إحياءُنا للمولد النَّـبَوِيّ .. انْتصَارٌ ومحبةٌ .. بقلم / أحلام عَبدالكافي
يمني برس – كتابات
المَــوْلِــدُ النَّـبَوِيَّ الشريف هو ميلادُ محبّةِ النَّبِـيّ الأكرم في نفوس المؤمنين، وهو ميلادُ كُلّ المبادئ السامية والتعاليم الربانية التي جاء بها.. بل هو ميلادُ الهداية للأمة وإحياءٌ للخير والصلاح كيف لا؟، فنبيُّنا الأعظمُ مُحَـمَّــدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ جاءت دعوتُه لتُخرِجَ الناسَ من الظلمات إلى النور حين دعت لكل فضيلة ونبذت الرذائل. فما أحوجنا هذه الأيامَ لإحياء هذه المناسبة العظيمة فيما يمر به الوطن الغالي اليوم من صعاب وتحدّيات جسيمة، حيث تكالَبَ عالمُ الشر وعالمُ الإجْــرَام على يمن الإيْمَان والحكمة، فقد ارتكبوا المجازرَ ودنّسوا الأرض.. فإحياءُ هذه المناسبة في ظل هذه الظروف يعتبر ضربةً للعدو وستكونُ أقوى الصواريخ التي ستقصمُ رؤوسَهم، فأعداءُ الأُمَّــة من اليهود والنصارى ومن آل سعود يدركون مدى ارتباطِ هذه الأُمَّــة بنبيها ومدى سر القوة التي تنبثق من توطيد هذه الصلة والتي من شأنها أن تبنيَ جيلاً واعياً وأمةً قويةً ترفُضُ الذل والخضوع للظلمة والمستكبرين.. فإذا ما أحيينا التعاليم الربانية التي جاء بها مُحَـمَّــد الأمين سنكون أَكْـثَـر تماسكاً وتوحداً والتي هي من أولويات البعثة النَّـبَوِيّة والتي نبذت الأحقاد والضغائن فيما بين الأفراد والجماعات ودعت إلى توحيد الكلمة والصف وجمع أمر الأُمَّــة تحت راية واحدة والعمل على تماسكها لتكون أَكْـثَـر قوة وبأساً.. فهذا كله من شأنه إزعاج لقوى الشر من الأعداء والمتربصين بأمة مُحَـمَّــد فعمدوا على تغييب واضح وتشويه ممنهج لمَن يُحيي هذه المناسبة والذِّكْــرَى العطرة لتظلَّ هذه الأُمَّــة غارقةً في براثن شراك العدو ومُخَطّـطاته. إن اهتمامَنا بالمَــوْلِــد النَّـبَوِيّ هو اهتمامٌ بالرسالة الإلهية وتعبيرٌ منا عن الشكر والعرفان بالنعمة الربانية وعظمة فضل الله علينا كأمة مسلمة.. فالرَّسْــوَلُ الأعظمُ هو مدرسة ومرجعية أخلاقية تغشاها الرحمة والإيْمَان والارتباط به هو بوابة الارتباط بأَنْبيَاء الله ورسله وكتبه وبدون الارتباط بهذا الرَّسْــوَل يتحول الإنْسَـان إلى وحَشٍ مفترس ويفقدُ كرامتَه حين تسوءُ تصرفاته وفي مقدمتها الرحمة والإحسان وغيرها من الأخلاق التي ترتقي بالإنْسَـان إلى مستوى الحياة الكريمة.. فإن الأُمَّــة عانت وما زالت تعاني من مُخَطّـط إبعادها عن المعنى الحقيقي للرسالة النَّـبَوِيّة ولقيمها العظيمة فعلى أُمَّة مُحَـمَّــد أن تعترفَ جميعُها بالمَــوْلِــد النَّـبَوِيّ وأن تُحييَ ميلاد سيد الكونيين.. فهو لم يبعث لطائفة ولا لحزب ولا لأشخاص كما نجد اليومَ تلك المسميات التي تم غزوُ الأُمَّــة بها لتجعلَها غارقةً في بحر التفرقة والاقتتال والعداء المستمر لبعضهن البعض.. إن هذه المناسبةُ تجعلنا أَكْـثَـر حرصاً على إحيائها لما لها من أَهَميّة كبرى في علاج ما وصلت له الأُمَّــة اليوم من حالة مأساوية بتفشي ذَلك الفكر الوهابي المتطرف الذي يحاولون به جَـرَّ الإسْــلَام إلى منزلق خطير جداً البعيد كُلّ البُعد عن الإسْــلَام المُحَـمَّــدي ودِين التسامُح والرحمة المُهداة للأمة جمعاء في كُلّ زمان ومكان.