رفض التوقيع على المبادرة الخليجية بصفته رئيسا للجمهورية، وقال إنه سيوقع عليها بصفته رئيسا للحزب الحاكم، وهو الأمر الذي رفضته المعارضة اليمنية، علما بأن المبادرة تنص على استقالة صالح من الرئاسة خلال ثلاثين يوما من توقيعه عليها.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر بمجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية دول المجلس قد يجتمعون في العاصمة السعودية الرياض غدا الأحد لبحث تطورات الأزمة اليمنية.
إضراب عام
وكان شباب الثورة في اليمن صعدوا ضغوطهم على النظام بالدعوة إلى إضراب عام ابتداء من اليوم، وهو ما لقي استجابة في مدينة لحج حيث ذكر مراسل الجزيرة نت ياسر حسن أن معظم المحال التجارية شوهدت مغلقة منذ الصباح الباكر حتى صلاة الظهر، في حين فتحت المرافق التي تتعلق بالخدمات الضرورية مثل الصيدليات.
وقال الصحفي هشام محمد العطيري للجزيرة نت، إن نسبة تنفيذ الإضراب العام قد تصل إلى 80% لافتا إلى أن المدينة لم تشهد أي صدامات بين المواطنين والأمن أو أي أعمال شغب أو قطع للطرقات.
كما استجاب سكان مدينة عدن لنداء شباب الثورة بتنفيذ عصيان مدني في يوم السبت من كل أسبوع، وذلك للتعبير عن رفضهم بقاء الرئيس علي عبد الله صالح وإصرارهم على محاكمته.
جمعة الوفاء
وتصاعدت الدعوة إلى الإضراب أمس الجمعة بالتزامن مع مظاهرات حاشدة جرت تحت عنوان “جمعة الوفاء للجنوب”.
وانتشرت المظاهرات في عدة محافظات بينها عدن وتعز والحديدة وإب، لكن أبرزها كان في شارع الستين وساحة التغيير بالعاصمة صنعاء حيث جرت مظاهرة على طول ثمانية كيلومترات عبر فيها المشاركون عن رفضهم المبادرة الخليجية ومطالبتهم برحيل الرئيس ومحاكمته.
في الوقت نفسه، احتشد المؤيدون للرئيس علي عبد الله صالح في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، حيث خاطبهم صالح واصفا معارضيه بأنهم “غير شرعيين” و”خارجون عن القانون” و”مخربون” و”قطاع طرق”.